السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

قمة شعبية أردنية فلسطينية إسلامية مسيحية في بيت الطيار الدعجة

نشر بتاريخ: 09/04/2019 ( آخر تحديث: 09/04/2019 الساعة: 12:05 )

الكاتب: أسعد العزوني

يأبى النسر الأردني الأشم الكابتن الطيار يوسف الهملان الدعجة، إلا أن يشيع الأمل والفرح في نفوسنا، التي أحرقها جفاف القطيعة والهزائم وخنوع من نصبتهم بريطانيا العظمى بدايات القرن المنصرم معاول هدم، تنحر جبال الكرامة التي كنا نفتخر بها كعروبيين، وأصبحوا من خلال سفكهم للدماء العربية في الجزيرة ملوكا وحكاما يسومون المنطقة بعد شعوبهم سوء العذاب، تنفيذا للمقاولة التي وقعوا عليها مع بيرسي كوكس المندوب السامي البريطاني آنذاك، إذ وقع له الملك عبد العزيز وثيقة التنازل عن فلسطين لليهود ”المساكين”، وها هم بعد أفول نجم بريطانيا، إرتموا في أحضان أمريكا التي تنفذ بحقهم الشروط البريطانية الواردة في وثيقة كامبل السرية الصادرة عن مؤتمر كامبل بانرمان في لندن عام 1907.
اليوم الإثنين شرفت بدعوة من عشيرة الدعجة الأردنية –العربية الأصيلة، ممثلة بولدها البار الكابتن طيار يوسف الهملان الدعجة، الذي رد على المتسمح بالإنجيليين “المسيحية-الصهيونية” والجمهوريين الرئيس ترامب، أبلغ رد وقبل أن يبتلع الزحام الإعلامي إعلانه الإعتراف بالقدس عاصمة أبدية موحدة لمستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية ونقل سفارته إليها، ورد عليه نسر الأردن الدعجة في اليوم التالي ردا بليغا مدويا، وهو يمتطي صهوة طائرته المتوجهة من عمّان إلى نيويورك عبر الأجواء الفلسطينية، فما أن دخلت طائرته أجواء المدينة المقدسة، حتى أطلقها صرخة مدوية وباللغة الإنجليزية “إننا نتوجه إلى أمريكا ونعبر أجواء مدينة القدس المحتلة عاصمة فلسطين الأبدية الموحدة".
يقيني أن هذا الموقف هو ذات الموقف الأردني الرسمي والشعبي على حد سواء، بعد أن تكشفت النوايا وخاصة نوايا المراهقة السياسية في الخليج التي يقودها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي كشف تحالف السعودية المتجذر مع الصهاينة، وإحتمى بعنجهية ترمب، ووضع الأردن هدفا له وأولى رصاصاته “الفشنغ“ حصاره المالي للأردن والضغط على القيادة الأردنية للتخلي عن الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة، لتؤول إليه، حتى يسهل على الصهاينة وضع أيديهم عليها.
ما قام به نسر الدعجة تعجز عنه كافة مكونات العالمين العربي والإسلامي، وهو موقف نفخر به ونعتز،ويجب تدريسه للنشء في المدارس، فهو مواطن أردني بالدرجة الأولى وإتسم بالشجاعة والرجولة الحقة، وهو يستحق أرفع الأوسمة وأنواط البطولة والشجاعة والشرف،لرده البليغ على الطرمب ترمب، والذي جاء في وقته، وأطفأ ظمأنا جميعا، لأن أحدا في العالمين العربي والإسلامي لم يفعلها ،ناهيك عن اننا عطشى للكرامة والحرية وأصابنا الجفاف في الحلق، وأصبنا بعمى الألوان السياسي، بسبب مقاولة كوكس-عبد العزيز، التي تجددت اليوم تحت إسم مقاولة ترمب- نتنياهو وبن سلمان، فعبد العزيز إستهدف فلسطين وحفيده إستهدف فلسطين والأردن ودولا عربية أخرى.
القمة الشعبية الأردنية-الفلسطينية –الإسلامية-المسيحية التي دعا إليها النسر الأردني الدعجة، جاءت ردا شافيا من عشيرة الدعجة العربية الأصيلة، على بعض الأقلام المأجورة التي تشيع الفتنة وتبث الفرقة بين أبناء الشعب الواحد تحت عنوان “أيها الفلسطينيون لا تستفزوا العشائر الأردنية؟؟؟؟!!!!”، ولا أدري أي إبليس أوحى للكاتب الماجور، بهذه الفكرة الجهنمية وفي هذا الوقت بالذات الذي يتطلب اللحمة الأردنية-الفلسطينية، كون صفقة القرن تشطب الطرفين.
هذه القمة التي إتسمت بالعفوية والصدق، جسدت التآخي الأردني –الفلسطيني، والمسيحي الإسلامي لأنها ضمت قيادات سياسية فلسطينية وجال دين مسيحي من الأردن وفلسطين وشيوخ عشيرة الدعجة، وضيوف أعزاء من الأردن وفلسطين، ولعل هذه المبادرة العروبية التي قامت بها عشيرة الدعجة ممثلة بنسرها الطيار يوسف الهملان، جاءت لتمحو ما صدر عن قمة تونس العربية الأخيرة التي كانت بحق، قمة النيام وقمة المواقف الكاذبة التي قرأها البعض متأتئا ويداه ترتجف من ورقة كان يمسكها بكلتي يديه وقال فيها أن بلاده تقف مع الشعب الفلسطيني، وهو يعلم أننا نعلم علم اليقين أنه يكذب.
شارك في هذه القمة الشعبية المباركة إثنان من إخوتنا العرب المسيحيين المتألقين دوما بعروبتهما الناصعة، وهما الأب المنافح عن المسجد الأقصى وكنيسة القيامة عطا الله حنا، والأب النبيل نبيل حداد، كما حضر مفتي الدفاع المدني الشيخ محمد الغول، أما عن الجانب السياسي الفلسطيني فحضر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، والسفير ثائر الغضبان، مع العديد من الشخصيات الفلسطنية مثل اللواء محمد أمين الجعبري.
كانت مداخلات الجميع تنبع من قلب واحد وإن صدرت عن عدة ألسنة، وكان الأردن بقيادته الهاشمية، وفلسطين بنضال شعبها هو محور الحديث، ولو سمعنا الأصوات فقط لما عرفنا من هو الأردني ومن هو الفلسطيني من المتحدثين، فالأردني كان فلسطينيا والفلسطيني أصبح أردنيا، وكلاهما مع الملك عبد الله الثاني الوريث الشرعي والوحيد لحكم الحجاز والوصاية على المقدسات في مكة والمدينة والقدس.