السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

ورشة منامة البحرين... كأس ماء لعطشان على حبل المشنقه

نشر بتاريخ: 24/05/2019 ( آخر تحديث: 24/05/2019 الساعة: 19:09 )

الكاتب: السفير حكمت عجوري

اخيرا وبعد مخاض طويل وعسير تمخض جبل ما سمي بصفقة القرن وولد لنا ورشة المنامه والتي تاتي بمثابة كاس من الماء يقدم لعطشان معلق على حبل المشنقه . ياتي ذلك بعد سنتين من التشويق والحرب الكلاميه التي خاض غمارها مهندسي الصفقه من صبية الحركه الصهيونيه حيث اوقفوا العالم وما زال على رجل واحده منتظرا لهذه الصفقه التي اخذت مسميات عديده صفقه القرن او العصر او صفعه او مؤامره الى ان ظهرت الصفقه على حقيقتها من انها فعلا مؤامره العصر كونها تمثل الحلقه الاخيره من حلقات المؤامره التي بدات بوعد بلفور سنة 1917 الذي مثل الدور الاوروبي الغربي في صناعة الكيان الاسرائيلي .
حيث تسلمت بعد ذلك اميركا زمام الامور وشرعت في تبني هذا الكيان الاسرائيلي عسكريا واقتصاديا وتحديدا بعد الجداره التي اثبتها في حرب سنة 1967 الذي تفوق فيها هذا الكيان على على كل الجيوش المحيطه باسرائيل في تلك الحرب وبالتالي تم توظيف اسرائيل وكيلا حصريا لاميركا من اجل حماية مصالحها في هذه المنطقه الاستراتيجيه جيوسياسيا ونفطيا وحتى يومنا هذا وذلك بالرغم من الثمن الباهظ التي اصبحت اميركا تدفعه لهذا الكيان ليس المالي فقط فهو مدفوع من اموال الخاوه التي تجنيها من محميات النفط ولكن الثمن في الدم والارواح الاميركيه التي ازهقت في حروب تقوم بها اميركا نيابة عن هذا الكيان من اجل الحفاظ عليه وحمايته كشرطي هذه المنطقه ليس خوفا من الانطمه التي اصبحت ادوات طيعه بيد اميركا ولكن الخوف من الشعوب التي تزداد درجة كرهها للظلم والقهر الاميركي الاسرائيلي يوما بعد اخر قد لا تقددر الانظمه على قمعه.
المعركه الاخيره التي ما زالت تشكل تهديد وجودي للكيان الاسرائيلي ولم تنتصر فيها اسرائيل ولن تنتصر هي المعركه الفلسطينيه كونها غير قابله للحل العسكري الذي يميل ميزانه بشده لصالح اسرائيل وذلك بحكم التقارب والتداخل البشري بين اليهود والفلسطينيين ما بين النهر والبحر وعليه فقد اصبح الحل العسكري لاغيا كوسيله تنتصر اسرائيل فيها في حربها ضد الفلسطينيين بل وعلى العكس فانها ستنهزم فيها للاسباب المذكوره حتي ان القنبله النوويه الاسرائيليه بفعل هذا التداخل البشري تحولت الى قنبله ورقيه وعليه فقد اسقط في يد اسرائيل وهي لا تملك سوى ادارة هذه المعركه وليس خوضها معتمدة بذلك على اميركا بصفتها اكبر قوه عسكريه واقتصاديه في العالم ليس من اجل الانتصار على الفلسطينيين بتصفية قضيتهم لاستحالة ذلك وهذا ما تسعى اليه وتتمناه اسرائيل وانما من اجل حماية اسرائيل حتى لا يكون مصيرها كمصير نظام الفصل العنصري البائد في جنوب افريقيا وذلك من قبل المجتمع الدولي ممثلا بالمنظمه الامميه التي من رحمها ولد هذا الكيان العاصي والعاق بكل المعايير ومن اجل ذلك تم توظيف كافة الوسائل بما فيها سلاح الفيتوالاميركي وسيف العداء للساميه وتدمير اي قوه تنشا في المنطقه وتكون مهدده لاسرائيل والشواهد على ذلك كثيره واخرها ايران.
