الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

ورشة عمل بعنوان "التمكين المهني للأخصائيين الاجتماعيين"

نشر بتاريخ: 31/03/2019 ( آخر تحديث: 31/03/2019 الساعة: 13:13 )
ورشة عمل بعنوان "التمكين المهني للأخصائيين الاجتماعيين"
نابلس- معا- تحت رعاية رئيس جامعة القدس المفتوحة أ. د. يونس عمرو، نظمت كلية التنمية الاجتماعية والأسرية بالتعاون مع الشبكة الدولية للشباب ودعم المساواة الاجتماعية في المناطق المهمشة ووزارة التنمية الاجتماعية ونقابة الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين، ورشة عمل بعنوان "التمكين المهني للأخصائيين الاجتماعيين"، في قاعة عزام يعيش بفرع الجامعة بنابلس.
افتتح الورشة د. م. عماد الهودلي مساعد رئيس الجامعة لشؤون العلاقات العامة والدولية والإعلام، مشيرا إلى أهمية التعاون بين دوائر الجامعة وكلياتها الأكاديمية، معتبراً أن هذه الأنشطة تأتي كنتاج لتعاون وتشبيك مشترك بين الشبكة الدولية للشباب وكلية التنمية الاجتماعية والأسرية، الذي قادته ونسقت له دائرة العلاقات العامة والدولية والإعلام، مؤكداً أهمية بناء علاقات أكاديمية ومهنية مع المؤسسات المهنية والنقابية المحلية وبينها وبين المؤسسات الدولية، لما لذلك من انعكاسات إيجابية على الطلبة والخريجين.
وفي كلمة مدير فرع نابلس أ. د. يوسف ذياب عواد، فقد رحب بالمشاركين، ناقلاً لهم تحيات رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، معتبراً أن إقامة مثل هذه الأنشطة إنما تأتي في سياق مسؤولية الجامعة تجاه المجتمع المحلي أفراداً ومؤسسات، مؤكداً أن الجامعة تفتح أبوابها باستمرار أمام كل الأنشطة والفعاليات المهنية التي تسهم في تفعيل دور الأخصائيين الاجتماعيين وتعمل على تمكينهم، وأن جامعة القدس المفتوحة شكلت وما زالت تشكل إشعاع علم وحضارة أضاءت سماء فلسطين لتنشر المعرفة والعلوم في كل قرية ومدينة ومخيم.
وفي الجزء الرئيس لورشة العمل، الذي تضمن المداخلات العلمية والمهنية، قدم د. عماد اشتية عميد كلية التنمية الاجتماعية والأسرية في جامعة القدس المفتوحة، ورقة حول التدريب أثناء التعليم في تخصص الخدمة الاجتماعية، مشيراً إلى أن الجامعة عملت على مدار السنوات الماضية على تقديم خطة دراسية لتخصص الخدمة الاجتماعية بشقية النظري والعملي، مبنيّة على نظريات معرفية تستند إلى نظريات علم الاجتماع وعلم النفس ونظريات الخدمة الاجتماعية لتأسيس بنية معرفية للطلاب يستندون إليها في عمليات الممارسة المهنية بطرقها الثلاث وميادينها المختلفة، ومن هنا جاء هذا التحالف بين المؤسسة الأكاديمية ممثلاً بجامعة القدس المفتوحة، والمؤسسة المهنية ممثلاً بوزارة التنمية الاجتماعية كقائد للقطاع الاجتماعي، والمؤسسة النقابية ممثلاً بنقابة الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين كإطار ناظم للمهنة في فلسطين. وإن الجامعة تولي اهتماماً كبيراً بالتدريب الميداني الذي تم تطويره بحيث يكتسب الطالب أثناء التعليم المهارات اللازمة لعمليات التدخل المهني، سواء كان ذلك على مستوى الفرد أو الجماعة أو تنظيم المجتمع. وإن عدد الساعات التي يقضيها الطالب أثناء التدريب هي من (850 – 1000) ساعة تدريب، تحت إشراف مهني وأكاديمي متخصص، وبالاستناد إلى مرجعيات تم بناؤها لتستجيب لمتطلبات الإعداد المهني السليم.
