الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الانتخابات الاسرائيلية ومعضلة يهودية الدولة

نشر بتاريخ: 14/03/2019 ( آخر تحديث: 14/03/2019 الساعة: 22:12 )

الكاتب: فتحي احمد
من السهولة بمكان ان يلاحظ من يقرأ الفكر الصهيوني ان الحركة هي علمانية سياسية قومية ولم تكن في يوم حركة دينية بحتة لقد كتب بن جوريون بعد قيام الدولة يقول على اليهودي من الان فصاعدا الا ينتظر التدخل الالهي لتحديد مصيره بل عليه ان يلجأ الى الوسائل الطبيعية العادية مثل الفانتوم والنابالم واردف يقول ان الدين وسيلة مواصلات فقط لذلك يجب ان نبقى فيها بعض الوقت لا كل الوقت فهو بهذا اراد ان يستغل الدين في السياسة في سبيل تدعيم الفكرة الصهيونية اذن انتهجت الصهيونية منذ ولادتها التزاوج بين الدين والعلمانية ولن تحدد حتى اللحظة ملامح الكيان الاسرائيلي فالدستور معطل وبديلا عنه قانون بقوة الدستور هذا بعدما نوقش موضوع اعداد الدستور مرات عديدة فكانت المعيقات لإخراجه الى النور في المرصاد الحدود والديانة ومن هو اليهودي من ابرز تلك المعيقات بهذا تكون معضلة تشييد قلعة الدولة اليهودية بعيدة الى حد كبير الحاخامات في اسرائيل تغرد خارج السرب والعلمانية بشقيها اليمين واليسار في واد اخر فكان طلب نتنياهو من السلطة الفلسطينية الاعتراف بيهودية الدولة باهت لا طعم له في ظل تواجد عرب الداخل وبعض التجمعات الفلسطينية داخل الضفة الغربية من هنا اصطدم نتنياهو بصخرة لا يقوى على تفتيتها حتى اللحظة ما زال رئيس الحكومة الاسرائيلية يتخبط في ظل اتساع الفجوة على الصعيد الداخلي والخارجي واما اذا ما رجعنا الى بنات افكار الصهيونية الدينية فان الشعب المختار والارض الموعدة لم تتحقا بعد ولا ننسى بان الافكار تلك كانتا احدى الاسباب التي دفعت اليهود الى الحرص على الانعزال عن الشعوب الاخرى والنظرة الى الشعوب نظرة دونية وتجسد ذلك بروح معادية لغير اليهود فرغم ما قامت به حركة الاستنارة اليهودية ( الهسكلاه ) كحركة علمانية على يد موسى هندرسون وكان اكبر تحد واجهته اليهودية التلمودية في تاريخها وقد استطلعت الحركة الاطاحة بسيطرة اليهودية التلمودية على جموع اليهود وادت الى ظهور اليهودية الاصلاحية التي هاجمت التلمودية في عقر دارها موجز القول ان تلك الحركات التي نبتت في مطلع القرن التاسع عشر اختلفت فيما بينها وما زالت الصهيونية الدينية والصهيونية السياسية واللاصهيونية في بطحاء الصراع الفكري والأيديولوجي وان ما قام به هرتسل هو بذرة الثورة الفرنسية وغيرها والحيلولة دون انصهار اليهود في المجتمعات الاوروبية والعربية ولهذا عكف هرتسل منذ ان اختمرت الفكرة في رأسه على جمع اليهود في وطن واحد وتحت مظله واحده بصرف النظر عن المكان بمعنى اخر هو تجسيد للدولة الوظيفية المدعومة من الغرب الكاره لليهود.