السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

اين نحن من الاغوار؟!

نشر بتاريخ: 13/09/2019 ( آخر تحديث: 13/09/2019 الساعة: 12:53 )

الكاتب: ماجد سعيد

على الرغم من معرفة الجميع ان تعهدات نتنياهو بتوقيتها بضم الاغوار والبحر الميت الى إسرائيل في حال فاز بالانتخابات الإسرائيلية هي وعود انتخابية، الا ان اليقين بتنفيذ ذلك فعليا بات قريبا خاصة وان وقت ما ظلت إسرائيل تخطط له وتعمل على إنجازه اصبح في متناول اليد في ظل الظرف الدولي الحالي.
نتنياهو الذي يستجدي أصوات المستوطنين وهو يتنقل بين المستوطنات من "الكانا" المقامة على أراضي سلفيت شمال الضفة الى البورة الاستيطانية في البلدة القديمة من الخليل جنوبا مرورا بالاغوار شرقا، تمثل هذه الانتخابات بالنسبة له مسألة حياة او موت، فهو ان فاز بها نجا من السجن المحقق، وان خسر فانه سيغرق نتيجة فساده، وهو اختار الخطوة الاسهل في عملية ضم مستوطنات الضفة الغربية باعتبار ان السيطرة الإسرائيلية على الاغوار قائمة بشكل او بآخر حيث تسيطر إسرائيل على ما نسبته 88٪ من أراضيه.
ليس نتنياهو وحده، او كشخص لديه نزعات يمينية متطرفة، يرغب في ضم الاغوار الفلسطينية، فسياسة إسرائيل باختلاف من حكمها من أحزاب عملت منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967 على ترسيخ وجودها هناك، فعدا عن الاستيطان والمواقع العسكرية التي اقامتها وهي تزيد على 90 موقعا واكثر من ثلاثين مستوطنة عملت على محاصرة أصحاب الأرض واجبرتهم على البقاء في تجمعات سكانية لا يسمح لهم بالتمدد او البناء ومنعت عنهم عناصر الحياة خاصة المياه التي وضعت إسرائيل يدها عليها في هذه المنطقة التي تحوي اكبر الاحواض المائية في الضفة، ما دفع الاف الفلسطينيين الى الهجرة سواء الى الخارج او الى مدن وبلدات الضفة، ليتراجع عدد السكان الى 75 الفا بعد ان كانوا حتى احتلال الضفة عام 1967 اكثر من 360 الف فلسطيني.
نتنياهو تحدث هذه المرة عن خطط ونوايا حكومته لانه يعيش سباقا انتخابيا، لكننا اعتدنا على إسرائيل ان تفعل ما تريد مباشرة وتفرض وقائع على الأرض وتحميها بقوة الاحتلال والنار، اما نحن فاننا نكتفي بعبارات الشجب والاستنكار واكثر من ذلك التحذير من اشتعال المنطقة اذا ما أقدمت إسرائيل على فعل ما.
زرت الاغوار مرارا في اطار العمل او زيارات خاصة وتنقلت في العديد من مواقعه والتقيت الكثير من المواطنين هناك فلم اسمع منهم عن مشاريع او دعم لهؤلاء الصامدين من المؤسسة الرسمية الا ما ندر وفي حدود ضيقة، فيما الغالبية العظمى منهم فانهم ما زالوا يعيشون منذ سنوات على وعود بتعويضهم عما اصابهم من خراب وتدمير لمزارعهم وتجريف الاحتلال لأراضيهم.
لماذا لم نقم نحن بخلق واقع على الأرض رغما عن الاحتلال وحميناه رسميا وشعبيا؟ لماذا تركنا الاهالي في العديد من التجمعات البدوية يواجهون وحدهم آلة الحرب وسياسات إسرائيل التوسعية؟ لماذا لم نكن معهم في كل مكان مثلما كنا مع الخان الأحمر؟
هذا يظهر عدم وجود أي استراتيجية لدينا في الحفاظ على الاغوار او أي جزء من الضفة الغربية، فاستراتيجيتنا الوحيدة قائمة على ردود الفعل، وسعي العديد من المسؤولين الى الحفاظ على المكتسبات الشخصية، اما عدا ذلك فيبقى اجتهاد شخصي للمواطن وعليه هو ان يتحمل التبعات.