الثلاثاء: 19/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

ما بين مطاردة اللاجئين الفلسطينين في لبنان ونداء الأستاذ معن بشور

نشر بتاريخ: 16/07/2019 ( آخر تحديث: 16/07/2019 الساعة: 14:12 )

الكاتب: يونس العموري

ما بين مراسيم معالي السيد وزير العمل اللبناني باعتبار الفلسطينين اجانب، ونداء العروبي المقاوم ابن بيروت معن بشور تكمن الحكاية الصارخة في ازقة وحواري التيه في لبنان ..
وحينما تختلط المسميات ويكون الهجوم والصراخ الأجوف في إطار الردح الإعلامي البعيد كل البعد عن المصداقية، ومحاولة الفهم لحقائق الأمور لا بد من التوقف قليلا، وممارسة أعتى أشكال الصراخ المضاد .
من هنا من القدس، عاصمة فلسطين التاريخية، لا بد من اعتلاء منصة الصراخ، وتوجيه النداء لعاصمة الحرية والفكر الحر المعبر عن إرادة الانسان العربي المقاوم. نتوجه نحن المؤمنين بعروبتنا وبأحقيتنا بالحياة في كنف قوميتنا واعتزازنا بلغة الضاد والتي نجاهر بها هنا بالأرض السمراء المحاطة بكل أشكال العبرنة.
أيها السادة الذين تدعون زورا أنكم من يحفظ وصايا كنعان، نحن هنا باقون بأرض الجليل باقون، وبقدس الجلجة صامدون، وسنمارس كل أشكال الصراخ الجميل بوجه كل من نبذنا يوما، وحاول أن ينزع عنا إنسانيتنا قبل أن ينزع عنا عروبتنا حينما تم حشرنا بكنتونات الشقاء، وطاردتم المؤمنين بامتشاق بنادق الحرية بأزقة صبرا وشاتيلا، وذبحتم الوليد لئلا ينطق يوما أحرف كنعانية عروبية يابوسية تطارد وسخكم.
أيها المتقوقعون هناك عند زاوية من زوايا لفظ التاريخ لكم ولهوامش فهمك لا بد من الصراخ بوجهكم بالظرف الراهن، والكثير من النداءات لكم يا معشر العبيد الذين استكانوا وسكنوا الكهوف بملء إرادتهم، وراحوا يبحثون عن جنس الملائكة ذكرا كانت أم انثى، وعن طبيعة حور العين بالجنان الموعودة، والطريق إلى جهنم بالنوايا الحسنة معبدة ، فالمشانق ما زالت معلقة، والقيصر المتربع على عرشه بصراع العبيد مستمتعا، ويحاول بايماءة منه أن يباشر حكمه من خلال استكانة العبيد، لا بد من أن تعلموا أن فلسطين في ظل الاحتلال حرة، وقادرة على نصرة ابناءها وان كانوا اللاجئين منذ بداية المؤامرة على التين والزيتون وزهر اللوز ظل الراسخ الثابت المؤمن بألمعتيه وسط كل هذا الخراب ، وفلسطين ومن خلال الوطن المحتل وذاك الساكن بأفئدة المبعدين قسرا والمشتتين في منافي الكون وعند سواحل الأرز تمارس حريتها من خلال قوانين لغتها وعروبتها واعتزازها بالذات القومية، وأنتم العبيد بأوطانكم للطائفية وللولاء لزعماء البزنس والبترو دولار.
ومن يسمون اليوم باللاجئين الصامدين بمخيمات القهر والجوع وإن حملوا وثيقة المكوث والقعود عند اطراف المدن في الدولة المُستضيفة فتلك شهادة لممارسة أرقى أشكال الصمود والمرابطة بمغارة باب الشمس يا سيدتي، ونهيلة ستظل بانتظار ابن دير الأسد، يونس، لتمارس وإياه الحب إن استطاعت إلى ذلك سبيلا.
