الثلاثاء: 19/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

رسالة إلى رئيس لبنان القادم سامي الجميل

نشر بتاريخ: 15/07/2019 ( آخر تحديث: 15/07/2019 الساعة: 11:44 )

الكاتب: منذر ارشيد

نحن الفلسطينيون على المستوى الرسمي والشعبي لا نتدخل بشؤون الغير
لبنان بلد عربي عزيز علينا بكل طوائفه ومرجعياته رغم أن لنا تحفظ على البعض نتيجة الظروف التي واكبت وجود منظمة التحرير في ذلك البلد العزيز وما اعتراها من إرهاصات خاصة المجازر التي تم ارتكابها من بعض الأحزاب اللبنانية وعلى رأسها الكتائب
نقول .. صفحة وانطوت بغير رجعة، ونحن أبناء اليوم وعفى الله عما مضى *وياما الجمل كسر بطيخ*
وبعد الظروف التي مرت وهذا الكم الهائل من الأحداث التي عصفت بنا ما عاد أمامنا سوى التسليم بالأمر الواقع كان ما كان، وتعرضنا خلال قرن مضى لما لم يتعرض له بشر وليس لنا سوى عدو واحد هو العدو الصهيوني الغاصب لوطننا.
(حوار على قناة الجديد اللبنانية)
شاهدت مقابلة النائب اللبناني ورئيس حزب الكتائب الشاب أمين الجميل.. شاهدته على فضائية الجديد المحترمة هذا الرجل الشاب الجميل الذي تحدث بكل صراحة ووضوح عما تعيشه لبنان وكل ما يعتري وضعه من مشاكل داخلية، ورأيي الشخصي وبغض النظر عن مواقفه تجاه المقاومة وخاصة حزب الله فلا مجال لي أن أناقشه أو أجادله فيما ذهب إليه فأهل مكة أدرى بشعبها وهو كنائب لبناني له وجهة نظر لا أنا ولا غيري يحق له أن يعترض عليها ولكن هناك مسألة في غاية الأهمية تجبرني على أن أتوجه له بسؤال..
وسؤالي حول الفلسطينيين المقيمين في لبنان
وعندما أقول أنه رئيس لبنان القادم فإني أستند إلى عدة أسس بنيت عليها رأيي ووجهة نظري
أولها..أن هذا الشاب وهو إبن رئيس لبنان الأسبق أمين جميل..وكما نعرف بان معظم الرؤساء يتداورون بالوراثة فما بالك بسامي الذي بدأ يخطو خطوات حثيثة وقوية في إطار الزعامة..!
وثانيها .. تعرفت عليه عن قرب وتحدثت معه قبل عشر سنوات وبعدها شاهدته عبر التلفاز فوجدت فيه الكاريزما القيادية والمتحدث اللبق وكل ما يؤهله للترشح مستقبلا لرئاسة الجمهورية. قياسا مع أبناء جيله من أبناء الزعماء اللبنانيين الطامحين لبلوغ أعلى المراكز في الدولة
وثالثها.. فالشاب حين يتحدث يتحدث بصدق وشجاعة وثقة ربما تجاري في أمثالها زعماء لبنان التاريخيين.
ورابعها.. الشاب صاحب موقف ثابت لا يتزعزع حتى لو أغضب ذلك نصف اللبنانيين أو أكثر.!
أما إهتمامي كفلسطيني بمخاطبة عبر رسالة موجهة له فذلك له أسباب واليكم السبب الرئيسي ..
( لقاء مع الرئيس أمين الجميل )
في عام ٢٠٠٧ كنت مع الأخ عباس زكي ضمن وفد رسمي إلى لبنان ضم عددا من كوادر حركة فتح من بينهم الأخ أشرف دبور السفير الحالي وذلك قبل أن يتسلم الأخ عباس منصبه كسفرير لفلسطين في لبنان وقمنا بزيارة لجميع زعماء القوى والأحزاب اللبنانية
وفي آخر يوم من زيارتنا رن الهاتف، وبالصدفة قمت بالرد وكان على الطرف الآخر الرئيس أمين الجميل الذي قال وبصوت صارم غاضب
وينه الأخ عباس زكي ..!
