الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

المواطن الفلسطيني بحاجة الى خطاب مقنع

نشر بتاريخ: 25/06/2019 ( آخر تحديث: 25/06/2019 الساعة: 18:04 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

كانت الشهور الاخيرة مكانا وزمانا لتغيير حكومة سابقة بحكومة جديدة، وكان هناك برنامجا خطابيا لرئيس الحكومة الجديد وقد توجه به الى المواطن من خلال وعود اقتصادية كبيرة كونه الشخص الاكثر تخصصا من خلال مجال عمله السابق بالاضافة الى عضوية مركزية فتح التي تدير امور الدولة عمليا، وقد طلب من وزرائه ان يقدموا برنامجا حكوميا يتم تنفيذه خلال مائة يوم، يقوم على اساس الرقي بالخدمات لصالح المواطن الفلسطيني وخاصة ان الحكومة السابقة لم تجد حلا لمسالة قرصنة الرواتب من قبل اسرائيل وبالتالي تاثر الرواتب الى درجة الخمسين بالمائة، وهو ما اثر على حياة الناس ورفع معدلات البطالة وادى الى كساد في الاسواق لا يقل عن اربعين في المائة وهي مسالة متوقعة كون انه يوجد مئات الالاف من الموظفين الذين يستفيدون من الرواتب لقضاء امورهم الحياتية، ذلك ما ظهر في الحديث عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول بعض المسائل ومنها رفع راتب الوزراء في ظل الازمة المالية وفي ظل برنامج التكشف الذي اعلن عنه سابقا في ظل الحكومة السابقة ووعدت الحكومة الحالية بان يكون الى جانب المواطن.
انا شخصيا وعلى الرغم من كوني اكتب واتابع يوميا، الا ان التفكير وصل لدي الى جدار صد ولا اعرف الى اين ذاهبون؟ وكيف ستكون الايام القادمة؟ وهل سيكون هناك حلول ام سيزداد الامر سوءا وخاصة انه سيؤثر على كل القطاعات الحكومية والخاصة؟ وبالتالي فان الامر لا يزال في طور المعاناة التي تزاداد سوءا يوما بعد يوم، وان الامر في ذلك في ظل بقاء الحياة رغم صعوبتها على المستوى الاقتصادي والسياسي فان الامور الاخرى هي واجبة الاتباع من خلال خطاب واضح يوجه الى المواطنين ليكون بامكانهم ان يتدبروا انفسهم، سواء في البحث عن سبل اخرى او الصبر ان كان هناك حلول ولو اتت بعد وقت.
ان لغة الخطاب الصريحة في ظل المؤامرة الامريكية والبعض القريب على القضية الفلسطينية يجب ان تكون علنية ومتضمنة لحلول عملية، تؤكد على صمود الناس ولست اعرف وليس لدي معلومات ان كان لدى الحكومة اية خطط طوارىء او بديلة يمكن تقديمها للناس في ظل هذا الظرف الصعب، وبالتالي وفي كل الظروف يجب ان يكون هناك جواب صريح للمواطن، على سؤال ماذا بعد؟
وهذا لم يقصر على المواطن او الموظف البسيط بل انتقل الى النخب في الوطن الذين يعبرون عن مواقف تقول انهم ليس لديهم جواب مقنع لكي يشرح لنا كيف السبيل الى وضع امن او مستقر؟ وكذلك فان الامور على بساط البحث او في واجهة الاعلام الذاتي وعبر وسائل التواصل الاجتماعية، وهي شارحة بما فيها كون اننا نواجه احتلال شرس وليس لديه اخلاق ولا يقل بشاعة عن الاحتلالات عبر التاريخ، وان كانت اسرائيل كسلطة احتلال لا تعمل شىء تجاه حل الازمة والمقاربة السياسية فان الامر سيكون متجها وبسرعة الى حلول صعبة وغير مستقرة وسيكون الجميع في وضع غير امن لمواجهتها، فنحن كشعب محتل وهم كسلطة احتلال ولن تنتهي الا بزواله لان التجربة المرة التي لاقيناها لن تتكرر الا بانتهاء الاحتلال في دولة فلسطينية مستقلة فوق التراب الفلسطيني وفق الحقوق التاريخية في فلسطين.