الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الفرجة مستمرة على الخازوق

نشر بتاريخ: 09/12/2019 ( آخر تحديث: 09/12/2019 الساعة: 13:44 )

الكاتب: مصطفى ابراهيم

في ذكرى انتفاضة الحجارة في التاسع من كانون اول/ ديسمبر 1987. وفي زحمة موسم الانطلاقات والهم اليومي، والانقسام المقيت، والاحتفاء بالاحتفالات الحزبية، تنسى القضية الفلسطينية ويعمق الانقسام وتكرار المكرر وتصيح ذكرى المناسبات الوطنية حدث نمطي واسقاط واجب، من دون الادراك ما وصلت اليه الحالة الفلسطينية من خطر والجلوس على الخازوق بارادتنا، ونسمع جعجعة ولا نرى طحنا ولم تفكر القيادة والفصائل كيف نتخلص من الخازوق.
من مقولة صفقة القرن ماتت إلى صفقة العصر تطبق قطعة قطعة، وان ما قام به ترمب بنقل السفارة الأمريكية الى القدس، وضمها الى القدس الغربية أصبح أمراً في طريقه الى أن يكون مفروضا على أرض الواقع، إلى لن نسمح للمستشفى الأمريكي بغزة وغيره من المشاريع بأن تمر، إلى تكرار مقولة إذا واصلوا قتل القضية الفلسطينية بإعلان ضم الأغوار وشمال البحر الميت، سننهي جميع أشكال العلاقات والإتفاقات معهم.
ليس غزة وحدها وضعها مأساوي فالقضية الفلسطينية نكبتها مستمرة، والضفة الغربية تهود وضم منطقة الاغوار مقدمة لضم ما تبقى من الضفة الغربية وتقطيعها لمعازل، وحماس تعتقد أن الوقت يعمل لصالحها، وحان وقت القطاف والحديث عن هدنة طويلة الأمد ومناطق صناعية وجزيرة اصطناعية للميناء، ومطار وزيادة عدد العمال التجار المحرومين من أي حقوق أو حماية، وإقامة مستشفى أمريكي عبارة عن عيادة خارجية لن تعمل على تحسين الوضع الصحي المتدهور في قطاع غزة ويبدو أنه اصبح أمرًا واقعًا والناس صبرها نفذ و حماس عليها اتخاذ خطوات حقيقية في استثمار الوقت بدل من توزيع الاتهامات وتقمص دور الضحية.
الوقت يعمل ضد القضية الفلسطينية والجميع يعيش مأزق كبير والمطلوب تهشيم ما تبقى من أي أثر للمشروع الوطني، حماس تعتقد ان التفاهمات مع إسرائيل قد تساعدها على البقاء من خلال هدنة ومشاريع اقتصادية قد تحل بعض المشكلات في قطاع غزة، مع انها تدرك انها خطوات ترقيعية والخروج من المأزق الوطني لا يتم بهذه الطريقة، ومواجهة مأزقها ومأزق غزة بحكمة وشجاعة والقيام بحوار ومراجعات ومواجهة الذات ونقدها بمراجعات حقيقية مع الكل الفلسطيني.
الحديث عن التفاهمات مع غزة والتحليلات التي تجزم عن قرب التوصل لتهدئة طويلة الأمد، ومنذ عقد ونيف ونحن نكرر نفس التحليلات وهي عبارة عن كلاكيت ألف مرة، والقول بعدم رغبة اي طرف بالتصعيد، ونوايا اسرائيل العدوانية مستمرة وادعاءات تحسين شروط حياة الناس في غزة، وعلى الرغم من التسريبات والتحليلات، إسرائيل لن تمنح غزة أي تهدئة اًو تسهيلات جوهرية بمعنى رفع الحصار نهائياً.
إسرائيل لم تتخذ قرار بتغيير استراتيجيتها تجاه غزة بل هي تعمل على تعميق وتعزيز الفصل، في وقت هي مقبلة على انتخابات ثالثة ونتنياهو وغيره من خصومه السياسيين لا يستطع أي منهم تقديم أي جديد لغزة سوى التهديد والوعيد بالقتل والدمار والخراب، بل قد يقدم على تصعيد دموي جديد ربما يستفيد منه في معركته الانتخابية القادمة ويكسب مزيد من الأصوات.
نتنياهو يحاول بكل قوة ضم منطقة الأغوار، وفي طريقه للنجاة من جرائمه سيعمل على ارتكاب جرائم في الضفة والقطاع، ولا تزال القيادة الفلسطينية تهدد بـ “إذا”، والقول أن هناك اتفاقيات بيننا وبين الإسرائيليين على أن هذه المؤسسات جميعا بما فيها بيت الشرق، أن تكون كلها فعالة في القدس وعاملة بشكل طبيعي، كما تعمل أي مؤسسة فلسطينية في أي مكان في الضفة الغربية وقطاع غزة.
الرئيس محمود عباس لا يزال يتذكر بيت الشرق المغلق منذ سنوات طويلة ومؤسسات القدس تصادر مؤسسة بعد الأخرى، وتمنع إسرائيل أي تمثيل للفلسطينيين في القدس ولا يزال يكرر انه لا يمكن السكوت، وإذا استمرت هذه الأشياء في موضع التطبيق فان جميع علاقاتنا المكتوبة والمتفق عليها، بيننا وبين إسرائيل وأمريكا ستكون لاغية، وسنعمل كلنا ونعد انفسنا من الآن من أجل هذه اللحظة، لأنه لا يمكن أن نتحمل أن يضموا الأرض ويقضموها قطعة قطعة ونحن نتفرج!
الفرجة لا تزال مسستمرة على الجلوس على الحازوق، ونمارس البكاء واللطم والندب ولا نزال نعزز الانقسام وتبادل الاتهامات وفقدان ما تبقى من بقايا وطن، ونكرس نكبتنا بنكبات يومية هنا وهناك بالردح وتبادل الاتهامات والمناكفات، والاحتلال مستمر بغطرسته واستكمال مشروعه الاستيطاني وممارسة القتل والخراب والدمار