الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

باب الرحمة.. إنتصار في زمن الخذلان

نشر بتاريخ: 23/02/2019 ( آخر تحديث: 23/02/2019 الساعة: 10:07 )

الكاتب: جبريل عوده

معركة ليست ككل المعارك، صوت الحق فيها أقوى من أباطيل الحاخامات، تحتشد الجموع الثائرة إنتصاراً لشرف المكان المقدس، لن تمر جريمة التدنيس أو التقسيم، هذا الأقصى مُلك خالص لأهل الإسلام.. هنا إجتمع الأنبياء يتقدمهم إماماً سيد ولد آدم ليملك بهذه المكانة سيادة العالمين في الطُهر والرحمة "وما أرسلناك الا رحمة للعالمين".. فتحت له السماء من قلب أقصى المسلمين ليكون معرجاً للنبي صلى الله عليه وسلم، فهل تدوسه أرجل الأراذل؟! هل تلوث هواءه أنفاس الكراهية المنبعثة من شذاذ الآفاق، هيهات أن يكون ذلك وفينا عرق ينبض، تحتشد الجموع المقدسية يحذوها النصر المبين، فلا تبرح هذا التكليف رغم الصعاب والدم المسفوح وقيد الأسر، نحن حراس بوابة السماء إستئنس البراق جوارنا، فهنا السكينة مع تراتيل آيات الله... هنا الطمأنينة في أثر الرسول... هنا إكتمال دورة الحياة للأمة، بدون القدس لا حياة لا مجد لنا، بدون الأقصى كل شئ ناقص، كرامتنا رجولتنا شهامتنا عزنا وفخرنا، جميعه في مهب الريح إذ لم يستقر أمر الأقصى إلى إعلاء صوت الآذان الحر، وأضحى المسجد الأقصى آمنا للغادي والرائح، وهل يكون ذلك بغير إنتصار يعز الله به أهل الإسلام ؟ لقد تخلت الأمة عن سر نهضتها وعلامة قوتها، وارتمت على جيفة التطبيع تحتضنها، وتركت أقصاها وقدسها وفلسطينها في ساحة الذبح بسكين قرار ترامب وساطورة تهويد نتانياهو تحقيقاً لأضغاث أحلامهم الباطلة، في قهر أمة الإسلام على أرض القداسة في فلسطين، ملوك الإقطاعيات مشغولين بحماية عروشا قادما لها الهلاك، وتبقى حقائق التاريخ هي الفصيل فيمن هو الشريف والمدافع عن حياض الإسلام ومقدساته ؟ ومن ركن إلى ركب أبا رغال فلن ينال إلا الرجم كإبليس في موسم حج المسلمين إلى القدس في يوم نصرهم القادم.
من جديد تتكحل أعيننا بالنصر على بوابات المسجد الأقصى المبارك في معركة الإرادات قيمة الإنتصار أكبر مما نتخيل، وفي معركة الصمود أن تبقى ممسكاً بالقضية والذود عنها بحد ذاته إنتصاراً على منظومة القمع والإحتلال، إنتصارنا هزيمة لسياسات التهويد والطمس التي تمارسها قوات الإحتلال، الفوز في معركة الوعي بأن تبقى القدس إسلامية ولن تكون أورشليم، وأن يتصدر سُلم أولويات الشباب الفلسطيني كيفية صنع الخلاص الأقصى من نير الإحتلال في القدس معركة على التاريخ ومن أجل الحاضر وحفظ للمستقبل من التهويد.
حاول الإحتلال تنفيذ مخططاته في تقسيم المسجد الأقصى المبارك عبر إغلاق باب الرحمة بتاريخ (18-2)، كمقدمة للسيطرة على الجزء الشرقي من الأقصى لأغراض تهويدية مفضوحة، هبت الجماهير المقدسية في إعتصامها المفتوح أمام باب الرحمة، حيث أقامت صلواتها الخمسة في مكان الإعتصام، إصرار أبناء شعبنا بالدفاع عن المسجد الأقصى مهما بلغت التضحيات، أربك الحسابات الصهيونية التي غفلت عن الروح الفلسطينية المنتفضة والتي لا تقبل الدنية ولا الهزيمة، حاول الإحتلال قمع شعبنا بالإرهاب والإعتقالات العشوائية التي طالت العشرات من شباب القدس، زاد شعبنا إستعداداً للمواجهة لتأكيد على الحق الفلسطيني الإسلامي الكامل بلا منازع في المسجد الأقصى المبارك، الصمود الإسطوري لشعبنا في باب الرحمة أعطى رسائل في كافة الإتجاهات بأن إستعجال معركة القدس سيدخل المنطقة في أتون معركة لن يوقفها قمع أو يبطئ إستمرارها تخاذل.
في يوم الجمعة (22-2).. تقدمت الجموع المؤمنة لتفتح باب الرحمة ومصلى الرحمة الذي طال إغلاقه منذ (16)عاما، تتجدد روح الإنتصار في هذا الفعل البطولي، كما هو الإنتصار الخالد في معركة البوابات الإلكترونية في صيف عام (2017) يدعمها حالة الرباط الدائم من الرجال والحرائر في ساحات الأقصى، يتكامل المشهد البطولي في الأقصى، يجب البناء عليه بوضع خطط مدروسة في كيفية كسر الحصار عن الأقصى وإعادة دورة الحياة في كافة نواحيه وإشغالها بوظائفها من دروس العلم ودورات تحفيظ القرآن والندوات الإيمانية وغيرها حتى لا يستغل الإحتلال أي فراغ يضع فيه أقدام التهويد الآثمة.
إنتصار شعبنا في باب الرحمة جاء رغم الحصار والخذلان وبيع فلسطين قضية العرب والمسلمين الأولى في سوق وارسو وغيره، ليؤكد بأننا قادرين على صنع الإنتصار أمام الهجمة التهويدية بمقاومتنا وإحتشادنا حول حقنا ووطننا وقدسنا وأقصانا سنسقط المؤامرة ونكسر العدوان ونحفظ الثوابت ونحيي القضية في النفوس فتتعاهدها الأجيال إلى يوم النصر الموعود.