الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأجسام والكيانات الإسرائيلية المساهمة في قمع الأسرى

نشر بتاريخ: 24/01/2019 ( آخر تحديث: 24/01/2019 الساعة: 12:04 )

الكاتب: ناصر دمج

عند احتدام المواجهة بين إدارة المعتقلات الإسرائيلية، والأسرى الفلسطينيين داخل المعتقلات الإسرائيلية، نبدأ بسماع أسماء (لأجسام وكيانات وأجهزة) إسرائيلية تمارس الإجرام المنظم الذي تراعاه دولة الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين العزل من أي سلاح، وتمارس كل أنواع الإجرام وهذا يلزمنا بمعرفة المزيد عنها؛ لأنها ستقدم ذات يوم لمحاكم الجرائم الدولية المختصة، نظير ما اقترفته من جرائم بحق الأسرى والأسيرات، من هذا الباب رغبت بعرض فكرة مكثفة عن ثلاثة نماذج منهن، وهن:

أولاً - مصلحة المعتقلات الإسرائيلية العامة شروت بيتي هسوهر שֶרותִ בֵתי הָסוהָר (שב"ס)
ثانياً يحيدت نحشون יְחִידַת נִחְשון
ثالثاً- يحيدت درور יְחִידַת דְרור
رابعاً - يحيدت متسادا יְחִידַת מֶצָדָה

أولاً - مصلحة المعتقلات الإسرائيلية العامة شروت بيتي هسوهر שֶרותִ בֵתי הָסוהָר (שב"ס):

هي مصلحة المعتقلات الإسرائيلية العامة، وتعرف اختصاراً بـ (شباس שב"ס أو نتصيفوت נָצִיבות) وهي إحدى دوائر وزارة الداخلية الإسرائيلية الرئيسة، تأسست عام 1949م يقف على رأسها ضابط من الشرطة المدنية الإسرائيلية برتبة جنرال، ويقع تحت مسؤوليتها الإشراف على المعتقلات التي يقبع فيها الأسرى الفلسطينيون و(السجون) التي تضم السجناء الإسرائيليين، وعددها 36 سجناً ومعتقلاً، ومقرها في مدينة الرملة.

وكانت مصلحة المعتقلات بعد تأسيسها في عام 1949م تابعة لجهاز الشرطة الإسرائيلي، وكان الجنرال "جير جرا גירי גרא" مديراً عاماً لها، حيث تولى إدارتها من عام 1949 - 1951م، وخلفه في هذا المنصب الجنرال "رم سلمون רם סלומון" من عام 1951- 1952م، ومن بعده تولى إدارتها "تسفي حرمون צבי חרמון" من 1952- 1958م، وفي عهده حدثت عملية الفرار الكبير من معتقل شطة بتاريخ 31 تموز 1958م، والتي عزل في إثرها من منصبه، وتولى إدارة المصلحة من بعده الجنرال "أرئيه نير אריה ניר" الذي كان مديراً لشرطة منطقة تل أبيب من عام 1958- 1976م، وكانت فترة رئاسته لمصلحة المعتقلات من أطول الفترات، خلالها وقعت العديد من الأحداث الصاخبة في تاريخ مصلحة المعتقلات الإسرائيلية، وتاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة، منها المباشرة ببناء معتقل بئر السبع في عام 1965م، وافتتاح معتقلي كفار يونا وعسقلان أمام الأسرى الفلسطينيين والعرب، واستشهاد الأسيرين عبد القادر أبو الفحم وعمر الشلبي في معتقل عسقلان.
ومن عام 1981م - 1985م تولى "مردخاي فرتهايمر מרדכי ורטהיימר" رئاسة مصلحة المعتقلات الإسرائيلية، وفي عهده وقعت العديد من الأحداث المهمة، منها إضراب معتقل نفحة الصحراوي بتاريخ 14 تموز 1981م، ومقتل مدير قسم العزل في معتقل الرملة "روني نيتسان" الذي أشرف شخصياً على تعذيب شهداء إضراب معتقل نفحة، وهم: على الجعفري وراسم حلاوة وإسحاق مراغة.

ومن عام 1986 إلى عام 1987م تولى رئاسة مصلحة المعتقلات "ديفيد ميمون דוד מימון"، ووقعت في عهده عملية الفرار البطولي من معتقل نفحة التي نفذها الأسير "مسعود الراعي" ورفاقه، وتسببت بإطاحته من منصبه.
ومن الرؤساء البارزين لمصلحة المعتقلات "جابي عمير גבי עמיר" الذي ترأس مصلحة المعتقلات من عام 1991 - 1993م، وفي فترة رئاسته نفذ الأسرى إضرابهم الكبير بتاريخ 27 أيلول 1992م، والذي عرف ببركان أيلول.
ومن عام 2000 - 2003م تولت رئاسة مصلحة المعتقلات الجنرال "أوريت أدتن אורית אדטו"، وهي أول امرأة في إسرائيل تتولى مثل هذا المنصب، وفي عام 2011م تولى إدارة مصلحة المعتقلات الجنرال "أهارون فرانكو אהרון פרנקו" الذي كان قائداً لشرطة منطقة القدس.