هنا لا أوجه الكلام للسادة المتربعين على عرش القرار اللبناني الرسمي والذين قد جاؤوا صدفة إلى المشهد والذين يطاردون مقومات العيش وفقا للمعادلة الوجود البسيطة بالحق بالعمل لتوجه لنا تهمة بشعة ببشاعة الواقع الراهن، وإنما لكم جميعا يا من تعتبرون أنفسكم للقدس حافظين وللجليل مشتاقين. وكذبتم وما زلتم تكذبون وانتم في سياق مطارة الموسمون بوسم الللاهثين للعودة الى ديارهم وقراهم ومزارعهم وبحرهم وقلاعهم ..
أيها العرب العاربة المستعربة نقولها لكم بكل أبجديات كنعان: من هنا تبدأ اللغة العربية، ومن هنا تصدح أصواتنا طربا، ونرقص ونمارس كل أشكال الجنون بعرين البيت الفلسطيني العربي كيفما نشاء، ولن نقبل أن نساوم وإن حملنا ذاك المسمى باللاجئين وإن أردتم أن تمنعونا من دخول عواصمكم المسماة بالعربية، فلكم ذلك، ولكنه الوعد باقتحامها رغما عنكم، بأحلامنا نعبر نحو سواحل بيروت وروابي دمشق.
يا عبيد اللحظة والشهوة، أنظروا جيدا إلى ما أنتم فاعلون، وكيف تقضون نهاركم، وراقبوا سلوككم اليوم، والأمس ليس ببعيد عن غدكم. ويا أرباب اليمين والمتمسكون بالنصوص بصرف النظر عن مكنوناتها والجالسون عن يسار المشهد أصحاب المعادلات الحسية الملموسة، إحساسكم باللحظة قد قتل، وأصبحت هذه اللحظة مجردة من وقائعها وتفاعلاتها لا معنى لها، والقتل بحلبة صراع العبيد متواصل ومستمر، والقيصر يعتلي المدرج ويعطي أوامره بمصارعة العبيد، والقاتل لا بد أن يكون مقتولا في الجولة التالية.
نحن هنا بأرض الجليل.. همومكم أيها العرب جزء من وقائعنا وواقعنا، وعيوننا شاخصة نحو عبثيتكم، ونراقب فعلكم وضجيجكم، ونحاول أن نمارس التضامن وإياكم، ونقولها بكل قناعة إن سقطت القدس واستسلمت فمدنكم المسماة بالعربية لن تأمن السقوط.
يا ابناء الجبل الأشم والساحل الساحر والجرد والبقاع والجنوب والشمال والروابي وغابات الارز أعود لأقول لكم هي اللحظة الفارقة، وهي اللحظة الراهنة التي من خلالها نلاحظ أننا نُساق إلى الحلبة، والكل يُباع ويُشترى، والمزاد العلني يتواصل على الرابح والخاسر، وحتى يستوي المشهد، فالقيصر والنبلاء وسادة القوم والعبيد وجموع الرعاع المصفقون ينحشرون معا في تلك الساحة، والكل هنا يمارس دوره بدقة وعناية، والعبيد أيضا لهم الدور الرئيسي بحلبة القتل والقتال. ومعشر العبيد يُراد لهم أن يعايشوا النمطية والروتين، ولهم أدوار مخطط لها ليصبحوا ورقة في أوراق وملفات مطالباتهم حتى تستوي الرذيلة وممارسة كل أشكال فنون العهر والتعهير بحق إنسانيتكم، لتصبح الثورة بلا عنوان وبلا جدوى في ظل استكانة العبيد، وأن يكون الصراخ مجرد ارتدادات الصدى بالأودية السحيقة ولا حياة لمن تنادي.