ورشة المنامه تحت شعار سلام من اجل الازدهار تهدف لامرين الاول تثبيت الشق السياسي لصفقة القرن الذي تم تنفيذه والمتمثل بقرارات ترمب وعلى راسها القدس وانهاء حل الدولتين وانهاء قضية اللاجئين والثاني لكسر حاجز الحياء العربي الذي ما زال يقف في وجه التطبيع العربي الاسرائيلي كونه يتعارض مع ما اتفق عليه العرب انفسهم في 2002 وهو المبادره العربيه التي اعتمدها مجلس الامن الدولي والتي كان من الممكن القفز علي كل ذلك لو شارك الفلسطينيون في هذه الورشه .
وفي سياق متصل نقول لمن بقي من المراهنين على اي ايجابيه للورشه المذكوره ، بان شعار السلام من اجل الازدهار الذي تزعم هذه الورشه انها ستحققه نقول بان هذا الشعار هو الوجه الاخر لنفس العمله الاميركيه في الارض مقابل السلام التي كانت شعار لمؤتمر مدريد في سنة 1991 ولا اعتقد ان اي منا بحاجه لشرح ما آل اليه هذا الشعار الذي انقلب راسا على عقب حيث وبعد اكثر من ربع قرن لم تبق هناك ارض ولا وجود لسلام يلوح حتى في الافق.
ختاما نقول بان هذا الاصرار الصهيو اميركي هذه المره والذي استدعى كشف ما كان مستورا من حقيقة ما كان يبوح به النتن ياهو في علاقاته الجيده مع بعض الانظمه العربيه والتي كنا نكذبه بشلنها حرصا منا على الحفاظ على شعرة معاويه مع هذه الانظمه بدافع واهلي وان ضنو عي كرام.
ولكن وعلى ما يبدو ان الصبر الصهيوني بلغ الزبى مع الانظمه المعنيه في اخفائها لطبيعة هذه العلاقه مع اسرائيل حيث حان موعد قطاف محصول الحمايه الذي وفرته اميركا بمسانده اسرائيليه وذلك في ظل توفر رئيس اميركي لن يتكرر بهذه الطواعيه والاستجابه للمصالح الصهيونيه والذي يتميز بتطويعه للحكام بالرغم من وقاحته غير المعهوده في اهانة البعض من حكام هذه الانظمه التي اصبحت عروشها تتارجح تحت ضغط شعوبها المقهوره وليس كما يروج له وهو البعبع الايراني وذلك من قبل النتن ياهو الذي عمل طوال فترة حكمه من اجل هذه اللحظه التي يتم فيها توظيف الحكام لخدمة مصالحه وذلك بتولي امر حماية عروشهم من شعوبها وذلك على عكس كل السنن التي تقول بان العروش لا يحميها سوى الله وشعوبها ولنا جميعا في العروش التي انهارت على مراى ومسمع منا جميعا وربما كان لنا عبره في امبراطور ايران الشاه بهلوي وما جرى له حتى بعد وفاته بالرغم من انه كان امبراطورا حقيقيا وليس ورقيا وحليفا استراتيجيا وليس تكتيكيا لاميركا.

الشعب الفسطيني بالرغم من كل هذه المؤامرات التي تحاك ضده ما زال في كامل قواه العقليه وما زال لديه القدره للتعامل مع هذه المؤامرات ولكن بما يتناسب مع ظرفي الزمان والمكان اللذين ينضحان بها ونحن ما زلنا شهود على ما فاض به الماضي من مثل هذه المؤامرات وخرج منها الشعب الفلسطيني سليما معافى بدليل هذا الصمود الذي يجسده هذا الشعب على ارض الاجداد والذي هو مصدر قوته وسلاحه السري للنصر القادم لا محاله بمشيئة الله ومهما طال الزمن وليس ادل على ذلك من هذا التحدي لهذا الشعب وقيادته الذي تجسد في قرار عدم المشاركه في الورشه المذكوره ولعل هذا القرار الشجاع يكون بمثابة المسمار الاخير في نعش صفقة /مؤامرة القرن.