*كان في لقاء مع إحدى الفضائيات اللبنانية*
قلت له.. أي خدمة أنا أحد أعضاء الوفد
فقال.. معقول هيك تزورا كل الناس وتلتقوا بجميع الزعماء والتقيتوا باللي بيسوا وما بيسوا ولا تعبروني.. شو انا مش معبي عينكم وانا من أهم أركان لبنان..!
قلت.. انت البركة ولكن نحن مغادرون اليوم.
قال.. يا عيب الشوم اليوم مغادرون، ما أنا عرفت، والله هذه نقطة ستسجل عليكم
قلت..معلش لا تزعل لنا زيارة ثانية وانت اول من سنقابلهم
قال.. شو هالحكي إسمع أنا عندي موعد واحتفال رسمي مع الكنيسة، سألغيه فورا لاني لا أرضى ما حدث وضروري أن تزوروني ولو نصف ساعة
وإلا سأعمل مؤتمر صحفي وأقول ما يجب أن يقال ..!
بعد أن أنهى الأخ عباس لقاءه اتصل به واتفقا على اللقاء ونحن ذاهبون للمطار ..وصلنا بيته وكان اللقاء
(دخل شاب صغير نحيل)
وأثناء الحديث دخل شاب وسيم ..
وسلم على الجميع
وعرف الرئيس أمين عليه وقال .. هذا إبني سامي.
جلس سامي مستمعا وكان يظهر عليه القلق والإضطراب وكأنه يريد أن يقاطع والده وأثناء الحديث تدخل قائلا ..معلش بابا ممكن تسمح لي أحكي ..!
قال الرئيس أمين.. تفضل الحكي الك بابا
قال الشاب سامي..
يا للمصادفة انا اليوم أنهيت جولة في المخيمات الفلسطينية
وذلك لإكمال مشروعي التخرج من الجامعة واخترت عنوان المشروع ..
*دراسة ميدانية عن أحوال المخيمات الفلسطينية*
امضيت أسبوعا في زيارات لمعظم المخيمات الفلسطينية قد سجلت عدة نقاط هامة جدا بعد مشاهدتي للوضع المزري للفلسطينيين في هذه المخيمات
وأضاف...والله لو لم أشاهد بأم عيني لقلت أن هناك مبالغة فيما سمعت ..لقد شاهدت كارثة إنسانية مخيفة
تصوروا على بعد مائة متر من قلب بيروت مدينة الحضارة والرقي على بعد مائة متر تجد مكانا لا يصلح لحياة الحيوانات
على بعد مائة متر من بيروت تجد أناسا يعيشون تحت خط الفقر الأسلاك الكهربائية على الحيطان ومعظمها لشبكة ببعضها ونازلة على المجاري المريض ممنوع يدخل مستشفى حتى يموت، الشباب جالسون على الطرق يتفششون بالدخان والله اعلم شو كمان.. معذورين ..!
الله أكبر بيوت من الصفيح والمياه تسقط على أطفالهم ويتنفسون رائحة المجاري بدل الأكسجين
الناس فوق بعضهم كعلبة السردين .. والله لو في مجاهل إفريقيا يعيش الناس أفضل منهم .. لا مياه نظيفة ولا كهرباء ولا خدمات وبطالة وفقر وجهل .. يا الله كم يعاني الفلسطينيون من ظلم ألا يكفي أنهم مهاجرين من وطنهم وقد كانوا أعزاء..!
يا لهؤلاء الفلسطينيون كم يتحملون من الأذى والظلم وعندما أرى البلوليفار الذي يضاهي أرقى الأماكن في باريس وعلى بعد كيلومتر منه مخيم شاتيلا، ولا برج البراجنة أستغرب كيف لا يخرجون بسيوفهم ، شو الأدب والأخلاق شو هالصبر عند الفلسطينيين.!
