الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

"أصوات من طوباس" لـ"الإعلام": نساء طوباس يحلمن بمدينة صناعية

نشر بتاريخ: 30/10/2019 ( آخر تحديث: 30/10/2019 الساعة: 15:24 )
"أصوات من طوباس" لـ"الإعلام": نساء طوباس يحلمن بمدينة صناعية
طوباس- معا - خصصت وزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية، الحلقة (123) ضمن سلسلة (أصوات من طوباس) لأحلام النساء بإطلاق أول مدينة صناعية، ولزوايا المعرض التراثي، الذي نظمته جمعية طوباس الخيرية ووزارة الثقافة.
وتنافست مطرزات اتشحت بألوان العلم، وأدوات تراثية، ومأكولات شعبية على شغل حيز من قاعة البلدية، فيما شرح القائمون على المعرض سيرة المقتنيات واستعمالاتها.
وعرضت جمعية طوباس الخيرية مقاعد خشبية، زينتها قطع مطرزات، وجاورتها أحذية بتصاميم مماثلة، وحليّ، ومنحوتات خشبية، ونحاسيات، وقشيّات.
ولم تخف الناشطة في "طوباس الخيرية" والمحامية آلاء صبح أحلامها بتدشين مدينة صناعية للنساء.
وقالت: المسألة ليست تمييزًا، ولكن نتحدث عن "حلم مشروع"، فنحن اليوم نصنع من خامات عديدة، وعقدنا دورات لصناعة الحليّ، والحفر على الخشب، وصنعنا تحفًا نحاسية وفضية، وقطعنا شوطًا كبيرًا في القماش واستخداماته.
إبداعات
وراهنت صبح على إبداعات المنتسبات للجمعية، اللواتي قدمن نماذج عصرية في معرض التراث، وفي مناسبات ومواسم عديدة.
وبينّت رئيسة الجمعية مها دراغمة، تفاصيل صناعة مقاعد خشبية ثقيلة، جرى إدماجها بلمسات تراثية، واصطبغت بخيوط نسيج زاهية.
وأكدت أن المقاعد أنجزت منذ 3 سنوات، وبيعت منها عدة قطع، وجرت الاستعانة في السابق بنجارين، لكن الخطة القادمة تمكين النساء على تنفيذ أعمال الخشب بأنفسهن.
ووفق دراغمة، فإن إنتاج أحذية مزركشة بتصاميم تراثية ليست جديدة، لكن النية تسير نحو تدريب نساء على إنتاجها بكل مراحلها، دون الاعتماد على معامل صناعة الأحذية.
وتملك "طوباس الخيرية" مركزًا للتدريب المهني يدمج بين تعليم النساء المهارات اليدوية وإنتاج أفكار جديدة ومنافسة.
ومضت رئيسة الجمعية: احتاجت مقاعد الخشب إلى جهد مضنِ، ودخلت في مراحل عديدة، وتطلبت الصبر، وها هي اليوم تعرض بملاحق وإضاءة وديكورات تجمع بين التراث واحتياجات العصر.
وتعمل دراغمة وزميلاتها في الهيئة الإدارية للجمعية في إكمال جهود وإكمال بدأتها أول هيئة إدارية رأستها صديقة عبد الرحمن، ورضية عبد الرازق، ونوال العمري، وسعدة المبسلط، ورحاب خضيري، وإقبال المبسلط، وسعاد القني، وتابعتها الراحلة رابعة أبو يونس الزعبي، بعد النكسة بوقت قصير.
نجاح
ومما لا يسقط من ذاكرتها، كيف انتقلت الجمعية من روضة ببيت خشبي، وغرفة واحدة وحمام صغير، كانت القوارض تسكن سقفها، إلى بناء واسع، وصارت تنفذ أنشطة اجتماعية وثقافية، وتسعى إلى تمكين النساء بمهارات عديدة.
وقالت دراغمة: نأمل في إنجاز شيء لافت، وتأسيس مدينة صناعية نسائية، ستكون متاحة أيضًا للشراكة مع الرجال.
وحرصت ناشطات "طوباس الخيرية" على أخذ قسط من الراحة، بعد نهار حفل بالتقاط الزوار لصور على المقاعد الخشبية، التي طورتها النساء، وتلقين عروضًا لبيعها.
وواصلت دراغمة: التحدي الكبير ضعف القوة الشرائية، والوقت الطويل لإنتاج التصاميم الجديدة، ومع ذلك نقدم اليوم ضيافة تراثية فلدينا المفتول، وحلوة المفروكة المصنوعة من الخبز والزيت والسكر، وسليقة القمح المزينة بالحمص والفول، والتي كانت مرتبطة بظهور أسنان الأطفال.
مواكبة
وقالت الناشطة في الجمعية، إيمان مبسلط إن التوجه نحو الأفكار الجديدة لا يعني إسقاط التراث، فنحن اليوم أعدنا التذكير بالسليقة، وهي عادة اعتاد الأهالي على تقديمها للجيران ابتهاجًا بأطفالهم، والاستعانة بقدر نحاسي "عمومي"، فيما يُعاد الطبق المزين ببعض الحلوى بهدية للطفل.
وذكرت عضو الهيئة الإدارية للجمعية، شروق عبد الرازق أن الحداثة لا تعني التخلي عن التراث، بل إدماجه في كل شيء، وعلينا التفكير في مدينتا الصناعية بتقليل استعمال البلاستيك، والعودة إلى إرث الأجداد من الفخار والنحاس والقش.
وكان محافظ طوباس اللواء يونس العاصي، ورئيس بلديتها خالد عبد الرازق، ومدير وزارة الثقافة السلام عابد، ورئيسة الجمعة الخيرية مها دراغمة، وممثلو المؤسسات افتتحوا أمس معرض التراث، الذي قال عنه عابد أن يؤكد على الهوية الأصيلة، ويشيد بجهود النساء وإبداعاتهن.
يشار إلى أن برنامج "أصوات من طوباس" أطلقته وزارة الإعلام عام 2013، ورصدت خلاله عشرات القصص الإنسانية، وتتبعت الإبداعات المجتمعية، وواكبت فعاليات شهدتها المحافظة وأغوارها، ورصدت التنوع الحيوي فيها، ونقلت عدوان الاحتلال، الذي يطال أهلها.