الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الإحتلال يعشق الضم

نشر بتاريخ: 18/09/2019 ( آخر تحديث: 18/09/2019 الساعة: 12:20 )

الكاتب: رامي مهداوي

يحاول نتنياهو لاستمالة أصوات اليمين لصالح حزب الليكود لحسم الانتخابات من خلال شعار "ضم الضفة والأغوار"، لكنه لم يحدد ما هي الخطوات التي يعتزم اتخاذها في حال فوزه في الانتخابات ومضيه قدما في تنفيذ خطوات السيادة التي وعد بها في الضفة الغربية بداية في غور الأردن وبعد ذلك في المستوطنات بدعم الولايات المتحدة. هل سيعلن ببساطة يوما ما أن إسرائيل سوف تطبق سيادتها على هذه المنطقة أو تلك؟ هل سيقوم أولا بطرح الخطوة للتصويت عليها في مجلس الوزراء، أم سينقل المسألة إلى للكنيست؟
وحتى أدخل في الموضوع مباشرة؛ ان مفهوم الضم الذي أعلنه نتياهو هو بالأساس نهج الإحتلال منذ نشأته، فمنذ نشأة الإستعمار عام 1948 نجد بأن قادتها أعطوا أنفسهم دوماً حق التدخل من طرف واحد في شؤون الغير_العرب وغير العرب_ هذا يثبت بوضوح بأن ال "غوييم" أي غير اليهود يستحقون كل ما يصيبهم، وبعد قرون من اللاسامية جاء دور اليهود لاضطهاد الآخرين.
أستغرب من الأصوات التي تقول بأن أخطاء نتنياهو وكأنها مؤشرات الى أن إسرائيل ضلت طريقها او أنها كانت سابقاً تسير على الطريق الصحيح!! لكن لا بد أن كل مطلع على تاريخ مؤسسي الكيان الإحتلالي _بن جوريون، جولدا مئير، مناحيم بيجن، اسحق رابين، شمعون بيريز_ يعرف أنهم أبدوا رغبتهم في الهيمنة والضم ليس فقط على فلسطين بأكملها وإنما الشرق الأوسط، لأنهم يعتبرون بأن مشكلة إسرائيل المؤجلة دوماً هي مكانها ووضعها الفعلي في قلب العالم العربي.
أستغرب أيضاً من القيادة الفلسطينية التي اكتفت كما في العادة فقط بتصريحات استنكارية هنا وهناك، دون اي رد فعل مدروس خطوة بخطوة، والمضحك المبكي بأن بعض من رجال السياسية اعتبر ذاته بأنه في دولة كاملة السيادة وبدأ يطلق التصريحات الفارغة ولا يعلم بأننا مضمومين بطبيعة الحال كوننا تحت إحتلال يصول ويجول يومياً في منتصف المدن الفلسطينية التي تُعَرف بأنها مناطق "أ" وتخضع للسيادة الفلسطينية الكاملة، ولا يعلم بأن كافة الطرق بين المدن الفلسطينية يستطيع شرطي مرور إسرائيلي أن يوقف حركتها!!
وجهة نظري بأن المجتمع الإسرائيلي يقف على شفا كارثة اليوم، ولا ينعم بقيادة تمتاز برؤية وشجاعة أخلاقية، فعليهم أن يحددوا ما تعنيه الهوية اليهودية وما يعنيه مفهوم الضم لهم وهو قائم كما ذكرت بطبيعة الحال، والأخطر أيضاً بأن المجتمع الإسرائيلي أصبح يقاد من المستوطنين بالتالي يزداد المجتمع الإسرائيلي يمينيةً وتطرفًا، مع تغلغل المستوطنين في مراكز صنع القرار في مختلف الهيئات والسلطات، لهذا كله أقول سواء بوجود نتنياهو أو عدم وجوده علينا أن نستيقظ من النوم ونشاهد الحقيقة بوضوح بأننا مازلنا تحت الإحتلال والإحتلال يعشق الضم.