من جهته، أشار أ. عاصم خميس، مدير عام دائرة الطفولة في وزارة التنمية الاجتماعية، إلى تدريب الأخصائيين الاجتماعيين وتنمية قدراتهم أثناء العمل، حيث إن الوزارة تولي اهتماماً كبيراً بالتدريب، وبخاصة أنها تعمل مع فئات متعددة وفي ميادين مختلفة، مما يقتضي تنوعاً في الخدمات المقدمة؛ من وقاية وحماية وعلاج وتدخل ورعاية لاحقة، وقد قامت الوزارة بتجريب منهجيات التدريب للوصول إلى أفضل النتائج، ومشاركة المتدرب في العملية التدريبية منذ البداية حتى النهاية، موصياً بضرورة إنشاء معهد متخصص للتدريب، مؤكداً أهمية التدريب أثناء العمل لما له من دور في إكساب الأخصائيين المعارف والمهارات الحديثة في مهنة العمل الاجتماعي كمهنة متجددة من حيث نظرياتها وتقنياتها وأساليب تدخلها.
كما بين د. إياد عثمان، نقيب الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين الفلسطينيين، الدور الذي تقوم به النقابة في تأهيل وتدريب الخريجين من خلال الدورات التدريبية المتخصصة التي تنفذها النقابة في موضوعات مهنية مختلفة، مشيراً إلى الجهود التي تبذلها النقابة بالتعاون مع المؤسسات المهنية والأكاديمية لبناء قانون عصري ينظم مهنة العمل الاجتماعي والنفسي في فلسطين، وصولاً إلى قانون مزاولة المهنة الذي يحمي حقوق عناصر العملية المهنية كافة، من منتفعين وأخصائيين اجتماعيين ومؤسسات مهنية، مؤكداً ضرورة تضافر كل الجهود لإنجاز هذا المشروع الكبير الذي سيشكل مفصلاً تاريخياً لمهنة العمل الاجتماعي في فلسطين، مؤكداً جهوزية النقابة لتقديم كل ما هو جديد من برامج تدريب وتأهيل للأخصائيين الاجتماعيين للارتقاء بالمهنة وتطويرها.
من جانبهم، قدم فريق الشبكة الدولية للشباب ودعم المساواة الاجتماعية في المناطق المهمشة، التي مقرها العاصمة الفرنسية باريس، برئاسة الدكتور برونو دوفونتان، مداخلات نظرية ومهنية عن واقع العمل الاجتماعي في فرنسا، مؤكدين أن تأسيس الشبكة الدولية جاء منذ عدة سنوات، وهي تعمل في كل من روسيا وأوكرانيا والبرازيل والبرتغال وفرنسا وإيطاليا والسنغال، حيث أوضح د. عزيز بورمو التحديات التي تواجه الأخصائيين الاجتماعيين أثناء العمل مع الشباب، وبخاصة نقلهم من العنف إلى الديمقراطية، وتعزيز نهج التفكير الناقد لدى الشباب، والتخفيف من حدة التوتر والضغوط النفسية لديهم. كما تحدث الأخصائي الاجتماعي د. نور الدين سكيكر عن كيفية الإعداد لمهنة ميسر في مدينة شعبية على اعتبار أن مثل هذه المهن تحتاج إلى مهارات وتقنيات وأساليب تدخل يجب على الأخصائي إتقانها للقيام بهذا الدور الحيوي والمهم في مهنة الخدمة الاجتماعية. فيما أشار باقي أعضاء الشبكة إلى تجاربهم المهنية في العمل مع الشباب في مجتمعات مختلفة، مؤكدين أن هناك تقاطعات بين التجربة الفلسطينية والتجربة الفرنسية، مع الأخذ بالاعتبار خصوصية كل تجربة ناتجة عن خصوصية المجتمعات.
وفي نهاية الورشة، تم فتح باب النقاش والاستماع لمداخلات من معظم المشاركين الذين أوصوا من خلالها بضرورة تعزيز العلاقات المهنية والأكاديمية بين الشبكة الدولية والشركاء الفلسطينيين بمستوياتهم الثلاثة: الأكاديمية والمهنية والنقابية، والاستمرار في تبادل الخبرات وبناء البرامج المشتركة للاطلاع على تجربة الشبكة في أماكن عملها المختلفة، والعمل الجاد على بناء برامج تدريبية للطلبة والخريجين والأخصائيين الاجتماعيين، وهذا يتطلب تكاتف الجهود وتسخير الإمكانيات وتوظيف علاقات الشبكة الدولية لتنمية القدرات المهنية للإخصائيين الاجتماعيين لدى الشركاء كافة.