الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

دور الاعلام في حماية البيئة والمصادر الطبيعية؟

نشر بتاريخ: 13/02/2016 ( آخر تحديث: 13/02/2016 الساعة: 10:18 )

الكاتب: عقل أبو قرع

لا شك ان الاستخدام الفعال لوسائل الاعلام بشكل عام، لهو ضروري لاي نظام ديمقراطي، يهدف الى المحافظة على النزاهة، من خلال البحث عن القضايا وعن المشاكل وعن التجاوزات وعن استغلال النفوذ والقوة والمنصب، ومن ثم تسليط الاضواء عليها، وليس ذلك فقط، ولكن السعي لايجاد حلول لها، او للحد من استمرار تصرفات او افعال، ليس لها علاقة بمصلحة الناس ومصلحة البلد والمجتمع.

ومن ضمن الاعلام المتخصص، الذي كان وما زال فعالا، ومن خلال امثلة عديدة في انحاء العالم، في عرض الكثير من القضايا وبأسلوب علمي وعملي، هو الاعلام المتخصص، مثل الاعلام الاقتصادي والاعلام الصحي والاعلام الذي يهدف الى الحد من تلوث او من اهمال النظام البيئي، الذي هو ضروري لحياة الناس وللحفاظ على مصادرة للاجيال القادمة، ونحن في بيئتنا الفلسطينية، الاحوج الى ذلك، اي الى الاستخدام الفعال لهذا النوع من الاعلام، الذي يستقصي ويعرض ومن ثم يستمر في التحرك، حتى ايجاد حلول لقضايا البيئة، من هواء وطعام ومياة وتربة ونفايات ومياة عادمة وامراض سارية ومبيدات وما الى ذلك؟ 

وإذا كانت التربية البيئية تحتاج الى فترة زمنية ليست بالقصيرة لكي تبدأ باعطاء نتائجها، وهي تتبع أسلوب منظم سواء في المدارس، المؤسسات، والتجمعات الأخرى، وعلى مراحل عديدة، ومن خلال مراحل متتابعة، وتستهدف أعمار متفاوتة، فإن بث الوعي البيئي وايجاد حلول لمشاكل البيئة، يمكن أن يتم في أي وقت وبأساليب قد تكون مؤثرة أكثر، مثل استخدام الإعلام البيئي بأشكاله المتعددة، كالصحافة والاهم تلك التي تتبع الاستقصاء والتنقيب والبحث، والإذاعة، التلفزيون أو الأفلام الموجهة بيئياً، وفي وضعنا وخصوصية الوضع البيئي الفلسطيني، فأننا بالاحوج الى الدور الهام الذي من المفترض ان تلعبة وسائل الاعلام في حماية البيئة الفلسطينية. 

وهذا الاستخدام من المفترض أن يكون بأسلوب سهل، وذو دلالات عملية، ويقوم باظهار الآثار الإيجابية لمثل هكذا إعلام، وابراز هذه الاثار يتم من خلال التركيز على التغيير الذي يتم في حياة او نشاطات الانسان اليومية بفعل تأثير تصرفات او سياسات، سواء اكان ذلك تغيير في التعامل مع النفاياتـ، او ترشيد استخدام المياة، او التغيير نحو العادات الغذائية الصحية او حتى تغيير في عادات بسيطة مثل القاء النفايات في الشوارع، ولجعل الإنسان الفلسطيني يتقبل برامج الإعلام البيئية، فإن هذه البرامج يجب أن تُركز على موضوع محدد، ذو طابع عملي، يؤثر على حياة المواطن اليومية وظروف حياته، وبالتالي يعمل على إرشاده لمواجهة ما يمكن حدوثه فيما يتعلق بالحفاظ على البيئة وحمايتها.

وبالإضافة إلى استخدام الإعلام في عملية بث الوعي البيئي فان هناك برامج لامنهجية أخرى توازي أي تعليم منهجي في المدارس أو المعاهد أو الجامعات، ويمكن للاعلام ان يلعب دورا هاما فيها، ومن الأمثلة على ذلك برامج التثقيف البيئية الموجهة إلى فئة مهنية محددة بهدف إبراز أثارها على منطقة بيئية مميزة، مثل برامج التثقيف البيئي للمزارعين حول استخدام المبيدات والأسمدة والبلاستيك في الزراعة وما لذلك من آثار بيئية وصحية، على مناطقهم الزراعية وعليهم وعلى أفراد عائلاتهم... وبرامج موجهه إلى عمال المصانع بأنواعها المختلفة، لتبيان مدى تأثير الملوثات في بيئة المصانع، من خلال جرد أمثلة عملية على ما يتم التعرض له وكيفية الوقاية من التعرض للملوثات وغير ذلك من الأمثلة.