الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

القدس والإنتخابات...

نشر بتاريخ: 04/02/2019 ( آخر تحديث: 05/02/2019 الساعة: 12:17 )

الكاتب: ماهر حسين

في ظل الإنقسام والتناحر الفلسطيني المؤذي للقضية الفلسطينية وفي ظل التراشق والتناحر الإعلامي بين أكبر التنظيمات السياسية على الساحة الفلسطينية وأقصد فتح وحماس وفي ظل إنفصال غزة وإرتهان القرار فيها مقابل المال وفي ظل الحصار السياسي للضفة بهدف الضغط على القيادة للتنازل عن الثوابت ومع محاولات تهويد القدس ومحاولات عزل القدس بالكامل عن الحالة الفلسطينية جاء القرار الرئاسي بإجراء إنتخابات تشريعية.
طبعا الإنقسام يزيد من صعوبة إجراء الإنتخابات، ولدى الجميع العديد من الأسئلة حول إمكانية عقد إنتخابات تشريعية في هذه الظروف، فكيف ستكون الإنتخابات في غزة في ظل حكم حماس التي لا تعترف بأي شرعية فلسطينية وهل يمكن للإنتخابات بشكل عام أن تكون ديمقراطية في هذا الجو السياسي المشحون داخليا بفعل الإنقسام.
ومما يزيد من صعوبة وتعقيد إجراء الإنتخابات الفلسطينية هو الحالة التي تعيشها منظمة التحرير الفلسطينية حيث هناك تراجع في مشاركة الفصائل السياسية المعارضة منها بشكل خاص وهذا قد يؤثر على مشاركة هذه الفصائل بالإنتخابات التشريعية وأعلم علم اليقين مدى تراجع شعبية هذه الفصائل شعبيا وأهمها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولكن يجب التأكيد على أن مشاركة الفصائل في الإنتخابات التشريعية سيكون لصالح شعبنا من حيث أن تعزيز المشاركة في الإنتخابات وتنوعها ولاحقا وجود معارضة في المجلس التشريعي سيكون له أثر هام في تفعيل هذا المجلس وتعزيز دوره في تمثيل أبناء شعبنا.
وحتى لا نثقل على القارئ الكريم أقول بأن الإنقسام وتراجع مشاركة الفصائل في منظمة التحرير الفلسطينية ورفض هذه المنظمات للمشاركة في الحكومة الفلسطينية المزمع تشكيلها هي تحديات كبيرة تواجهها عملية الإنتخابات وتصويت الشعب لإختيار ممثليه بالإنتخاب بعيدا عن التعيين وفرض السيطرة بالقوة وحيث أن الإنتخابات حق مقدس للمواطن الفلسطيني لإختيار ممثليه وللتعبير عن رأيه السياسي وحيث أن صوت المواطن الفلسطيني الحر هو أساس أهمية الإنتخابات وضرورتها لبناء النظام السياسي الفلسطيني وصولا الى إستكمال مؤسسات الدولة تمهيدا لقيام الدولة الفلسطينيه إلا أن هناك تحدٍ آخر يواجه الإنتخابات بالإضافة الى كل ما سبق وهو تحدٍ خطير وطبعا وبدون مقدمات أتحدث عن القدس.
حيث أن القدس التحدي الأكبر الذي يجب أن يجمع القيادة مع المعارضة وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مع حماس وباقي الفصائل الوطنية.
وحيث أن القدس هي أبرز الثوابت الوطنية فمشاركة أهل القدس بالإنتخابات هي الشرط الحقيقي الذي يجب أن يتمترس الجميع خلفه وهذا هو مقياس الوطنية الخالصة الأن، فالقدس أكبر من الفصائل والمنظمات وأكبر من الإنتخابات نفسها..
بالمختصر ...
أنا مع الإنتخابات الحرة الديمقراطية بغض النظر عن الفائز ولكن لا إنتخابات بدون القدس كما هو لا دولة فلسطينيه بدون القدس عاصمة لهـا .