صحيح حصل خلافات ومشاكل في الماضي وصار اللي صار
بس شو ذنبهم هالمعترين الي القدر جبرهم يعيشوا في المخيمات..!
اين الحكومة اللبنانية التي تدعي الحرية والديمقراطية والعيش المشترك لكل من يقيم على أرضه..!؟
وإذا حد يتصور إن الفلسطيني اذا تحسن وضعه في لبنان بينسى فلسطين بيكون غلطان .. هلأ يفتحوا لهم الحدود على فلسطين بنشوفهم مثل الجراد بيدخلوا على وطنهم حتى لو فتح الإسرائيلي عليهم النار .. ومساعديه يستشهد على أرضهم.. يا عمي الوطن غالي على أهله ولكن حتى تنحل قضيتهم ضروري يعيشوا بكرامتهم..
مش معقول هيك يستمر وضعهم.. والله حرام الي بيصير..!
انتهى حديث الشاب سامي الجميل الذي كاد يبكي وهو يصف الحال
ماذا بعد يا فخامة الرئيس..!؟
الحقيقة أنني ومن معي تأثرنا بكلامه وقد كان الحديث قبل دخوله عن ذلك الوضع ولكن ليس كما وصفه الشاب اللبناني الماروني إبن العائلة المارونية الكتائبية
اليوم السيد سامي الجميل وهو نائب في البرلمان اللبناني
أتوجه له بالسؤال التالي..
يا سيد سامي..وأنت الآن أحد أقطاب السياسة اللبنانية
وانت الصوت القوي في مجلس النواب وانت زعيم حزب من أكبر الأحزاب اللبنانية وانت من المؤكد أنك ستتنافس على مقعد الرئاسة عاجلا أو آجلا ..
أين أنت من حديثك ومشاعرك الجياشة تجاه اللاجئين الفلسطينيين في بلدك..!؟
هل كان كلامك مجرد شعور اللحظة التي إنتهت بمجرد أن صعدت الى سلم التمثيل الشعبي وعدت إلى المربع الأول
كبقية الزعامات اللبنانية الذين يرون أن الفلسطينيين يجب أن يبقوا في وضعهم المزري..!
وكما قرر الوزير جبران باسيل وغيره من الزعماء بأن الفلسطينيين يجب أن يبقوا كما هم دون أي حق لإنسانيتهم
لا تعليم ولا وظائف ولا تحسين لظروف معيشتهم ولا ولا ولا
نحن لا نطلب المعجزات ولا نطلب أن يعيشوا في قصور ولا في رفاهية.. الفلسطيني يا فخامة الرئيس القادم فلسطيني ولن يرضى بأقل من عودته إلى وطنه ولن يكون إلا شاكرا للبنان لحسن ضيافته حتى ولو بقي على هذا الحال المأساوي ولم يتحقق له ولو جزء بسيط من حقه بالعيش بكرامة .. ولكن أليس عندكم نوع من المروءة والشهامة كي تعيدوا النظر بكل الوضع القائم والذي أنت يا سيد سامي وبعظمة لسانك قلت أن من حق الفلسطينيين أن يعيشوا بكرامة حتى يعودوا لوطنهم ..!
( الفلسطينيون في لبنان طيبون ولكن ) ..!!!!
وربما أنك تعرف أن هناك فلسطينيين من مخيمات لبنان أصبحوا أصحاب ملايين ورجال أعمال معتبرين ولهم مكانه رفيعة تضاهي أثرياء لبنان ، لو أنهم عرض غليهم ليس الجنسية فقط بل لبنان كله بارزه وبحره وجباله وجماله ومعها بترول الخليج لن يبقوا يوما واحدا في لبنان لو أتيحت لهم الفرصة العوده إلى ديارهم ، فقط أوصلوهم إلى رأس الناقورة وافتحوا لهم بوابة فاطمة..
