الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

ما هو المطلوب من العرب

نشر بتاريخ: 20/04/2019 ( آخر تحديث: 20/04/2019 الساعة: 20:46 )

الكاتب: بهاء رحال

وسط حالة الارتباك التي تشهدها المنطقة، وحالة الضعف والتراجع العربي، ومن بين ثنايا الواقع الذي لا يستطيع أحد قراءة المشهد فيه من أي زاوية ممكنة تفيض ببعض الأمل، كون المخطط الذي تنوي الادارة الأمريكية تمريره خطير وكبير ويسعى لقلب الخارطة وفق مصالحها الجديدة وتناغماً مع تطلعات الحركة الصهيونية التي تسعى لبسط سيادتها على المزيد من الأرض لاستلاب خيرات البلاد ومواردها، يبقى التعلق الفلسطيني الوحيد هو باصطفاف عربي واسع وموحد من المحيط إلى الخليج، لدرء هذا الخطر الحقيقي الذي تتعرض له القضية الفلسطينية على وجه الخصوص، وهنا لا نطالب بدعم شعبي، لأن الشعوب العربية قاطبة مواقفها واضحة ولا لبس فيها، بل المطلوب موقف من كل القيادات العربية ملوكاً وأمراء ورؤساء، لكي تستطيع القيادة الفلسطينية اجتياز التحديات، وأبرزها الحصار المالي والسياسي الذي بدأ بمباركة أمريكية وبتنفيذ مباشر من حكومة الاحتلال. فهل يتخذ العرب موقفاً حازماً وحاسماً ويباشر بتنفيذ قرارات القمم العربية المتعاقبة، وهل تمارس الدول العربية خاصة المؤثرة منها، ضغوطاً مباشرة وتبدل أدوات التعامل مع إدارة الرئيس ترامب وحلفائه الذين يعملون معه على ذات النهج العدواني الذي يسعى لقضم وابتلاع القضية الفلسطينية. الأمر ممكن والأدوات التي يملكها العرب كثيرة وعديدة ولكنها تحتاج إلى موقف موحد وشجاع وقادر على المواجهة بحزم، وهذا ما نتطلع له في الأيام القادمة.
موقف عربي شجاع هذا ما يمكنه أن يوقف زحف ما يسمى بصفقة القرن التي تدعي الإدارة الأمريكية الاقتراب من موعد إعلانها، وقد حمل عرابوا الصفقة العديد من الوعيد والتهديد عبر زياراتهم المتكررة للمنطقة، لكنهم إلى الآن فشلوا في انتزاع مواقف داعمة لهم، لأن ما تحتويه هذه الصفقة لا يقوم على العدل ولا حقوق الإنسان ولا يراعي القرارات الدولية، ولا يؤدي إلى السلام المنشود، بل إنه يتماشى ومخططات الكيان الاسرائيلي ومحاولاته لبسط نفوذه على المزيد من الأراضي العربية وخاصة الفلسطينية.
وهنا وأمام هذا التمادي والتعاون المشترك الأمريكي الإسرائيلي، يكون لزاماً على العرب أن يقفوا موحدين، وأن يباشروا بتنفيذ القرارات الصادرة عن القمم العربية، وأن لا يقفوا موقف الحياد أمام تلك المخططات العدوانية، لأن عجلة الوقت تسير، والخناق بدء يشتد على القيادة والشعب الفلسطيني، والحصار أطبق من كل الجهات، والهدف واضح وهو انتزاع موقفاً يتماشى وتلك الخطط الحاقدة، لكنه الصمود الفلسطيني يقف دائماً بالمرصاد، ولا يتراجع قيد أنملة، بل رأس حربة في المواجهة، ولكن لا يجوز ترك الفلسطيني وحده، بل على العرب أن يكونوا شبكة أمان حقيقية، فعلاً لا قولاً، وقراراً لا شعاراً، وموقفاً حازماً لا عدول عنه، وعلى هذا نراهن، أن تلتف القيادات العربية من ملوك ورؤساء وزعماء، خلف شعبنا الفلسطيني الذي يواجه أياماً صعبة ومحطة قاسية من محطات النضال الطويل. فهل يفعلها العرب؛ وهل يباشروا فوراً تنفيذ قرارات القمم العربية؟ أم أننا سنبقى نصرخ يا وحدنا أبد الدهر.