في مقالته على وكالة معا ، يرى القيادي نبيل عمرو أن الهدف من وراء بث حلقات الأمير بندر بن سلطان وكشفه لمواقف عديدة وخطيرة بينه وبين القيادات الفلسطينية ، قد يكون التمهيد لتطبيع سعودي إسرائيلي قادم .
أما الوزير والمفاوض السابق حسن عصفور فيرى في مقالته الأخيرة أن الهدف من وراء تصريحات الأمير بندر قد يكون بداية العمل لتغيير القيادة الفلسطينية .
وقد يكون كلاهما على حق ، ولا تعارض بين الأمرين . ولكن ما لفت انتباهي وأنا أشاهد مقابلات الأمير بندر أمور أخرى تستحق الوقوف عندها :
- لقد اعتمدت المملكة السعودية طوال تاريخها أسلوب صنعة الصمت . ولم تعمد إلى غير ذلك أبدا . وهذه أول مرة تستخدم المملكة أسلوب البوح والمكاشفة . وهذا سيفتح بابا جديدا غير مسبوق . لان للمملكة أرشيف طويل ومليء بجميع أنواع الأسرار في جميع المراحل وفي شتى المناطق وخصوصا لبنان وسوريا وحتى مع قطر وباقي قارات العالم .
- كانت السعودية شريكا أساسيا مع قيادة منظمة التحرير في كل المراحل . وبالذات مع الرئيس أبو عمار ومع الرئيس أبو مازن . وبالتالي فإن الموقف الجديد له تبعاته واتجاهاته المختلفة عن الماضي . وهذا يعني أن الأمر قد بدأ للتو ، ولم ينته عند عدة مقابلات .
- معلومات تؤكد أن الرئيس أبو مازن منع الإعلام الرسمي وشبه الرسمي والإعلام الفتحاوي وإعلام منظمة التحرير من الرد على مقابلات الأمير بندر . ولكنه لا يستطيع منع التفاعل معها أو الرد عليها من فصائل وقوى أخرى على الساحتين العربية والدولية .
- قال بندر إن القضية الفلسطينية قضية عادلة ولكن محاموها فاشلون . وقال إن إسرائيل قضية غير عادلة ولكن محاموها ناجحون . ما يعتبر من أقوى العبارات قسوة على القيادات الفلسطينية . كما وصف قيادة حماس بأشد من هذا حين قال ( إن في نفوسهم مرض . وواصل يجلد قيادة منظمة التحرير أنها دائما تراهن على الحصان الخاسر .
- من أقواله أيضا أن المفاوضات التي رعاها ملك السعودية بين فتح وحماس ( اتفاق مكة ) كانت تدور بين الطابق 12 والطابق 14 في نفس البناية . وان الوفدين اقسما تحت ستار الكعبة وخانا العهد . ثم أردف يقول ( دائما تأتي القيادة الفلسطينية إلينا وتطلب النصيحة والمساعدة . فنعطيها النصيحة ونعطيها المساعدة ، ولكنهم يأخذون المساعدة ويعملون بعكس النصيحة ) .
- وإذا كان تقدير نبيل عمرو صحيحا وان المملكة السعودية ذاهبة للتطبيع مع إسرائيل . وإذا كان تقدير حسن عصفور صحيحا وان المملكة بدأت تعمل لتغيير القيادة الفلسطينية . فان القيادات الفلسطينية باتت لا محالة أمام مرحلة جديدة تتطلب منها مواقف واضحة . فلا يمكن لأية قيادة في التاريخ أن تكسب كل الأطراف في كل الأوقات .
والانتظار جيد . ولكن ليس إلى الأبد .