الجمعة: 22/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

قراءة في زيارة وفد يهودي للسعودية

نشر بتاريخ: 04/05/2019 ( آخر تحديث: 04/05/2019 الساعة: 14:36 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

نجح العرب في التمييز بين اليهود وبين الصهاينة المستعمرين ولكن اسرائيل لا تفرق بين اليهود وبين الصهاينة . ولا تزال تستخدم الخزّان الديموغرافي اليهودي كرافعة أقوى للاستعمار والحرب العنصرية ضد العرب .
شعار التسامح بين الاديان جميل وتصالحي رغم أنه خطاب ضيّق وقديم وهو يندرج في اطار الالتفاف على  الخطاب السياسي الثوري وتل ابيب تقصد من وراء كل هذه الشعارات الوصول الى نقطة  التسامح مع الصهاينة ونسيان جرائمهم وعدم محاسبتهم وعدم مطالبتها بارجاع الحقوق للعرب ، وجميع قادتهم يصعدون على المنابر في ذكرى الحرب العالمية الثانية كل عام ويقولون ( لن نسامح ولن نغفر ) !!! وفي نفس الوقت يتوجهون للمسلمين والمسيحين والبوذيين بسؤال استغبائي : لماذا لا تسامحون ولماذا لا تنسون ؟

الثوّار لا يكرهون اليهود ولكن اليهود يكرهون الثوّار .

العرب لا يكرهون اليهود ولكن الصهاينة اليهود يكرهون العرب .

دعوة وفد يهودي لزيارة مكة سذاجة في غير وقتها وتسطيح لقضية عميقة لا تستطي السعودية ولا غيرها السيطرة على تبعاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والحقوقية .
تماما كما أخطأت منظمة التحرير حين وافقت قبل ربع قرن في الامم المتحدة على سحب طلب تصنيف الحركة الصهيونية كحركة عنصرية ، أخطأ حينها أبو عمار وأخطات القيادة الفلسطينية ولا نزال ندفع ثمن هذا الخطأ حتى اليوم .
السعوديون لا يكرهون اليهود ولكن اليهود يكرهون ويحتقرون السعودية . بدء من يهود أمريكا وخطاب ترامب الأخير الذي أهان الملك بشكل فظيع وهمجي ومرورا بكل الخطابات والمؤامرات التي ينتجها اللوبي الصهيوني في العالم .

الفلسطينيون لا يكرهون اليهود وقد إستضافوهم حين هربوا من مذابح هتلر وصقيع أوروبا الى ميناء حيفا . جاءوا مرضى بالجرب والمجاعة والتيفوئيد والفقر والقمل والذل . واستضافهم الفلسطينيون كأبناء عم واعتقدوا " بسذاجة " ان الامر يتعلق بالتسامح الديني وكانت النتيجة أن ارتكبوا افظع وأبشع مجازر ضد الذين استضافوهم .
عواصم العرب لا تتردد في فتح سفارات لاسرائيل وطالما تفرش السجاد الاحمر للوفود والسياح الاسرائيليين  ولكن العرب ممنوعون من دخول تل ابيب !!
نحن اخطأنا وندفع الثمن من دماء أولادنا وتدمير مدننا وسرقة أرضنا وأموالنا واحلامنا ومستقبلنا .. والان دور العواصم العربية .
شهادتنا مجروحة لأننا أخطأنا قبل أن يخطئ العرب  .
قانون الحياة لا يحمي المغفلين والمغرّ أولى بالخسارة . وجهنم مبلطة بالنوايا الحسنة .
 ستذوقون ما ذقنا . وان غدا لناظره قريب .