الثلاثاء: 23/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

جامعة بيت لحم في سلفيت

نشر بتاريخ: 06/02/2020 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

شرفتني جامعة بيت لحم لإلقاء محاضرة حول صفقة القرن ، عمادة شؤون الطلبة ومجلس الطلبة والكتل الطلابية والحضور ، وشرفني حضور رئيس الجامعة والهيئة التدريسية . ولجامعة بيت لحم تأثير خاص على قلبي وشغفي ، فهي جامعتي التي درست فيها وتخرّجت منها . ولو أنني أزور جميع جامعات العالم الا أن ذلك لا يكفيني من دون جامعة بيت لحم التي وقف فيها ياسر عرفات وطالما تحدث معها جورج حبش ونايف حواتمة وأبو جهاد وأبو اياد واحمد سعدات ومروان البرغوثي ، وتخرج منها قادة الحركة الاسلامية ، وزارها إداورد سعيد ، وألقى محمود درويش أشعاره على مدرجاتها ، ووقف سميح القاسم يشاكس عرفات على مسرحها .
وكذلك محافظة سلفيت الصامدة في وجه المستوطنات .. مرورا ببلداتها الجميلة مردة واسكاكا وقيرة وياسوف حارس ودير استيا وسرطة ومسحة وفرخة وكفر الديك ووبروقين وقراوة الزاوية ودير بلوط .. سلفيت هي التي تربط الاغوار مع جبال الضفة ورام الله .
حاولت تجميع أفكاري بشكل متوازن وبعيدا عن النمطية المتعارف عليها ، فالتفاعل مع نخب المجتمع في مثل هذا العنوان السياسي لا يحتمل المغامرة ولا يحتمل الإجتهاد الارتجالي , ووجدت نفسي أسترجع ما حدث لنا على مدار عشرات السنوات الماضية وكيف أننا لا نقرر أساسا / الشعب لا يقرر شيئا وإنما الفصائل والقوى هي التي تقرر ونحن نوافق أو نوافق .
لم تناقش صفقة القرن في برلمان ، ولم تقم الفصائل بإستفتاء او إجتماع حزبي موسّع للحديث عن الأمر . وإنما رفعت شعارات ونحن ملتزمون بها ، وخشية أن يحاول أي أحد تفسير هذا القول في غير مكانه . فانا أعلن في كل مكان وعلى كل شاشة أنني ضد صفقة القرن وكذلك الغالبية الساحقة من الشعب الفلسطيني أعلنت وتؤكد أنها ضد صفقة القرن ، ولكن هذا لا يعني ان نواصل الحياة لقرن اّخر من دون أن تشارك الجماهير في قرار الحرب والسلم . وعلى جهات القرار في 2020 ان تكف عن الاستحواذ على القرار لنفسها بإعتبار أنها هي الحقيقة المطلقة وأن الجماهير مجرد إحتمال نسبي .

وقد لفت إنتباهي في هاتين المحاضرتين :
- تفاعل شعبي كبير ورافض لصفقة القرن . ولكن هناك جيل كامل من الشبان يريد من القيادة أن تسمعه ويريد أن يكون شريكا في القرار والرأي وليس مجرد مستقبل للأوامر , 
- ريبة وشك في شعارات وأدوات القيادات . ويخشى الجمهور ان بعض القيادات سوف تخذله ، وليس العكس كما يرد في بيانات الفصائل وان القيادات هي التي تحث الجماهير على الصمود والوقوف في وجه صفقة القرن ، بل إنني وجدت العكس تماما وان الجماهير هي التي ترفض صفقة القرن أكثر وهي التي تحث القيادات على الصمود .
- في جامعة وبيت لحم وفي سلفيت ، وجدت سؤالا لم أقدر على إجابته : من الذي يقرر كيف تكون المقاومة الشعبية وكيف يكون مستواها وزخمها ؟ 
- ما المطلوب من الجماهير ؟ طالما أن القرار تتخذه النخب القيادية ومثقفو الصالونات المخملية وأصحاب المواكب وضيوف الشاشات ؟ ما هو المطلوب منا كمواطنين ؟ 
- التشكيك بالموقف العربي الرسمي وأن عددا من الأنظمة العربية تزحف بحثا عن رضى الصهاينة ، وأنهم لا يخافون الله بقدر ما يخافون من ترامب .
- وأسئلة لا يجد الجمهور الاجابة عليها ، وربما لا تجد القيادات الاجابة عليها ( هل دولة صفقة القرن ستقوم في قطاع غزة ؟ ما هو مصير الضفة الغربية وسكانها وأراضيها ؟ ما هو مصير الأغوار وسكانها ؟ على ماذا نفاوض ولماذا نفاوض أساسا ؟ هل توقف التنسيق الأمني أم لا ؟ ) . 
وجميعها أسئلة مشروعة .. تجيب عليها الأيام اذا عجز عنها الخطباء  .