الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاستحقاقات الداخلية للشعب الفلسطيني للعام 2020

نشر بتاريخ: 14/01/2020 ( آخر تحديث: 14/01/2020 الساعة: 23:12 )

الكاتب: د. سليمان عيسى جرادات
فارقنا العام 2019 الغير متوازن في الكثير من تفاصيله ، وبدأ العام 2020 مع انطلاقة الثورة الفلسطينية المجيدة 55 ، هذه المناسبتين التي تحيا في وجدان الشعب الفلسطيني ، فكانت السنة الجديدة وانطلاقة الثورة الفلسطينية 55 مناسبة وطنية واحتفالية مجتمعية رائعة استثمرت بالدعوة الى وحدة الموقف الفلسطيني ومواجهة التحديات وعام الاستحقاقات التشريعية والرئاسية بعد استكمال كافة عوامل نجاحها والى تكاتف الجهود لإنهاء حالة الانقسام والتراجع عن الخطاب المتطرف والتشويه واستبداله بخطاب التسامح ورص الصفوف وإعادة توحيد الوطن ، والوقوف بوجه المتطرفين في تحليلاتهم وخطاباتهم وأقلامهم ، واستهداف أصواتهم الهدامة ووسائل إعلامهم المعادية لكل ما يخص الوطن وتوحيده ، لإظهار حقيقة قادرة على مواكبة واعتماد التطوير والتحديث والبناء في استكمال مؤسسات الدولة.
فلتكن السنة الجديدة ونحن في بداياتها للبدء يملؤه التماسك والمحبة والتسامح والالتزام بالقانون والنظام وعدم الاستماع والابتعاد عن المتطرفين في افكارهم وأعداء الوحدة للمنهجية التي يتبعونها ووقف أصحاب الرؤية الضيقة المتربصون الذين سخروا مرتزقتهم بأقلامهم وكتاباتهم وقصصهم الوهمية استهداف الامن الفلسطيني وقيادته الذين يسعون تطبيق " نظرية الامن للجميع والمؤسسة للوطن والقانون واحد " وحرصهم على الحفاظ على السلم الاهلي الاجتماعي وتعزيز سيادة القانون والأمن والنظام ومحاربة كافة الافات التي تهدم المجتمع داخلياً ومحاربة الخارجين عن القانون لان الضرب بأهم مرتكزات الدولة الامن يعتبر ضرب بمرتكزات المشروع الوطني الفلسطيني ودعم ومساندة الرؤية الثاقبة والإيمان العميق للقيادة السياسية الفلسطينية في مواجهة كافة التحديات والمؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي وفرض رؤية الحكومة لاستكمال بناء الدولة وتقدم مستوى خدماتها وتوظيف السياسات الحكومية القابلة للتنفيذ التي اقرتها وفقاً للإمكانيات المتاحة وظيفياً وإدارياً وتنموياً أكثر قوة لان المجتمع أصبح أكثر معرفة والمواطن أشد وعياً في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وإفساح المجال للذين لهم دوافع العمل دون مقابل .

نريد عاماً اكثر توازناً وعدلاً وأنصافاً والعمل على نشر الصورة الجميلة للمجتمع الفلسطيني والحرص على المبادئ والقيم الدينية والمحافظة على التقاليد والعادات والقيم الاجتماعية الاصيلة المصانة بأنظمة وقوانين ومرعية بِرعاية الدولة لها ، وان تنتهي الاشاعات المغرضة والمضللة والمفبركة من اناس قليل المعرفة والتجربة وغيرها لتمرير سمومهم لإشباع رغباتهم الذاتية وأن يتم إخفائها ذاتياً او من قبل الموجهين من قواميس النقاش على كافة المنصات ، وان نحتفي كمجتمع بمكوناته ومؤسساته الحكومية الرسمية والحزبية والمجتمعية بالعمل على ان يكون العام 2020 عام تحقيق هدف واحد إنهاء الاحتلال بخطاب موحد ومشروع نضالي موحد ومواجهة صفقة القرن والتحديات والمؤامرات التي تحاك ضد الوطن والرئيس والقيادة ، والحذر من التعاطي والتعامل مع بعض المؤسسات الدولية والمؤسسات العاملة في كنفها محلياً وتقاريرها السنوية التي تكون وفقا للمزاج السياسي الدولي للضغط المجتمعي على القيادة والحكومة الفلسطينية لبث الارباك والثقة ، الامر الذي يتطلب تعزيز الشراكة الحقيقية بين كافة مكونات المجتمع في استكمال خطوات البناء وتعزيز ثقة المواطنين بان يكون صندوق الاقتراع الفيصل الذي دعا اليها الرئيس محمود عباس واختيار المرجعيات التشريعية لغيابها لسنوات ، والاستعداد لمرحلة جديدة على مستوى مراحل التنمية المجتمعية في الدولة بين شطري الوطن على كافة جوانبها ومجالاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحزبية .

فليكن هذا العام متميزا بالمصالحات الوطنية الداخلية والابتعاد عن الارتجالية والاستقواء بالعالم الخارجي وإعادة تقييم للحالة الفلسطينية بشكل عام بوعي وطني تذكر تاريخ الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية الفلسطينية لمرحلة جديدة ببرنامج نضالي سياسي ، وتعزيز العمل الدبلوماسي لممثليات دولة فلسطين المنتشرة في العالم لإعادة بعض الدول الى الشرعية الدولية في سياساتها لإسقاط المؤامرات والصفقات المشبوهة التي تحاك ضد القضية الفلسطينية ، وإغلاق ابواب سياسة الإبتعاث السياسي الخارجي مع دول لها مصالحها بان تبقى الحالة الفلسطينية كما هو عليه لتغذية الانقسام واستدامته لضرب موقف القيادة السياسية لأي استحقاق ومواجهة دبلوماسية بالحصول على الحقوق الفلسطينية في اوقات عصيبة تحتاج الى وحدة الموقف ، والاستمرار في مواجهة الاحتلال وإجراءاته لاستكمال بناء وتطوير وتحديث مؤسسات الدولة على الأسس الصحيحة التي تكفل للجميع الحق المنافسة في تطور الدولة وتنمية المجتمع لنؤكد للعالم أجمع بأننا مجتمع فلسطيني واحد موحد متماسك اينما تواجد في الداخل والشتات يدعم رؤية وطنه ، ويؤيد خطط دولته ، ويساند سياسات رئيسه وقادته ، وان المواطن الفلسطيني لبنة أساسية من لبنات النضال وحركة متواصلة من لبنات الاعمار والتنمية والتطوير والنهوض التي تعمل عليها الدولة ومؤسساتها ببرامجها ، والتأكيد بالقول والفعل بان العام 2020 عام الاستحقاقات الداخلية بين أبناء المجتمع في المصالحة وأمنه واستقراره ، والابتعاد عن الحزبية السياسية الضيقة التي تحتاج الى فلتره حقيقية نصاً وروحاً وفعلاً .