السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

ثورة الحرية والكرامة والمواطنة

نشر بتاريخ: 17/03/2019 ( آخر تحديث: 17/03/2019 الساعة: 14:15 )

الكاتب: عمران الخطيب

13  عاماً والشعب الفلسطيني في قطاع غزة يعيش تحت نظام القوى الظلامية، تحت حكم أمراء المناطق والحزب الواحد. 13 عاماً بالظلام والفساد والاستبداد والقبضة الحديدية على غرار الأنظمة والقوانين الإستبدادية في العصور الوسطى، الإخوان المسلمين والمرشد العام يقوم بهذا الدور القمعي الإستبدادي وأمام غياب حقوق الإنسان وفقدان حقوق المواطنة، تتوغل هذه القوى الظلامية بحقوق الإنسان الفلسطيني.
طال صبركم وأنتم تحت ذرائع مختلفة من البطش ومصادرة الحقوق والحريات وممارسة الإرهاب الفكري والجسدي وتنكيل والإعتقالات والمعاناة اليومية تفرضها سلطة حماس الدموية على المواطنين.
الفلسطينيون في قطاع غزة يتعرضون إلى البطش والتنكيل والإعتقالات والمعاناة اليومية من قبل حماس. آلاف منهم صوّت في الإنتخابات التشريعية لصالح حركة حماس حيث توهم كم توهم العديد من المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والشتات أن حماس تغلبت على الجميع حين رفعت شعار المقاومة والممانعة، إضافة إلى المتاجرة في الدين، إعتقد العديد من المواطنين الفلسطينيين وبما في ذلك شخصيات فلسطينية وعربية من مختلف الإتجاهات السياسية أن حماس تريد إستكمال الجهاد والمقاومة وتحرير فلسطين من النهر حتى البحر. لكل هذه الأسباب إنحاز آلاف المواطنين الفلسطينيين إلى جانب حماس. ولكن للأسف الشديد بعد أن شاركت في الإنتخابات التشريعية، وحققت هذا الكم من أصوات الناخبين وخاصة أبناء شعبنا في المحافظات الجنوبية في قطاع غزة..حيث رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن " الإنقلاب على نتائج الإنتخابات، وهو مؤمن بتداول السلطة والشراكة السياسية وأن وجود حماس والتيارات الإسلامية في النظام السياسي الفلسطيني يعزز الشراكة الوطنية الفلسطينية ويحقق الحقوق الوطنية والتاريخية لشعبنا الفلسطيني. وكلف رئيس كتلة حماس إسماعيل هنيه تشكيل الحكومة الفلسطينية، رغم أن حماس قد بدأت في التحضير التدريجي من أجل الإستيلاء على السلطة ومؤسساتها من خلال القوى التنفيذية إضافة إلى المجموعات المسلحة. وبعد مضي 17 شهرا على تسلمها الحكومة قامت في الإنقلاب على الشرعية الوطنية الفلسطينية. من خلال الإنقلاب الدموي الأسود في تموز 2007 حيث قتل العشرات من أبناء شعبنا في الأمن الوطني والشرطة الفلسطينية، إضافة إلى عشرات الجرحى والمصابين ومئات المعتقلين في سجون وأقبية حماس الظلامية، وقد أقامت نظامها الخاص وحكم المواطنين بقوة القمع الوحشي والإستبداد والقهر والظلم. وقد تحمل أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة كافة الإعتداءات والتصعيد بين حماس "وإسرائيل" حيث قدم المواطنون آلاف من الشهداء والجرحى والمصابين.. وكانت قيادات حماس تختبئ في الملجأ تحت الارض وتنتقل بين السفارة القطرية ومستشفى الشفاء وبعد وقف إطلاق النار تعلن حماس الإنتصار، يكون نصيب المواطنين مئات الشهداء والجرحى وتدمير منزلهم وتشردهم في المدارس ودور العبادة والتي لم تسلم من العدوان وكانت النتائج أن حماس قد انتصرت، وتحمل المواطنون الحصار المالي والإقتصادي والبطالة وعدم التمكن من مغادرة القطاع إضافة إلى مصادرة الحقوق والحريات الأساسية للمواطنين وكذلك سلسلة الجباية والضرائب التي تفرضها حماس وأجهزتها القمعية.
لقد قدم أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة عبر مسيرة العودة الفلسطيني قوافل الشهداء والجرحى والأسرى والمصابين .إضافة إلى كل ذلك منع المواطنين من حرية السفر والتنقل خارج قطاع غزة، في نفس الوقت يتمكن قادة وجماعات حماس من حرية السفر والتنقل خارج قطاع غزة والإقامة في فنادق الخمسة نجوم والفيلات في قطر وأماكن مختلفة من دول العالم.
ومع كل ذلك شهادة الجميع مسيرات العودة ومشاركة المواطنين من رجال ونساء وأطفال وشباب غزة وهم يقود مسيرات العودة وأعداد الشهداء والجرحى والمصابين الذين فقدوا القدرة على الحركة.
ورغم كل ما يعاني أبناء شعبنا في قطاع غزة، قامت حماس بالتفاوض مع إسرائيل من أجل الوصول إلى بلورة إتفاق مع نتانياهو.
هدنة طويلة الأمد مقابل إبقاء حماس وإقامة الإمارة الحمساوية على حساب تضحيات أبناء شعبنا الصامدين، ولم تكتف بذلك، قامت بزيادة الضرائب ونظام الجباية بكل الوسائل. رغم أن المواطن يعاني من البطالة والفقر وعدم توفر الوظائف الشاغرة. حيث آلاف من الخريجين في مختلف الإختصاصات العلمية وبدون شاغر أو حتى أتمكن من مغادرة القطاع للعمل في الخارج.
امام هذا النظام الإستبدادي الجائر قامت الثورة الشعبية في قطاع غزة رفضا للسلوك غير الاخلاقي، ثورة الكرامة والحرية والعدالة الإجتماعية والإنسانية، وسوف تنتصر إرادة الجماهير الشعبية على الإستبداد والقمع والإرهاب.
وعلى كافة القوى والفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية المستقلة والنقابات والإتحادات أن تشكل الدعم المادي والمعنوي لشعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وتتحمل المسؤولية في تصديه لنظام الأمر الواقع الذي تفرضها حماس وأجهزتها القمعية على المواطنين.
وعلى الحكومة الفلسطينية القادمة أن تسهم في توفير الأمن والإستقرار والتنمية والعيش الكريم لأبناء شعبنا في قطاع غزة وهم يقود ثورة الكرامة والحرية وإنهاء الانقسام الفلسطيني . أنتم عنوان الكرامة والإنتصار، عليكم من الله السلام.

[email protected]