الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

32 منحة صغيرة من خلال مشروع "يلا نشوف فيلم!"

نشر بتاريخ: 03/12/2019 ( آخر تحديث: 03/12/2019 الساعة: 19:56 )
32 منحة صغيرة من خلال مشروع "يلا نشوف فيلم!"
رام الله - معا - أنهت مؤسسة "شاشات سينما المرأة" وبالشراكة مع "جمعية الخريجات الجامعيات" و"جمعية عباد الشمس لحماية الانسان والبيئة"، اللقاء النصفي لاثنان وثلاثون مؤسسة أهلية وقاعدية وجامعة حاصلة على منحة صغيرة ضمن الدورة الثانية للمنح الصغيرة في مشروع ثقافي مجتمعي يمتد على ثلاث سنوات يحمل عنوان "يلّا نشوف فيلم!"، الحاصل على تمويل رئيسي من الاتحاد الأوروبي ضمن برنامج "تعزيز المواطنة والحوكمة في فلسطين" وتمويل مساعد من مؤسسةCFD السويسرية والصندوق العالمي للمرأة.

ركز الاجتماع على تبادل التجارب بين المؤسسات ومناقشة سير العمل في أول عشرة عروض ونقاشات والتي كان محورها الأفلام العشرة من مجموعة "أنا فلسطينية!"، التي تبحث في البعد الذاتي للانتماء والهوية وما الذي يمنح هذه الكلمات بعداً شخصياً لهن في العلاقة مع أشخاص، أشياء، مشاعر، أماكن، حكايات وعلاقات.

توجهت بعض المؤسسات إلى مديرية التربية والتعليم في منطقتهم من أجل إتاحة هذه العروض والنقاشات لفئة شبابية مراهقة نظراً لأهمية الوصول إلى هذه الفئة والتي هي في مرحلة تكوين آرائها. وواجهت هذه المؤسسات مشكلة ضعف قدرة الطلبة على التعبير عن أنفسهم نظراً لنظام التلقين السائد في المدارس الذي لا يمنح الطلبة فرصة النقاش التي تتيح لهم تجربة التعبير عن أفكارهم ونقاشها مع الآخرين، ولهذا اكتسبت هذه العروض والنقاشات أهمية كبرى بالرغم من الصعوبات والإجراءات المعقدة التي واجهتها المؤسسات في أخذ الموافقة على الدخول إلى المدارس، ولكن حماس الطلبة، ذكوراً واناثاً، المشاركة في النشاطات وطرح انطباعاتهم عن مواضيع الأفلام وعلاقتها مع ما يدور من حولهم كان جدير بالجهد. وكان تفاعل الطلبة مع فيلم "صبايا كليمنجارو" كبيراَ لما طرحه عن رحلة فتيات ثلاثة تحدين التقاليد والسياسة لتحقيق حلمهن في السفر إلى تنزانيا وتسلق قمة كليمنجارو والذي أثار دهشتهم واهتمامهم لرسالته الحيوية والإيجابية حول القدرة على الفعل إذا ما كانت هناك إرادة.

وركزت مؤسسات أخرى على فئات مستهدفة أخرى، إذ شارك في العروض والنقاشات مشاهدين من مناطق مختلفة من الضفة الغربية، القدس وضواحيها ومن قطاع غزة، كما فئات اجتماعية مختلفة من نساء ورجال من خلفيات عمرية واجتماعية مختلفة، وطلبة مدارس وجامعات من كلا الجنسين، ومخاتير وقيادات محلية.

والجدير بالذكر هنا ردود فعل النساء في القرى لفيلم "أرض ميتة" والذي أثار مشاعر الحزن والأسى إلى درجة البكاء عند بعض النساء من الحضور اللواتي عايشن نفس المشكلة من فقدان أرضهن خلف الجدار وبهذا فقدان مصدر رزقهن. كما تكلم الحضور في عروض مؤسسات الأغوار عن تعبير المخرجة في فيلم "الراعية" عن الحرمان من الماء والمصادرة لأراضيهم وتهجيرهم القسري.

وتأثرت الكثير من النساء في غزة، خاصة في المخيمات في فيلم "الغول" الذي عبر بعمق عمّا يبوح في صدورهن من خوف على أولادهن في الحروب التي شنت على غزة واليأس الذي يشعرن به من احتمال تكرار تجربة الحرب مراراً في حياتهن.