ثانياً - يحيدت نحشون יְחִידַת נִחְשון:
تكتب بالعبرية (נַחְשׁוֹן) وبالانجليزية (Naḥšōn) وهي اسم علم يهودي، وهو "ابن عمينا داب" المعروف بـ "النحشون" زعيم قبيلة يهودا، وفقاً للعهد القديم ( 6: 23 و عد 2: 3 و 10: 14) .

ومن دلالاتها الشجاعة والإقدام، وقبيلة يهودا هي أولى القبائل التي خرجت مع سيدنا موسى عليه السلام أثناء خروجه من مصر وبداية عصر التيه اليهودي في شبه جزيرة سيناء، ويعتقد وفقاً لمؤرخي الإسرائيليات بأن "ابن عمينا داب" هو أول من وضع قدمه في مياه البحر مستهلاً عبور القبائل اليهوديةإلى شرق سيناء، لذا عرف كبطل بين تلك القبائل، ويلاحظ تخليد اسمه في أكثر من مكان في إسرائيل.
ووحدة نحشون التي تحمل اسمه والتي تأسست في شهر شباط 1973م، مهام عسكرية وأمنية كوحدة مختارة في جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز "الشين بيت"، وكانت متخصصة بحماية وتأمين محيط مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، في عام 2003م تحولت "وحدة نحشون" للعمل بالكامل داخل مصلحة المعتقلات الإسرائيلية، كوحدة عسكرية متخصصة في مرافقة الأسرى وحراسة سيارات نقلهم بين المعتقلات، وتميز أداءها بالوحشية المفرطة في التعامل معهم وخاصة خلال عمليات نقلهم من معتقل إلى آخر أو إلى مشفى معتقل الرملة أو خلال عمليات الدهم والتفتيش لغرفهم وخيامهم.

ثالثاً - يحيدت درور יְחִידַת דְרור:
تم تأسيسها في عام 1994م كوحدة استخبارية متخصصة في مكافحة المخدرات داخل (سجون) إسرائيل، وتأخذ من طائر السنونو شعارًا لها، بعد فترة من الزمن أصبحت مصلحة المعتقلات الإسرائيلية العامة تستخدم هذه الوحدة لخبرتها في البحث والتنقيب عن الممنوعات داخل زنازين وغرف السجناء الجنائيين، وفي مداهمة غرف وخيام وزنازين الأسرى الفلسطينيين لتعقب أجهزة الاتصالات الخلوية والأسلحة البيضاء وغيرها من الممنوعات، وفي كثير من الأحيان تنفذ عملياتها داخل المعتقلات بالاشتراك مع (وحدة متسادا יְחִידַת מֶצָדָה) وعناصر هذه الوحدة من رجال الشرطة الإسرائيليين المتخصصين في مضمار المخدرات والمباحث العامة والاستخبارات الجنائية، وطبيعة عملها داخل المعتقلات تعتبر ذات طبيعة عسكرية صرفة.

رابعاً - يحيدت متسادا יְחִידַת מֶצָדָה:
تعني بالعبرية (حصن) أو (القلعة) والمقصود هنا ليس أي قلعة إنها قلعة متسادا، التي تقع في أعلى قمة جبل مطل على البحر الميت، ويزعم اليهود بأن الجيش الروماني في عام 73 قبل الميلاد قام بمحاصرتها، وبسبب حصاره لها انتحر داخلها 953 يهودياً ويهودية؛ رفضوا الاستلام للقوات الرومانية التي حاصرت القلعة على مدار خمسة شهور، وذلك أثناء التمرد اليهودي الذي وقع في العام 70 ق. م.
وتخليداً لتلك الواقعة قامت إسرائيل بتأسيس هذه الوحدة الإجرامية، وكان ذلك في عام 2003م كوحدة تدخل سريع تأتمر بإمرة مصلحة المعتقلات، وعناصرها جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، وجهاز الشين بيت، وهي متخصصة في عمليات الاقتحام الليلي للأقسام والزنازين والخيام، ومعها صلاحيات بالاعتداء غير المقيد على الأسرى، وأفرادها هم الذين قتلوا الأسير "محمد الأشقر" في معتقل النقب الصحراوي خلال قمعهم للأسرى بتاريخ 22 تشرين الأول 2007م. ومن المعروف بأن هذه الفرقة هي التي نفذت الهجوم على سفينة التضامن التركية مع غزة (مرمرة).