الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

يأسٌ وحصار!!!

نشر بتاريخ: 19/02/2019 ( آخر تحديث: 19/02/2019 الساعة: 17:15 )

الكاتب: ماهر حسين

تعاملت حكومة نتنياهو مع الفلسطيني دوما بمنطق التشدد السياسي وعشنا جميعا التشدد في السياسات الإحتلالية على الأرض من خلال مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات وسياسة الإعتقالات ولكن نفس هذه الحكومة أبقت على نافذة مفتوحة للفلسطيني عندما يتعلق الأمر بالإقتصاد والتجارة.
الهدف بالنسبة لحكومة نتنياهو هو تعويض غياب عملية السلام وتراجع فرص التسوية ببعض المميزات الإقتصادية للفلسطيني لعل هذه الإمتيازات والحرية المناسبة للمحتل تساعد على الحفاظ على هدوء (وهمي) مرتبط برؤية إسرائيلية تؤمن بضرورة أن لا يكون هناك صعوبات مالية وفقر في فلسطين يؤدي الى تشدد وإنفجار على شكل إشتباكات وعمليات بدافع اليأس من الحياة.
بشكل مباشر وبلا تردد أقول بأن أهل فلسطين في هذه الأيام يعيشوا الإحباط واليأس في أوجه، فلا يوجد هناك شعور بالأمل من العملية السياسية المتوقفه أصلا ولا يوجد يوجد فره للسلام والمطروح والمتاح والمطلوب من الفلسطيني هو الإستسلام، ولا يوجد شعور لدى الفلسطيني بأنه يحظى بدعم عربي شعبي أو رسمي وهذا يولد شعور بالعزلة الشديدة والخطيرة عن المحيط العربي ولا يوجد شعور لدى الفلسطيني بأن تجربة السلطة الوطنية الفلسطينية تجربة ناجحه ستساهم في الإعداد لقيام دولة فلسطين ولا يوجد شعور لدى الفلسطيني بأن أي إنجاز دبلوماسي أو دولي له معنى أو فائده ولا يوجد شعور داخلي بالأمن والإستقرار في الحياة اليومية حيث نشهد ممارسات الإحتلال اليومية وجنون المستوطنين وسلوكهم الإجرامي الغير منضبط بالإضافة الى أرتفاع معدلات الجريمة وحتى الحوداث المرورية مرتفعة.
طبعا بالنسبة لأغلب أبناء شعبنا في الوطن والخارج لا أمل بالمصالحة ولا أمل بالوحدة الوطنية ويوجد شكوك كبيرة بإمكانية قيام الإنتخابات في الوطن.
وهناك خوف كبير من المستقبل وهناك خوف من القادم وهناك خشية من الفوضى.
طبعا الإحباط واليأس والخوف والإحتلال هو وصفة مثالية للتطرف والفوضى الذي من الممكن أن يسود لو تزامنت هذه الإحباطات اليومية والشعور بالخذلان مع صعوبات حياتية إقتصادية.
إن تحول الحصار السياسي على القيادة السياسية لشعبنا الى حصار مالي على شعبنا بعد إقتطاع اموال الضرائب قد يكون القشه التي ستقصم ظهر البعير حيث ستكون الفوضى، الفوضى الذي ستمس الجميع وستجعل حياة الجميع صعبة وستؤدي حتما الى إشتباك مؤلم يعيدنا جميعا للمربع الأول.
بالنهاية أخاطب العقلاء وأقول ماهو المتوقع من الفلسطيني بظل الشعور العام بالإحباط واليأس وفي ظل الخوف من المستقبل وفي ظل هذه الصعوبات الإقتصادية التي يعيشها المواطن الفلسطيني والتي قد تزداد لو تأثرت رواتب الموظفين بظل الحصــــــــــار !!!!!!