أما فيلم "خيوط من حرير" فكان له صدى بين النساء الريفيات والنساء في المخيمات لما حمله من تعزيز لأهمية حفظ الثوب الفلسطيني اللواتي الكثير منهن يطرزنه ويعايشون معانيه خاصة اللاجئات لما يحمله من استمرارية لذكرياتهن وتاريخهن.

وتفاعل الشباب من الجنسين مع فيلم "كوفية" كان حاد لموضوعه عن تبعات استمرار الانقسام الفلسطيني على الأسر وأثر تشتت الانتماءات على الهوية الجمعية الفلسطينية، فقد مس مشاعر الحضور لما يعيشنه يومياً من تشرذم جغرافي بين القدس والضفة الغربية وقطاع غزة. وأضافت بعض ردود الفعل في الضفة أن الفيلم أتاح الفرصة للتعرف على أثار غزة التاريخية والتي كانت مجهولة لهم. أما فيلم "سرد" فقد طرح ببعد شخصي حصار غزة ومأساة الوضع السريالي لمحاولات الخروج من هذا الحصار مما أثار نقاش حول رفض الحضور لأسباب هذا الوضع إلى الآن.

وتفاوتت ردود فعل المشاهدين بشكل كبير بين الضفة الغربية وقطاع غزة لفيلم "يوماً ما"، حيث أشاد به المشاهدين في الضفة لدحضه الصورة النمطية عن غزة كمكان ألم وفقر وحرب وقمع للنساء، حيث رحبن بفرصة التعرف على الصديقات الشابات الأربعة في يوم من حياتهن العادية في مكان العمل والتسوق وحضور عرس زميلة لهن، أما في غزة فاعترض بعض الحضور على أن حياة هؤلاء الشابات لا تعبر عن حياة الغالبية من الشابات وأنهن يعشن حياة "مرهفة" وحرة لا تعبر عن المجتمع الغزي.

وأثار فيلم "يا ريتني مش فلسطينية" ردود فعل قوية تمثلت في البداية برفض العنوان بقوة من بعض الحضور ولكن بعد المشاهدة والنقاش كان هناك قبول لما طرحته المخرجة حول صعوبة الانتماء في ظل التقاليد والاحتلال ولكن بالرغم من هذا تمسكها في النهائية لهويتها وتصديها لأحد المستوطنين في الخليل.

أما فيلم "ورق دوالي" فكان له حظ وفير في التعريف في وضع القدس قبل الاحتلال في 1967 من خلال قصة الجدة السورية للمخرجة وكيف كانت القدس جزءا عضوياً طبيعياً من العالم العربي حيث كانت سيارات الأجرة تنادي "القدس، القدس" وكانت تفاجا بأهلها على باب بيتها، مقارنة مع وضع القدس الآن.

عروض ونقاشات هذه الأفلام عززت اللحمة الاجتماعية والإنسانية بين الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، حيث عبر المشاهدين عن التعرف عن كثب من خلال أفلام شخصية عن التفاوت في الوضع العام فالضفة الغربية تعاني من الاستيطان والاحتلال، أما القدس فتعاني العزل والتهويد، وقطاع غزة يعايش الحصار والحروب، ولكن الانتماء والهوية الجمعية الفلسطينية تجمعهم بالرغم من محاولات طمسها، كما أن المخرجات الشابات طرحن نماذج عمرية واجتماعية مختلفة للنساء في أفلامهن مما أضاف عمق لحيوات المرأة الفلسطينية. كما عززت العروض والنقاشات التماسك الاجتماعي والحوار بين أهالي المنطقة حول علاقة هذه الأفلام ومواضيعها بوضعهم المعاش، كما بدورهم في تغيير هذا الوضع.

المؤسسات والجامعات الاثنان والثلاثون التي حصلت على المنحة الصغيرة في هذه الدورة الثانية من المنح الصغيرة والتي يبلغ عددها على مدة المشروع ستين منحة تم إتاحة تسعة وأربعون للآن، مقسمة كالتالي 20 في قطاع غزة، 21 في الضفة الغربية، و8 مؤسسات في القدس وضواحيها.

