الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاحتلال الصهيوني ... أوهن من بيت العنكبوت

نشر بتاريخ: 09/09/2019 ( آخر تحديث: 09/09/2019 الساعة: 14:59 )

الكاتب: السفير حكمت عجوري

على الرغم من تنازل اصحاب الارض عن 78 في المائه من ارضهم التاريخيه في سنة 1988 باعترافهم بحل الدولتين الا انه ومنذئذ لم يمر يوم دون ان نسمع فيه عن جريمه تقترفها قوات الاحتلال الصهيوني بحقهم سواء اكان ذلك بالاستيلاء على جزء اخر من اراضي الدوله الفلسطينيه او هدم بيت او قتل طفل ناهيك عن العقاب اليومي على الحواجز الذي هو اشبه بعذاب القبر و الخطف اليومي لفلسطينيين من بيوتهم وهم نيام تحت مسمى الاعتقال يضاف الى ذلك جرائم قطعان المستوطنين التي بلغت اقسى درجات البشاعه بحرق البشر والشجر و تمرير القوانين العنصريه الصهيونيه امعانا في امتهان كرامة الفلسطينيين تحت هذا الاحتلال الا اننا في المقابل لم نسمع ازاء كل ذلك سوى كلمات خجوله من الشجب والادانه التي اصبحت تتكرر كاسطوانه مشروخه لا تُطرِب سوى أُذن المحتل والتي يبدو انها دائما جاهزه لا ينقصها سوى كبسة زر.
حتى الاستباحه الاخيره للحرم الابراهيمي في الخليل من قبل زعماء الكيان الصهيوني ريفلين والنتن لم تواجه سوى بنفس الاسطوانه وذلك مقارنة مع ردة الفعل لاستباحة شارون للاقصى في سنة 2000 التي هزت الارض تحت اقدام هذا الاحتلال بالرغم من نتائجها السلبيه فلسطينيا الا انها لم تخل من ايجابية انها بعثت الحياه في المارد الفلسطيني الذي يبدو انه أُعيد للقمقم.
هذه ليست دعوه لاراقة المزيد من الدماء وانما هي دعوه لاعادة اشعال شموع انطفأت في طريق التحرر من بطش هذا الاحتلال وها هو قد اصبح هذا الطريق معتما ولا نرى ولا نسمع فيه فيه سوى لمعة سكين او طلق ناري موسمي سرعان ما تتلاشى دون ان تحدث اي اثر في جسد الاحتلال الذي سرعان ما يتعافى ويعود اكثر تغولا ووحشية وهدما للبيوت علما بان كل الوقائع اثبتت ان هذا الاحتلال أوهن من بيت العنكبوت ولنا فيما قاله وفعله حسن نصر الله اسوة حسنه سواء اختلف البعض منا معه ام اتفق.
قبل معركة الكرامه في مارس 68 ببضعة ايام عقد موشيه ديان حينها كان وزيرا للحرب مؤتمرا صحافيا اعلن فيه ان المقاومه الفلسطينيه مثل البيضه في يده يستطيع ان يكسرها في اي وقت ولكنه سرعان ما تراجع بعد هزيمته في المعركه ليعترف ويقول ان الحمار هو من لا يتراجع عن رايه.
مع اننا لو قارنا بين الوضع الفلسطيني ايام معركة الكرامه وبينه الان لوجدنا اننا في وضع افضل واقوى مائة مرة دوليا ومؤسساتيا وحجة وقدره على الابداع بما يكفي لنجبر النتن ياهو على التراجع وعلى الاعتراف ايضا بانه الحمار بعينه في كل ما يفعله من اجل بقائه في الحكم الذي دخل به موسوعة غينيس الصهييونيه علما بان الفارق بينه وبين من سبقوه انهم كانو يوظفون كل امكانياتهم لخدمة كيانهم الصهيوني بينما هو يوظف كل امكانيات هذا الكيان لخدمة بقاءه في الحكم.
ما سبق يدل وبدون الحاجه للخوض في التفاصيل التي اصبحت معروفه في ان هناك ارتباط مصلحي بين بعض اصحاب القرار والنفوذ بين ظهرانينا وبين بقاء الاحتلال جاثما على صدر الشعب الفسطيني وعلى راس كل ذلك هو هذا الانقسام المعيب الذي بسببه تمكنت حماس من تحقيق حلمها المستحيل في تثبيت اركان حكم لحزب الاخوان بعد ان كاد يندثر في الوقت الذي يوظف فيه الاحتلال هذا الانقسام من اجل تدمير المشروع الوطني الفلسطيني باقامة الدوله المستقله ذات السياده وعاصمتها القدس بعد ان ثبت وبدون ادنى شك ان الانقسام هو اكبر معاول هدم لهذا المشروع وهذه الدوله وان التاريخ سيحاسب كل من يعمل على استمرار هذا الانقسام وستلعنه الاجيال الفلسطينيه القادمه.
من المعروف ان سر قوة اسرائيل وجبروتها وغطرستها وردعها لكل دول المنطقه هو امتلاكها للسلاح النووي فها هي تستبيح سيادة هذه الدول جهارا نهارا دونما اي رادع لا دولي ولا اخلاقي علما بان هذا السلاح المؤسس لهذه الغطرسه وهذا الجبروت نراه يتحول الى وهم وان قنبلة اسرائيل النوويه تحولت الى قنبله من ورق امام حجر بيد طفل فلسطيني ولن اقول سكين بيد طفل عزوني ولا صرخه تهديد نصراويه لشعب الاحتلال والوقوف على رجل ونصف وهذا ما كان على مدار بضعة ايام .
ما سبق يؤكد على ان الفلسطينيين وبالرغم من جبروت المحتل وتطويعه لكل ما هو ممكن اقليميا ودوليا من اجل القضاء عليهم ما زالو الطرف الاقوى في معادلة الصراع القائم منذ اكثر من مائة سنه تاريخا واخلاقا وابداعا وكرامة وحق بدليل هذا الصمود وهذا التفوق العددي الفلسطيني على ارض الاجداد هذا العدد يشكل كلمة السر في معادلة الصراع على ارض فلسطين التاريخيه والمؤشر نحو الانتصار الحتمي الذي اصبح تعجيله قرارا فلسطينيا لا ينقصه سوى توقيع الاراده الفلسطينيه فقط.
من هنا يتضح سبب ادخال سلاح صهيو اميركي جديد الى حلبة الصراع الاسرائيلي الفلسطيني الا وهو سلاح الهجره والتهجير الذي بدأ يظهر جليا في مخيمات اللجوء في لبنان والذي يترافق مع تمويت اميركي بطيء لوكالة غوث اللاجئين الانروا الشاهد الدولي الحي على مؤامرة قيام الكيان الصهيوني وتداعياتها على الارض الفلسطينيه واصحابها ومع ذلك اقول جازما بان سحر سلاح التهجير هذا سرعان ما سينقلب على الساحر طال الزمان ام قصر حيث ومن خلال التجربه اقول ان فلسطينيو الاغتراب كانوا وما زالوا وسيبقو ذخر استراتيجي لهذا الصراع الذي يبدو انه سيطول.
الفلسطيني في اغترابه لا يخسر سوى ظلم ذوي القربى وسيكون هناك في الغربه اقرب لوطنه قولا وفعلا لان هذا الوطن يسكن في كل فلسطيني اينما حل او ارتحل سواء اكان ذلك في كندا او في اسبانيا او حتى في بلاد الثلج الاسكندنافيه.