ايها السادة في حكومة لبنان وعلى رأسكم وزير العمل ودولة الرئيس وكل الحكام والأمراء في بيروت ومن خلالكم إلى كل العرب السجد الركع في بلاط العويل.. المجد للفرعون الذي يحيا في كنفكم، ومن لا يواجهه بوصايا الأنبياء لا يستحق أن يعيش إلا عبدا منفذا لأوامره، وصلواتكم ستصبح مجردة من ابتهالاتها، ومفرغة من تراتيل كلام الرب وحكمة من خلقكم لتثوروا فقولوا (اللا) بوجه من قالوا (النعم)، وارفضوا كل دساتيرهم وقوانينهم، واعملوا لو القليل من خلال قناعاتكم التي لا بد أن تسود في ظل حكم فرعون والفراعنة ومن يتفرعن على حسابكم. مارسوا ضجيجكم وارفضوا كل ما يأتونكم به، واعلموا أن حكمة خلقكم لن تستوي في ظل رضوخكم وهدوئكم وأن تساقون إلى مقصلة الحياة.. تهرولون في الصباح الباكر عابسة وجوهكم كالقطيع لتكونوا مجرد أرقام في أتون مؤامرات سادة وأولي أمركم أو هكذا هم يعتقدون.
يا أبناء الجليل ويا أيها العابرون بين ثنايا الخيوط الدقيقة ما بين الحلال والحرام، إنما الحرام وجودكم في ظل خوفكم وقعودكم منتظرين عطاياهم، الميدان قد لفظكم ورفضكم وكل ساحات الوغى صارت بلا معنى، وصارت بلا أسماء، والقتلى يتساقطون، وأنتم كما أنتم تأكلون وتشربون وتمارسون متعة الشهوة بلا رضى. واعلموا أنكم عطشى وإن شربتم من المياه الراكدة، والبحر كالصحراء لا يروي العطش. مارسوا غضبكم واعلنوا عن نفيركم واعدوا لهم ما استطعتم من الحب والإرادة. وثورتكم اعلنوا عنها بوجه التنين، وللتنين أوجه متعددة، وليس بالضرورة أن يكون ذاته ذاك المتغول ببراري الأرض السمراء بل ربما سيكون من أتباعه ممن هم بالضاد أيضا ناطقون، وأنتم تعلمون وتعرفون وتدركون مرامي الكلام ومغازي المعاني.
ايها السادة في كل مكان في لبنان الذي تسمونه بالعظيم ادركو الخطر المُحدق بكم حينما تلجأون لمثل هكذا مطاردات بحق اللاهثين خلف العودة وادركوا كما ادرك الاستاذ معن بشور ابن لبنان المقاومة والعروبي الأصيل وليكن نداء ه هو نداء كل لبنان وهو الذي غرد وصرخ ( ( ما تقوم به وزارة العمل من إجراءات بحق الفلسطينيين ،عمالا وأرباب عمل، لا تليق فقط بدولة انتماؤها عربي، ورسالتها إنسانية، وسياستها الرسمية تناقض صفقة القرن ..بل هي تسيء إلى سمعة لبنان نفسه ومصالحه القريبة والبعيدة، وتؤدي إلى توترات داخلية يفترض ان لبنان قد خرج منها منذ زمن خصوصا في ظل حوارات ولقاءات متواصلة بين المسؤولين اللبنانيين والفلسطينيين ناهيك عما تخدمه هذه الإجراءات من اهداف مشروع تهجير الفلسطينيين الذي يصب مباشرة في إطار الصفقة المشبوهة... المطلوب من الرؤساء الثلاثة وكل المعنيين بهذا الملف التدخل الفوري لوقف هذه الإجراءات والسعي لتطبيق ما أنجزته لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني وإقرار المراسيم التطبيقية لقوانين أقرها المجلس النيابي والتعامل مع الاخوة الفلسطينيين كضيوف، لا كاجانب، ودعم نضالهم حتى عودتهم التي هي مطلب فلسطيني ولبنان وعربي على حد سواء. ...... و من حقنا أن نتساءل هل إجراءات وزارة العمل ضد الاخوة الفلسطينيين ،عمالا وأرباب عمل،هي عقوبات للشعب الفلسطيني لرفضه صفقة القرن... )