الثلاثاء: 16/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

متى كانت حماس صادقة!!

نشر بتاريخ: 24/03/2019 ( آخر تحديث: 24/03/2019 الساعة: 16:13 )

الكاتب: د.عبد الله كميل

اية حركة مقاومة للاستعمار في العالم وحتى تنجح يجب ان تلتزم بمعايير وحدود وركائز سياسية واخلاقية ووطنية، وهذه من ابجديات النجاح التي تمكن الحركة من الاستحواذ على ثقة الجماهير ولو تعمقنا بموضوغية وتجرد ببحث سلوك حركة حماس على هذه الاسس، لوجدنا ان هناك اختلالا وتناقضا بات يشكل خطرا على مستقبل هذه الحركة، فعند انطلاقتها حددت اهدافها السياسية وايديولوجيتها والتي جاءت تعبيرا عن اعتذار للشعب الفلسطيني على سنوات طويلة مضت على الاحتلال دون انخراطهم كحركة اخوان مسلمين في المقاومة التي قادتها حركة فتح ومعها فصائل منظمة التحرير ولحقت بها حركه الجهاد الاسلامي التي انشقت عن الاخوان المسلمين..
..بدأت حماس بعملياتها التفجيرية بعد انطلاق العملية السياسية والمفاوضات التي قادها الشهيد ياسر عرفات مع اسرائيل بهدف التوصل لحل يفضي الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة على الاراضي المحتله عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الى الاراضي التي هجروا منها تطبيقا للقرار الدولي رقم ١٩٤..
وقد رفضت حماس حينها العملية السياسية داعية الى افشالها عبر العمليات التفجيرية وبالمقابل رفض اليمين الاسرائيلي هذه العملية معبرا عن ذلك من خلال عمليه اغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي اتسحاق رابين وبعد عدد كبير من الشهداء اسقطت حماس اهدافها عبر انسجامها مع الحدود السياسية التي اقرتها منظمة التحرير وان كان بشكل غير مباشر وهنا يبرز السؤال الكبير وهو .. ألا يحق لشعبنا ان يحاسب قيادة حماس على كل قطرة دم نزفت وعلى كل بيت تم تدميره في سبيل تحقيق رؤية حماس السياسية والتي وبعد كل هذه الخسارة الكبيرة انسجمت مع رؤية منظمة التحرير.. فهل كان غرضكم فقط افشال العملية السياسية التي قادها الشهيد ياسر عرفات والرئيس ابو مازن.. وهل نتيجة كل هذه الخسارات الغذاء مقابل الامن؟؟ فقبل سيطرتكم على غزة كان هناك مطار واتفاق على ميناء وكان الوضع الاقتصادي جيد.
اما على الصعيد الاخلاقي فلا يعقل ان تقوم حركة مقاومة بالانقلاب واختطاف غزة بقوة السلاح تحت شعار ان المشكلة ليست مع فتح انما مع تيار خياني يقوده محمد دحلان حسب ادعاء حماس، وبعد ذلك تتحالف حماس مع دحلان فأنتم من وصفتم دحلان بالخائن اذن كيف تتحالفون مع خائن ؟؟؟ وان كان ليس كذلك اذن كنتم تشوهون وتكذبون فهل هذا من اخلاقيات حركات المقاومة او الاسلام ؟؟؟!!!!
اضف الى ذلك هذا الانحطاط الاخلاقي المتمثل بسياسة التكسير والتعذيب والتخوين والتكفير في مواجهة الاحتجاجات على الاوضاع في قطاع غزه فقد تم الاعتداء بقسوة على النساء والاطفال والصحفيين وكبار السن واخرجت حماس بعض الفتاوى التي تحرم التظاهر والاحتجاج في مواجهة ما ادعته بالمقاومة وكأن ذلك كفر والحاد..
اما على الصعيد الوطني فحماس لا تعترف بالوطنية الفلسطينية لا بأدبياتها ولا بسلوكها حيث تؤكد انها جزء من حركة عالمية وهي حركة الاخوان المسلمين حيث عبرت بقوة عن ذلك بعد صعود محمد مرسي الى سدة الحكم في مصر..
ومن هنا فان الوحدة الوطنيه في نظر حماس تاريخيا امر غير مرحب به الا اذا كانت تحت راية حماس حيث لم يسجل بتاريخ حركة حماس انها دخلت مرة واحدة في اطار وطني جامع فمنذ بداية تشكيلها غردت خارج السرب حينما تشكلت القيادة الوطنية الموحدة التي قادت الانتفاضة الاولى والتي كان تحت اطارها كل فصائل العمل الوطني وقد برزت حماس ببياناتها الخاصة وبرامجها المختلفة عن برامج القيادة وحسب الكثير من قادة الاحتلال فان تسهيل اسرائيل لوجودها كان بهدف ضرب منظمة التحرير وعلى رأسها ياسر عرفات..
وقد بات هذا الامر واضحا بعد اكثر من ثلاثين عاما على انطلاقها حيث اكد الانقسام الناتج عن انقلاب حماس وبحث حماس عن ما يعزز فقط سلطتها في قطاع غزه انها اصبحت تشكل خطرا على القضيه الفلسطينيه ..فلصالح من استمرار هذا الانقسام ..ولصالح من اذلال شعب باكمله في قطاع غزه ؟؟؟