فيا فخامة الرئيس القادم.. لا أقولها ابتذالا ولا توهما ً ولكن من يعش عقدا من الزمن سيراك زعيم بعبدا.. ولتتذكروا كلامي وقولوا رحم الله منذر إرشيد قالها وتحققت ..
*يا أيها الشاب الجميل* ...
لماذا لا تشارك في اللجنة اللبنانية التي شكلت مع اللجنة الفلسطينية التي إقيمت مؤخرا للحوار حول موضوع الفلسطينيين المقيمين في لبنان والتي يجب أن تصل إلى نتائج لحل المشاكل المستعصية ويكون لك دورا رياديا فيها..!
خاصة أن قرارات مجحفة تصل الى حد الجريمة الإنسانية صدرت عن الوزارة العمل اللبنانية مؤخرا ً كيف يمكن أن تقبلها أنت، وانت من كان له رأي عظيم تجاه إخوانك الفلسطينيين كما عبرت به سابقا ..!
ما هذا الجنون في مثل هكذا قرار يحرم الفلسطيني من أبسط حقوقه المدنية، أي جريمة يقرها وزير العمل ومن لا إله يحق لبنان قبل أن يكون بحق الفلسطينيين
هل فكر هذا الوزير بعواقب مثل هكذا قرار ..!؟
حتى في من أخذ ترخيصا سابقا في فتح مشروعه أو مؤسسته أو دكانته أو حتى بسطته.. سيتم إغلاقها ..
هكذا بكل بساطة شو الناس عندكم حشرات ..!؟
ماذا دهاكم يا حكام لبنان إلى أين تريدون الذهاب بالفلسطينيين المتواجدين في بلدكم.. وهل تريدونهم أن يفجروا أنفسهم بأطفالهم .. لماذا تضغطون على قلوبهم وعقولهم وكرامتهم .. أي عقل وأي منطق سهل لمثل هكذا قرارات مجنونه .. فالحذر الحذر من غضب الحليم !؟
الفلسطيني إذا جاع يصبر وإذا قُتل يحتسب ذلك عند الله
أما إذا أهينت كرامته *فعلا الدنيا السلام*
حافظوا على لبنانكم قبل أن تحافظوا على غيركم ..فإن من أوعز إليكم مثل هذا الأمر وهو عدو للبنان وعدو لكم
يا أيها المأجورون ،
فليس كل أمر يجب أن يطاع يا عبيد الدولار والأصفار..!
ندعوا الشعب اللبناني الحبيب أن ينتبه لمثل هذه المؤامرة على لبنان وليس على الفلسطينيين ..
فالفلسطيني أكثر من القرد انمسخ ، والي قاعد عليه خايف عليه ..وإذا وجد نفسه محاصراً من كل الجهات سينفجر حتما ً .. هل يعقل يا ساده لبنان أن تقبلوا بهذا الأمر الخطير..!
نتمنى عليك يا فخامة الرئيس القادم وقبل أن يمن الله عليك بالرئاسة أن تسجل الموقف المشرف الذي أنت قلته وأمامنا وان تكون أول من يبادر بإقرار القانون الذي يؤمن للفلسطينيين الحياة الكريمة ولو بحدها المتوسط ولا نقول الأعلى ولكن لا نقبل بالأدنى.
فيا فخامة الرئيس القادم للبنان أوفي بوعدك وكن شجاعا كما نراك وأنت تؤكد على مواقفك الثابتة ..
أعد لنا تلك اللحظة التي عشناها معك وأمام والدك الذي أيدك وأثنى على كلامك وخرجنا من بيتكم العامر وقد أحسنت ضيافتنا بكلامك وعواطف الجياشة
مع فائق الإحترام لك وانت الشاب الجريء والشجاع الذي من الممكن أن تكون سببا في نهوض لبنان نهضة كبيرة لأنك صاحب رؤيا واضحة تجاه إصلاح الوضع المزري القائم في لبنان والذي نأمل أن يتحسن ويعلوا بهمة جيل جديد يغير ويحسن الأوضاع كي يعود لبنان عزيزا معافى
والله من وراء القصد