الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

التربية والتعليم قضية اجماع قومي وتحزيبها إمعان في التشظي

نشر بتاريخ: 11/05/2019 ( آخر تحديث: 11/05/2019 الساعة: 13:32 )

الكاتب: جمال زقوت

جوهر ومضمون الفوضى والاستقطاب والاحتقان هو غياب حالة الحوار وتقويض المؤسسات الوطنية الجامعة التي احتضنته وكرسته مبدأ للحياة السياسية عبر مسيرة النضال الطويلة والتي تداخلت لاحقاً مع متطلبات البناء الديموقراطي لبنى المجتمع ، الأمر الذي مهد تدريجياً لتفكك العقد الاجتماعي الجماعي أو الجامع بين الناس ، إنه صراع تمزيق مفهوم السلطة و الإصرار على احتكارها على حساب طبيعة مرحلة التحرر الوطني والبناء الديموقراطي التي تتسم بالإئتلاف الجبهوي الذي مثلته م ت ف قبل تفريغها من هذا المضمون الأهم والذي شكل حصن مكانتها التمثيلية والإقرار بهذه المكانة داخلياً وخارجياً ، ذلك يتمظهر بأشكال مختلفة في العلاقة بين السلطة" أي سلطة" والتي للاسف تضيق قاعدتها الاجتماعية يومياً وتتعمق عزلتها تدريجياً، وهي التي تستخدم سطوتها على الرأي الآخر ، وبين الناس التي تم تجريدها من مفهوم واحترام مكانة ودور النخبة منها، فضاعت البوصلة في أتون حالة احتقان مرعبة . لا حل لهذه الحلقة الجهنمية سوى بالإقرار من قبل الجميع بخطورة الأزمة ومراحلها المتقدمة والناضجة للانفجار في وجوهنا ، وأهمية الاعتراف بجذور هذه الأزمة الذاتية منها و الموضوعية ؛السياسية والاقتصادية والاجتماعية بمكوناتها الفكرية ورالتربوية ، وأعمال العقل بالاجتهاد في سبل و آليات بلورة حلول ديمقراطية لها من خلال العودة للوحدة و التي في حالتنا الفلسطينية تمس مكانتنا كشعب، وحق الاختلاف بين مكوناته ، والحق في التعبير من أجل التغيير، والمضي نحو شرعية هذا التغيير عبر صندوق الاقتراع الحامي للعقد الاجتماعي ،  وللنخب وأدوارها سواء كانت موالية للسلطة أم تتصدى لها عبر حقها في المعارضة، وصون الشرعية الأهم وهي شرعية الدفاع عن البقاء من خلال المقاومة الشعبية الفعَّالة بكل أبعادها الفكرية و الثقافية و التربوية ونمط الحياة اليومية لحماية مكانة البطل وبوصلة النضال و الأمل بالانتصار معاً ، بالإضافة لتعزيز متطلبات الصمود و البقاء على أرض الوطن الذي لاوطن للجميع سواه، و الوحدة على أساس هذين الأمرين و/أو التنافس من أجل النهوض بهما !
إن تحزيب التربية والتعليم كما قال عزام الأحمد في كلمته الموثقة في فيديو احتفالية"الكتاب"كمظهر من مظاهر الانقسام و التفكك ومده لهذا القطاع الأهم ، الذي من المفترض أن يساهم في حماية رواية الشعب الفلسطيني وتعزيز وجوده و بقائه بكل ما يتطلبه ذلك من تطوير هذا القطاع باعتبارة يشكل قضية اجماع وطني ورافعة لحماية مستقبل و عقول أبنائنا ،هي أخطر ما يواجهنا في صيرورة التشظي التي تواجهنا. وهنا كان يجب أن تتركز الحملة !!! ودون بلورة تيار وطني ديموقراطي عريض بمضمون اجتماعي يواظب ويجتهد ليعزز حضوره وبناء كتلة شعبية واسعة أولويتها العمل على وقف حالك التفكك وتجديد العقد الاجتماعي و اعادة بناء المؤسسات الوطنية الجامعة التي تعيد الاعتبار لقدرتنا على البقاء و بناء مستقبل جاذب لأبنائنا في هذه البلد،، فالكارثة تحكم مخالبها في تاريخنا وحاضرنا و مستقبلنا !!!