الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

العقوبات الإسرائيلية المتكررة تعني نهاية الإحتلال الإسرائيلي العنصري

نشر بتاريخ: 27/02/2019 ( آخر تحديث: 27/02/2019 الساعة: 16:06 )

الكاتب: عمران الخطيب

نستذكر النظام العنصري في جنوب افريقيا "نظام الأبرتهايد"، الإجراءات الإسرائيلية في القدس المحتلة عاصمة دولتنا الفلسطينية تزيدنا ثقة على مواصلة كل أشكال ووسائل الكفاح والأدوات النضالية، شعبنا يخوض معركة الدفاع عن القدس بكل إقتدار وعزيمة، هي معركة الإبقاء على التمسك في الأرض والمقدسات الإسلامية والمسيحية وفي ثابت الإنسان الفلسطيني.... وهنا فصل الكلام نكون أو لا نكون، والمهم أن الصمود والبقاء داخل القدس يلقى الدعم والاسناد المعنوي والمادي بشكل فاعل من القيادة الفلسطينية ومن أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان.. 
ولكن المطلوب كيف يتم توفير مظلة مالية عربية وإسلامية ودولية للمكانه التاريخية للمسلمين والمسيحيين، حيث أن الإجراءات الإسرائيلية الإستيطانية تستهدف الهوية العربية والإسلامية للقدس، والسؤال المطروح لماذا يبقى التحرك السياسي والفعلي لشعبنا والقيادة الفلسطينية إلى جانب الدور الأردني بدءاً من الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وكل الدوائر والمؤسسات الأردنية الرسمية والخاصة، حيث يقدم الأردن كل وسائل الدعم المادي والمعنوي واللوجستي والأهم الموقف السياسي والثابت للدولة الأردنية الذي يؤكد عليه الملك عبدالله الثاني، إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران 1967 وتأكيد على عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وفقاً لقرارات الشرعية الدولية هذه ثوابت الموقف الأردني.

والسؤال المطروح.. لماذا لا يكون تحرك عربي وإسلامي على المستوى الفعلي والمادي والمعنوي واللوجستي لا أن يبقى الموقف العربي والإسلامي يبدأ في بيانات الشجب والإستنكار وتنتهي في نفس الكلمات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ..
المطلوب وقف التطبيع مع "إسرائيل" الذي يتناقض مع ما سمي مبادرة السلام العربية والتي سبق أن وصفها رئيس الوزراء الأسبق شارون لا تساوي الحبر المكتوب وهو نفس الذي قام باقتحام المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، عندما رفض الشهيد الخالد ابو عمار التوقيع والتنازل عن القدس، وكانت نتيجة هذا الموقف الوطني الفلسطيني أن دفع ثمن الحصار والإستشهاد.
واليوم يتكرر الموقف، حيث يرفض الشعب الفلسطيني داخل الأراضي الفلسطينية والقدس بشكل خاص الإحتلال الإسرائيلي والإستيطان وهو مصمم على جلاء الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري بكل عزيمة واقتدار عاجلاً أو اجلاً..
والآن تتعرض القيادة الفلسطينية متمثلة في منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى حصار مالي وسياسي بكل الوسائل من قبل الإدارة الأمريكية برئاسة رونالد ترمب وفريقه ومن قبل العدو الإسرائيلي. وهو نفس السيناريو الذي تعرض له الشهيد الخالد أبو عمار، حيث أن الراحل ياسر عرفات تمسك في الثوابت الوطنية الفلسطينية والتي تم إقرارها في المجلس الوطني الفلسطيني عام ١٩٨٨، إعلان قيام الدولة الفلسطينية في الجزائر.
واليوم يتكرر الموقف ولكن بشكل أخطر وأشمل، حيث يرفض الرئيس ابو مازن ما يسمى بصفقة القرن والتي تعني شطب القدس وتصفية حقوق اللاجئين الفلسطينيين، وهي تتجاوز القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وكذلك مبادرة السلام العربية.
ما يجري ليس في الأمر السهل ويحتاج إلى شبكة أمان عربية وإسلامية على المستوى السياسي وشبكة أمان عربية ودولية أمام ما تقوم سلطات الإحتلال الإسرائيلي من مصادرة وتحكم في أموال الضرائب الفلسطينية وبنفس الوقت دعم الإقتصاد الفلسطيني وتسهيل حركة نقل المنتوجات الفلسطينية.
أن ما يسمى بصفقة القرن تتجاوز الجغرافيا الفلسطينية. لذلك المطلوب موقف بحجم هذه التداعيات الخطيرة قبل فوات الأوان.
وعلى المستوى الداخلي الفلسطيني المطلوب تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية من خلال المحافظة على منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها الشرعية. وهذه مسؤولية كافة الفصائل الفلسطينية وبغض النظر عن كل الخلافات السياسية. 
وإن الجهات التي تعمل على تقديم نفسها البديل عن منظمة التحرير الفلسطينية هي تشارك العدو الإسرائيلي في ذات التوجه المعادي لشعبنا والمتمثل في منظمة التحرير الفلسطينية.
ومن المؤسف أن من يرفع شعارات وتصريحات معادية للرئيس أبو مازن يتلقى الدعم والإسناد المعنوي والمادي من جهات عربية وإقليمية، بحيث تحمل الحقائب التي تحتوي على 15مليون دولار أمريكي من تل أبيب الى قطاع غزة وتسليمها إلى حركة حماس..هذه الخطوات والإجراءات تعزز الإنقسام الفلسطيني. ومن جانب آخر لا يجوز إقامة علاقات بين أي فصيل أو حزب على حساب منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني.
المطلوب من الفصائل الفلسطينية العمل والتصدي لكل الجهات داخل الساحة الفلسطينية والتي تستهدف منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها الشرعية.
وبنفس الوقت دعم ومساندة الموقف السياسي والفعلي للرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس دولة فلسطين، الذي يرفض صفقة القرن وكافة الطروحات التي تستهدف إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس العاصمة الأبدية .
ليس المطلوب المزيد من المبادرات والإجتماعات من أجل إنهاء الإنقسام الفلسطيني، المطلوب تحرك المسيرات الشعبية في قطاع غزة رفضاً لإستمرار الإنقسام ورفع الأعلام الفلسطينية على كل المنازل تعبيرا عن الوحدة الوطنية والتمسك في منظمة التحرير الفلسطينية.
ليس المطلوب من الفصائل الفلسطينية الدعوة إلى الحوار المطلوب تنفيذه ما تم الإتفاق خلال سلسلة اللقاءات والحوارات التي تدعو إلى إنهاء الإنقسام الفلسطيني. والوطن ليس ملكية فردية، الوطن أكبرمن الأحزاب والفصائل وغير قابل للقسمة والمحاصصة.