الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

بيت الاطار الثقافي

نشر بتاريخ: 18/01/2020 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:00 )

الكاتب: د. مازن صافي

ان الاهتمام ببناء الانسان، هو الاهم في مراحل الاستنهاض والتطور، هذا الاهتمام يعني رفع مستوى الثقافة والتنمية البشرية للفرد، ليعكس ذلك على نمو ثقافة الجماعة.

في المراحل الاولى للانطلاق بأي جسم او تكوين او اطار، نعمل على ترتيب الاعضاء وتوزيع المهام، ونركز على التنوع والانتشار والمتابعة والتطوير لإنجاح الاطار، وهذا مهم ولكنه الخطوة الاولى او المرحلة الاولى، وهذا يشبه مرحلة التطور المادي العمراني في منطقة ما، وتبدو الشوارع نظيفة والجدران مزينة والبيوت مقسمة بتناسق متشابه، والطرق سريعة ومضاءة، وسلوك واحد يعكر صفو المدينة "الاطار"، ويتم البحث عن كيفية المعالجة وتخفيف الاثار، وهذا يحتاج البناء الثقافي ورفع مستوى التعبئة الفكرية، بالتالي نحتاج لصناعة العقل والادراك السلوكي، وهذه هي المرحلة الثانية التي تمثل "العبور الاجباري"، ويختصر بمرحلة "السلوك الاخلاقي"، ليكتمل مشهد المعرفة مع الثقافة، فيتم التوجيه السلوكي عبر بناء الانسان التنموي، متعدد الاهتمامات والخبرات، صلب في الشدائد، لين مرن مع زملائه، يمتلك ارادة التغيير الايجابي، ويعزز الانتماء الوطني قولا وفعلا، اداء وسلوكا، علما ومعرفة، ثقافة ووعيا، اعلاما وتطورا.

ومن هنا لابد من تطوير المنابع الفكرية و الثقافية والاهتمام باحتياجاتها المتنوعة لتصبح "بيت الاطار الثقافي"، هذا البيت الذي تصنع فيه الافكار العميقة والمفكرين والمبدعين وتوظف كل المواهب والقدرات لتخدم الوطن وتبني فيه العقل المجتمعي الملتزم بالسلوك القويم.