الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشهداء والاسرى... أشراف فلسطين وشعبها

نشر بتاريخ: 09/03/2019 ( آخر تحديث: 09/03/2019 الساعة: 17:23 )

الكاتب: السفير حكمت عجوري

عشق الانسان الفلسطيني للحرية لا يضاهيه اي عشق وقد فاق بتضحياته من اجلها كل انواع العشق بما فيها عشق الطيور لهذه الحرية كونه يعرف ومنذ البداية ان ثمن الحرية التي يبحث عنها عادة ما يكون باهظا جسديا واجتماعيا ونفسيا والى اخر اوجاع فسيولوجيا الحواس، كصوت الرصاص الذي يخترق جسده من نقطة الصفر من بندقية جندي احتلالي صهيوني او صوت تفجير بيت عائلته بالغام صهيونية او سماع النطق بحقه باحكام وصلت الى 67 مؤبدا من قبل قاض صهيوني عنصري، كما حصل بحق الشريف عبد الله البرغوثي والسبب ان الفلسطيني على يقين من ان استسلامه للاحتلال وقوانينه هو العذاب الحقيقي بعينه حيث يدرك يقينا من ان هذا الاستسلام للمحتل هو اسوأ انواع المعاناة الانسانية واكثرها الما لان هذا الاستسلام ينزع عنه كرامته حيث لا كرامة لمن يقبل بالعيش مستسلما للاحتلال وقوانينه.
الاسرى يضحون بحريتهم وهي اثمن ما يملكه الانسان بعد روحه والشهداء يضحون بكل ما يملكون، حريتهم وارواحهم وذلك ثمنا منهم من اجل منح الحرية لشعبهم، وعليه فهم يستحقون وبجدارة نيل كل اوسمة الشرف التي اخترعها الانسان تكريما لانسان اخر افضل منه.
شهداءنا واسرانا هم الافضل ما فينا جميعا وعليه فان اوسمة هؤلاء لا يجب ان تكون مجرد نياشين تعلق على الصدر في المناسبات وانما نياشين تبقى لاصقة باسمائهم ندعوهم بها اينما ذُكِرو او حلوا واينما ارتحلوا .
وعليه، فان الواجب يحتم علينا كشعب بتكريمهم ليس فقط بما فعله الرئيس الفلسطيني باسم هذا الشعب تعبيرا صادقا منه عن حمله للامانة ووفاء منه للعهد وذلك بقرار عدم وقف مخصصاتهم المالية، متحديا بذلك جبروت المحتل وحلفاءه وانما ايضا بمنح كل منهم لقب الشريف فشهيد او شهيدة الحرية هم اشراف شعبنا، وذلك ينطبق ايضا على كل من دفعوا بحريتهم ثمنا لحرية شعبهم، مقابل تأبيد زجهم في غياهب سجون الاحتلال الصهيوني هؤلاء هم ايضا من اشراف هذا الشعب، وعليه فان منح لقب الشريف للاسير عبدالله البرغوثي الذي تقاضى مقابل الحرية حكما لم يسبقه عليه احد في تاريخ البشرية، هو استحقاق شعبي ووطني وانساني وبجدارة، لان المجرم الحقيقي هو المحتل سارق الارض الذي هدم البيت واطلق النار على عشاق الحرية والذي اصدر الحكم الجائر وغير الانساني بالمؤبدات بحق كل اسير من اسرى حريتنا.
وبسبب قناعتنا كشعب يعيش تحت الاحتلال في ان هذا المحتل بطبيعته عنصري ومجرم وغير انساني بالتالي نعرف انه ربما يكون قادر على هدم البيوت واصدار احكام المؤبدات واصدار احكام الموت الميداني على عشاق الحرية من ابناء شعبنا الفلسطيني، وربما ايضا هو قادر على مصادرة ارزاق عائلاتهم امعانا في عدم انسانيته، الا اننا على يقين وبالرغم من كل هذا الجبروت لهذا المحتل فهو لن يكون قادرا على مصادرة لقب الشريف من اي من اشراف الشعب الفلسطيني كون هذا المحتل المجرم الذي يترأس وزراءه شخص فاسد ومرتشي لا يعرف معنى الشرف.