وفي هذه الدورة حصلت إحدى عشر مؤسسة في غزة، وخمسة مؤسسات في القدس وضواحيها، وستة عشر مؤسسة في الضفة الغربية، وهي مدرسة الأمهات في نابلس، جمعية الزبابدة الخيرية في محافظة جنين، جامعة القدس المفتوحة، جمعية تنمية المرأة الريفية، جمعية النجدة الاجتماعية لتنمية المرأة في طولكرم، ومركز العودة لتأهيل الطفولة والشباب في مخيم طولكرم، جمعية تراثنا الأصيل للمرأة في بيت جالا، جمعية الجليل للرعاية والتأهيل المجتمعي الخيرية في جنين، الجمعية الخيرية لرعاية وتمكين الشباب في جنين ، الجامعة العربية الامريكية، مجموعة power / مسرح عناد في بيت جالا، جمعية نادي الطفل الفلسطيني في كفر نعمة، جمعية سيدات أريحا ، نادي زبيدات الرياضي في الأغوار، ملتقى سواعد شباب الغد في دورا الخليل، أحلام الشباب والطفولة الخيرية للثقافة والفنون في الخليل.

أما في القدس فهي مركز المنتدى الثقافي في بيت عنان، مركز عناتا الثقافي، برج اللقلق المجتمعي، وجمعية نهضة أبو ديس الخيرية.
وفي قطاع غزة جمعية أجيال للإبداع والتطوير، وجمعية بسمة للثقافة والفنون، ومركز البرامج النسائية /الشاطئ، وجمعية ضياء الغد، ومركز د. حيدر عبد الشافي للثقافة والتنمية، وجمعية الشبان المسيحية، وجمعية مركز سرب للثقافة والفنون المجتمعية، وجمعية الفجر الشبابي وجمعية العنقاء للتنمية المجتمعية، وجمعية الملتقى التربوي، وجمعية مجددون التنموية الخيرية لدعم الشباب.

"يلّا نشوف فيلم!" بتعبيره عن المودة والديناميكية والمشاركة يشمل إنتاج أفلام، وإعطاء منح صغيرة لعروض سينمائية ثم مناقشتها لمجموعات مجتمعية مختلفة من المشاركين، بالإضافة إلى عروض ونقاشات سينمائية أخرى مفتوحة، وبرامج تلفزيونية، وحملات إعلامية. يستهدف المشروع جمهور واسع وفئات مجتمعية مختلفة من خلال مؤسسات ثقافية و/أو مجتمعية، و/أو قاعدية، و/أو جامعات، في الضفة العربية وقطاع غزة والقدس وضواحيها، ويسعى "يلاّ نشوف فيلم!" من خلال هذه الأنشطة الثقافية السينمائية إلى تطوير قدرة الفئات المجتمعية المختلفة على النقاش والتفاعل المتبادل، وذلك بهدف تعزيز حرية التعبير والتسامح والسلم والمسؤولية المجتمعية وتماسك النسيج الاجتماعي، وبشكل يجعل تلك الفئات قادرة على المساهمة الفعالة في بناء مجتمع ديمقراطي يحترم التنوع وحقوق الإنسان، ويشارك بفاعلية في تحديد أولويات التنمية.

"جمعية الخريجات الجامعيات" جمعية غير ربحية مستقلة وغير حكومية، تأسست في غزة عام 1974، تهدف إلى تمكين الخريجات الجامعيات من خلال برامج بناء القدرات وتنمية المهارات والتثقيف ورفع الوعي وتوفير فرص العمل لهن، والمناصرة لحقوقهن عبر التعاون والتنسيق مع المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية، وتتبنى الجمعية النهج المبني على الحقوق لتحقيق رؤيتها.

مؤسسة "عباد الشمس لحماية الانسان والبيئة" تأسست عام 2009، وتهدف إلى تعزيز وتطوير السلوك البيئي الإيجابي، وتستهدف النساء والشباب والأطفال لتعزيز دورهم وتنمية قدراتهم، كما تعنى بتدريب معلمي الصحة البيئية وأهالي الطلبة من أجل تغيير المسلكيات البيئية السلبية لتحقيق مساهمات على المستوى الفلسطيني بالتعاون والتنسيق مع المنظمات المحلية العربية والدولية.

وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة "شاشات سينما المرأة" مؤسسة أهلية فلسطينية غير حكومية وغير ربحية، تركز في عملها منذ تأسيسها عام 2005 على تنمية وتطوير قدرات القطاع السينمائي الفلسطيني النسوي الشاب، انطلاقاً من مركزية مشاركة المرأة في إنتاج ثقافة فلسطينية مبدعة ومعاصرة تضع مفاهيم من خلال منظور النوع الاجتماعي في عين الاعتبار لأهميتها في التنمية المستدامة. وتركز شاشات في كامل نشاطاتها على البعد المجتمعي والتنموي في عملها الثقافي.