السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

باب الرحمة.. وتغيير الوضع القائم

نشر بتاريخ: 15/03/2019 ( آخر تحديث: 15/03/2019 الساعة: 12:11 )

الكاتب: د. علي الاعور

تعتبر زيارة شارون الاستفزازية للمسجد الأقصى المبارك في أيلول 2000 واغلاق باب الرحمة امام المصلين المسلمين الفلسطينيين اول خطوة إسرائيلية نحو تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك منذ عام 1967 والذي يطلق عليه status-quo.
وبناء على اعتراف الحكومة الإسرائيلية بإدارة المسجد الأقصى المبارك لدائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية من خلال بيان حكومي تلاه موشيه ديان بعد اجتماعه مع الهيئة الإسلامية العليا في 8-6-1967 واعلن فيه ان المسجد الأقصى المبارك هو مكان إسلامي ويخص المسلمين وحدهم.
وباب الرحمه هو احدى بوابات المسجد الأقصى المبارك بمساحته الكلية 144 دونم في الجهة الشرقية للمسجد الأقصى ويقع الى الشرق من قبة الصخرة المشرفة ولا يقل قداسة عن المسجد الأقصى مسرى النبي محمد واحد المساجد الثلاثة التي يشد الرحال اليها.
ويعتبر باب الرحمه مقصد المستوطنين الذين يقتحمون المسجد الأقصى يوميا ويقيموا شعائرهم الدينية والاجتماعية من طقوس الزواج وغيرها امام باب الرحمة " اعتقادا منهم ان باب الرحمة هو المدخل الذي يوصلهم الى قدس الاقداس مكان الهيكل. مع العلم ان هناك "فتوى دينية يهودية "من اكبر حاخامات اليهود " الحاخام "عوفديا يوسف "وفقا للدين اليهودي يمنع على اليهود دخول المسجد الأقصى المبارك "...
من هنا نجد ان تغيير الوضع القائم في باب الرحمة هو من اجل تنفيذ سياسات لاعتبارات سياسية في مقدمتها " التقسيم المكاني والزماني في المسجد الأقصى المبارك، ولكن في كل مرة كان الفلسطينيون يتصدون لكل محاولات التغيير في المسجد الأقصى منذ عام 1990 عندما جاء أعضاء جماعة أمناء الهيكل وارادوا وضع حجر الأساس للهيكل الثالث في المسجد الأقصى فكانت المظاهرات العنيفة واستشهد فيها وفي داخل المسجد الأقصى 17 شهيد فلسطيني دفاعا عن المسجد الأقصى ورفضا لكل محاولات التغيير وفي يوليو عام 2017 وقف الفلسطينيون في مواجهة البوابات الالكترونية ورفضوا الدخول الى المسجد الأقصى المبارك تحت الكاميرات والبوابات الالكترونية وكانت هبة باب الاسباط حتى تراجعت الحكومة الإسرائيلية عن كل إجراءاتها وعادت الأمور كما كانت عليه قبل 14 يوليو 2017 واليوم نجد ان الفلسطينيون يرفضون أي تغيير في الوضع القائم في باب الرحمة. "
وقد ادرك الفلسطينيون ما يتعرض له باب الرحمة من سياسات إسرائيلية وفي السنة الماضية قام الفلسطينيون بتنظيف منطقة باب الرحمة ووضعوا السجاد مستذكرين مصاطب العلم التي كان يعلم فيها الامام أبو حامد الغزالي تلاميذه على الشريعة والقران والسنة، كما انهم لم ينسوا أهمية باب الرحمة حيث قضى الامام الغزالي أيام وليال فيه في تاليف كتابه المشهور "احياء علوم الدين".....
وقبل شهر ونيف قامت دائرة الأوقاف الإسلامية بتوسيع مجلس الأوقاف الاستشاري من 11 عضو الى 18 عضو وتعتبر هذه الخطوة في اطار التنسيق الاستراتيجي الأردني الفلسطيني لمواجهة التحديات ورفض اية إجراءات جديدة فيما يتعلق بالقدس بشكل عام والمسجد الأقصى المبارك بشكل خاص .
وهذا يعني ان المسجد الأقصى في خطر وربما ينحدر الصراع الى صراع ديني وهو اسوا أنواع الصراعات الذي تختفي معه كل الحلول السياسية لان الأيديولوجيا الدينية تقودنا الى المجهول، وأود ان ارد في هذه المقالة حول ما كتبه الصحفي الإسرائيلي "نداف شرقاي" ان الأقصى في خطر مجرد افتراءات فلسطينية" وأريد ان اذكره بكل الحقائق على الأرض وفي داخل المسجد الأقصى المبارك وأقول له تذكر ما حدث في باب الاسباط وتذكر الاقتحامات اليومية لليهود المتطرفين للاقصى واليوم اذكره بما يحدث في باب الرحمة وما أكده مسؤولون امنيون إسرائيليون في المؤسسة الأمنية بان اخلاء باب الرحمة سيكون له نتائج سيئة. وان أي تغيير في الوضع القائم سوف يترك اثار سلبية في العلاقات الدبلوماسية الأردنية الإسرائيلية .
اعتقد ان المسجد الأقصى المبارك سوف يبقى قلب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وقلب الصراع في الشرق الأوسط كما ان حل الصراع يبدا من قلب المسجد الأقصى المبارك واكبر دليل ان مفاوضات كامب ديفيد الثانية 2000 برعاية الرئيس الأمريكي كلينتون قد فشلت على أرضية المسجد الأقصى المبارك. ولذلك فانني أرى ان العودة الى بيان وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان في حينه في عام 1967 قد يكون ارضية صلبة لحل سلمي يرضى به جميع الأطراف وهو " المسجد الأقصى المبارك للمسلمين يتولون ادارته وتحت اشراف دائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية.

• عضو منتدى الفكر الإقليمي في الشرق الاوسط