السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

جمعية نهضة أبو ديس الخيرية تعرض 5 أفلام من مجموعة "أنا فلسطينية"

نشر بتاريخ: 04/12/2019 ( آخر تحديث: 04/12/2019 الساعة: 23:49 )
القدس- معا -عرضت "جمعية أبو ديس الخيرية" 5 أفلاما من مجموعة "أنا فلسطينية"، من إخراج شابات فلسطينيات، وتناولت الأفلام قضايا تتعلق بواقع المرأة الفلسطينية وهويتها، وتأثير السياسة الإسرائيلية في التضييق على حرية المرأة ومحاربة سبل العيش لديها مما يخلق أعباء ثقيلة عليها في تدبر حياتها وحياة أسرتها.

وتطرقت الأفلام إلى حياة النساء في ظل القيود التي تفرضها العادات والتقاليد السلبية على حياة المرأة وآلية تأقلمها، وتأتي هذه العروض ضمن مشروع "يال نشوف فيلم!" وهو مشروع شراكة مجتمعية تنفذه مؤسسة شاشات سينما المرأة وجمعية "الخريجات الجامعيات" وجمعية "عباد الشمس" لحماية الإنسان والبيئة بدعم رئيسي من الاتحاد الأوروبي، وبدعم مساند من مؤسسة CFD السويسرية وصندوق المرأة العالمي.

واكد المحامي بسام بحر ممثلا عن جمعية النهضة على أهمية نشر هذه الأفلام حيث كان لها الأثر الكبير في نفوس الفئات التي تم استهدافها، وأكد على أهمية استمرار هذه المشاريع وان يتم نشر هذه الأفلام على نطاق واسع وان يكون هناك استمرارية بضرورة عرضها.

وقد حضر العروض مجموعات نسائية وشبابية، و ركزت على قضايا مجتمعية وقضايا تتعلق بمعاناتنا من الاحتلال الإسرائيلي ، كما الانقسام الفلسطيني والعادات والتقاليد وغيرها من المواضيع التي تركزت على قضايا اجتماعية والتي عبر عنها الحضور بأن هذه الأفلام تلامس واقع حياتهم.
وتم عرض فيلم "خيوط من حرير" والذي يوثق الحكايات الشعبية عن فلسطين المطرزة بخيوط الحرير على قطع قماش ليكون الثوب الفلسطيني الذي تمسكت به النساء الفلسطينيات، وبعد الانتهاء من عرضه تم فتح النقاش حول الفيلم، وتحدثت الفتيات عن التطريز وكيف كن يشاهدن والدتهن أثناء القيام بعملية التطريز، وأهمية بالأرض والتراث.

أما فيلم “سرد” للمخرجة زينة رمضان فأكد الحاضرون على أن الفيلم يحاكي المشاعر الخاصة التي يعاني منها سكان قطاع غزة جراء الاختناق والحصار المفروض عليه، والذي أنهك منذ أكثر من عقد من الزمان كل مظاهر الحياة فيها، ذلك الحصار الذي يقضي علي أحلام الطالبات والطلاب والشباب والعائلات بأن يجدوا أفقاً أكثر رحابة لحياتهم من مدينة ضاقت عقب تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والحروب المتتالية، قال أحد الحضور” الانتظار شيء متعب للطاقة كشاب وأن من أصعب الأشياء انتظار المجهول فقد ربط لنا الانتظار بشيء مجهول هو نفسه لا يدرك اي معنى له ولا يستطيع الإحساس بالأمل”.

كما تم عرض فيلم " ورق دوالي " للمخرجة دينا أمين ، والذي تحدث عن جدة المخرجة السورية التي تسكن مع زوجها بالقدس ، وتتجسد فكرة الفيلم في المشاعر المتضاربة التي تشعر بها الجدة بين الحنين للوطن وتمسكها بفلسطين، وبعد الانتهاء من عرضه تم التحدث عن موضوع القدس والوطن ، وتم التعليق على قصة الجدة وكم لديها من صبر وصمود وتحمل في البعد عن بلدها وأهلها وكيف قطع الاحتلال عليها كل سبل الوصول إلى بلدها وأنها ما زالت صابرة رغم كل ذلك، حيث أدت الممثلة أولينا مسلم دور الأم التي تجلس في بيتها الصغير المكون من غرفة واحدة وأطفالها مع غياب الأب عن هذه الأسرة . ويعتبر الفيلم من الأفلام القصيرة الصامتة التي تحتوي على رقصات تعبيرية تؤديها الام لتعبير عن الخوف والموت وطلب النجاة ، واسم "الغول" مقتبس من الثقافة الشعبية الفلسطيني فالغول يعبر عن الخوف والرعب في الغالب من الأمهات لأطفالهن لتخويفهم ليطيعوا أوامرهن . ويترابط اسم الغول مع مضمون الفيلم من خلال الفكرة الرئيسة وهي الخوف من الحرب والمشاعر النفسية التي تطرأ على الأطفال والامهات عند حدوث ظروف صعبة مثل الحرب
وبعد عرض الفيلم تم طرح سؤال ماذا يعني الغول عند الشعب الفلسطيني ؟وماذا تعني به الام الفلسطينية عندما تقولها ؟ وعلى ماذا يدل مفهوم الغول بالفيلم ؟ وكانت الاجابات موحدة في الغالب فكلمة الغول تدل على الخوف والرعب من شيء خارق لطبيعة وتقولها الام لاطفالها لتدعهم لإطاعة أوامرها، أو أن
الغول سوف يأخذهم، أما مفهوم الغول في هذا الفيلم فهو الحرب والاعتداء الصهيوني على الشعب الفلسطيني بشكل عام وخاصة في غزة .

كما أثار فيلم “يا ريتني مش فلسطينية” للمخرجة فداء نصر، جدلا في نقاش الحضور، فالمتوقع دائما من الفلسطينيين الصبر والصمود والمقاومة، ويعبر هذا الفيلم للوهلة الأولى بعكس ذلك، لاسيما الضغوط التي تواجه الفتاة الشابة الفلسطينية من قيود وضغوط يسببها العادات والتقاليد التي تقيد حرية الفتيات، بالإضافة إلى الممارسات الإسرائيلية التي تكبل المرأة وتدعم الممارسات الاجتماعية السلبية تجاه النساء.

وقد أثار رغبة المخرجة بأن تكون فلسطينية في زرع بذور الأمل لدى النساء، في التغيير والصمود في مواجهة كل تلك التحديات، والثبات على الأرض والتمسك بها، والذي يحمل في طياته الاعتزاز بالهوية.

وأكد الجميع على اهمية عرض مثل هذه الافلام والتي تعزز تمسكنا بالأرض والوطن، لا سيما أن الأفلام تلامس الواقع وتطرحه من قضايا وموضوعات، كما أكدوا أن هذه الأفلام تتناول قضايا نادرا ما يحكى عنها .