السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

17اصابة- مركز حقوقي يدين اعتداء الأمن بغزة على مسيرات سلمية

نشر بتاريخ: 14/03/2019 ( آخر تحديث: 16/03/2019 الساعة: 09:33 )
17اصابة- مركز حقوقي يدين اعتداء الأمن بغزة على مسيرات سلمية
غزة-معا -دان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة فض الأجهزة الأمنية بغزة بالقوة مسيرات سلمية نظمت في عدة مناطق في القطاع، بدعوة من "الحراك الشبابي" للمطالبة بتحسين الأوضاع الحياتية، والاعتداء على المشاركين فيها بالضرب والاعتقال.
وطالب المركز النيابة العامة بالتحقيق الجدي في هذه الاعتداءات وتقديم مقترفيها للعدالة، داعيا وزير الداخلية لاتخاذ الإجراءات التي تمنع ما وصفه السلوك غير القانوني من أجهزة الامن في المستقبل.
وأكد المركز على أن حرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي حقوق مكفولة بالقانون الأساسي الفلسطيني لا تتجزأ ولا يجوز مصادرتها تحت أية ذريعة، مشددا ان من يطالب الاحتلال باحترام حرية الراي والتعبير والحق في التظاهر السلمي من الواجب علية احترامها أولا.
واستناداً لتحقيقات المركز، تجمع عصر اليوم الخميس الموافق 14 مارس 2019، مئات المواطنين في كل من: مخيم جباليا، مخيم دير البلح، مخيم البريج، ومدينة رفح، وذلك تلبية لدعوة من مجموعات شبابية باسم "الحراك الشبابي" انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، للمشاركة في مسيرات سلمية احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية بعنوان: "يلا نعمرها – ثورة الجياع –يسقط الغلاء." وهاجمت أجهزة الأمن تلك المسيرات وفضتها بالقوة، بعد إطلاق النار في الهواء، والاعتداء على المشاركين فيها بالضرب، كما اعتقلت العديد منهم واقتادتهم معها الى مراكز الأمن. سبق ذلك، شن الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات طالت عدداً من منظمي هذه المسيرات والداعين لها.
وقال المركز "انه لوحظ في مخيم جباليا تواجد مكثف لأفراد من الشرطة، وأفراد من مكافحة الشغب على مفترق الترانس، وسط المخيم حيث كان من المقرر انطلاق المسيرة منه. سبق ذلك، قيام كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بعرض عسكري في شوارع المخيم، والتمركز على مفارق هامة. ولدى بدء توافد المواطنين للمشاركة في المسيرة، ووصول اعدادهم الى نحو المئات، قام أفراد الأمن بالاعتداء عليهم بالضرب المبرح، ورش وجوه بعضهم بغاز الفلفل كما قام أفراد مدنيون محسوبون على حركة حماس، اندسوا بين المشاركين، بالاعتداء عليهم، وحملوا صورا للرئيس محمود عباس، مكتوب عليها "ارحل يا عباس" في محاولة للتشويش" بحسب المركز .
وقال المركز "انه حصل كر وفر بين المتظاهرين وأفراد الأمن، اعتدى خلاله افراد الأمن بالضرب المبرح على المواطنين، وقاموا بمصادرة عشرات الأجهزة الخليوية من أيادي مواطنين وصحفيين، لعدم توثيق تلك الاعتداءات، كان من بينهم الصحفي سامي عيسى، مدير تحرير بوابة الهدف. كما قام أفراد الامن بإطلاق النار في الهواء، واعتقلوا العشرات من المواطنين والصحفيين واقتادوهم لمقرات الأجهزة الأمنية، كان من بينهم الصحفية نور طلال النجار".

وفي مخيم دير البلح، تجمع العشرات من الشبان والأطفال والنساء على موقف "الكراج"، وسط المخيم، في الساعة الرابعة مساءً، وتزايدت أعدادهم نحو مئات، وأشعل بعضهم إطارات السيارات ورددوا هتافات منددة بغلاء المعيشة والضرائب. حضرت قوة من الشرطة، وحاولت تفريق المتظاهرين بالضرب بالهراوات. ولاحقا وصلت تعزيزات لقوات حفظ النظام والتدخل وبدأت بتفريق المتظاهرين بالاعتداء عليهم بالهراوات. وألقى عدد من المتظاهرين الحجارة تجاه عناصر الشرطة التي أطلقت النار في الهواء، واعتقلت عددا من المتظاهرين. ونتيجة اعتداءات الشرطة أصيب العديد من المشاركين برضوض بما في ذلك عدد من النساء المشاركات ونقل الى مستشفى الأقصى بالمدينة 17 حالة جراء الاعتداءات بالضرب. ولاحقا اعتقل افراد الشرطة عددا من المصابين من داخل المستشفى.
وانتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لأفراد من الشرطة ينهالون بالضرب بالعصي على مواطن مشارك في المسيرة، ورغم وقوعه أرضا استمر الضرب على أنحاء جسده.

وفي التوقيت نفسه تجمع نحو 150 شخصا في مخيم البريج، وسط القطاع، وأشعلوا اطارات السيارات، وتدخل أفراد الشرطة لتفريق المتظاهرين، واعتدوا عليهم بالضرب بالهراوات واعتقلوا عددا منهم.

وفي مدينة رفح، جنوب القطاع، تجمع عشرات الشبان في ميدان الشهداء (النجمة سابقاً) الساعة الرابعة مساءً. وقد حضرت قوات من الشرطة والأمن الداخلي، وقام أفرادها بتفريق الشبان، واعتقال خمسة منهم على الأقل، ومصادرة اجهزة خليوية. وتفرق الشبان المشاركون في التجمع بهدوء، ولم تقع مواجهات مع قوات الأمن.
وجدد المركز تأكيده على أن الحق في حرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي حقوق مكفولة بموجب القانون الأساسي الفلسطيني ووفق المعايير الدولية لحقوق الانسان، مشددا على أن الحق في التجمع السلمي لا يحتاج إلا لإشعار كتابي للمحافظ أو مدير الشرطة بذلك وفق المادة (3) من قانون الاجتماعات العامة لسنة 1998، كما أن مخالفة هذا الشرط لا تكفي وحدها لفض التظاهرة أو اعتقال منظميها، الا إذا تخلل التظاهرة نفسها اعمال شغب.
وطالب المركز النائب العام بفتح تحقيق جدي في هذه الاعتداءات وتقديم مقترفيها للعدالة كما يطالب الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة التي من شأنها وقف تلك الانتهاكات واحترام الحريات العامة للمواطنين المكفولة دستورياً ووفق المعايير الدولية لحقوق الإنسان.