السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مصر تبني التحصينات في سيناء وتغازل حماس في غزة

نشر بتاريخ: 27/02/2017 ( آخر تحديث: 28/02/2017 الساعة: 11:22 )
مصر تبني التحصينات في سيناء وتغازل حماس في غزة
بيت لحم- معا- راجت تقارير صحفية اجنبية عديدة تحدثت عن غارة اسرائيلية استهدفت في الليلة الواقعة ما بين " الاحد - الاثنين " الماضي سيارة على متنها خمسة من عناصر داعش في شبه جزيرة سيناء ما ادى لمقتلهم على الفور، فيما التزمت اسرائيل " بالصمت اللاسلكي " ولم تعقب على هذه الانباء التي رد عليها مسلحو التنظيم بإطلاق عدة صواريخ سقطت في مناطق مفتوحة قرب ايلات دون وقوع اصابات او اضرار لكنها اعادت الى الاذهان حقيقة امكانية وقوع مواجهة بين الجيش الاسرائيلي وممثل داعش في سيناء المعروف باسم " ولاية سيناء" .

يحافظ تنظيم داعش والمنظمات الاخرى المتفرعة عنه في الجولان السوري وشبه جزيرة سيناء على الوضع القائم "ستاتيكو " مع الجيش الاسرائيلي وباستثناء بعض الحوادث المحدودة في زمانها ومكانها يفضل تنظيم داعش توجيه قواته ضد الجيش السوري وبقية المنظمات التي يختلف معها في سوريا وضد الجيش المصري في سيناء .

وفي المقابل اذا صحت التقارير الصحفية التي تحدثت منذ عام 2013 عن هجمات شنها الطيران والجيش الاسرائيلي ضد داعش في سيناء فيمكن القول ان العمليات الاسرائيلية كانت ضمن سياسة تصفية " القنابل الموقوتة " بمعنى ان الهجمات الاسرائيلية وقعت في حالات لم يكن امام الجيش الاسرائيلي أي خيار سوى الهجوم والعمل سيناء قبل ان يصاب او يقتل مدنيين او جنود اسرائيليين لكنها لم تهاجم خارج هذه الحالات وهذا السياق حسب تعبر موقع " والله" الاخباري الناطق بالعبرية الذي تناول الموضوع بتوسع عبر تقرير نشره " الاحد " .

تشير التقديرات الغربية الى عدم تراجع قوة تنظيم داعش في سيناء رغم الهجمات المتواصلة التي تكاد لا تتوقف للجيش المصري على اهداف ومواقع تابعة لتنظيم ولاية سيناء الارهابي .

وهناك اشارتان اساسيتان على فشل الحرب المصرية في اضعاف " ولاية سيناء" وفقا للتقديرات الغربية الاولى تتمثل بالمفاوضات التي تجريها القاهرة مع غزة رغم الكراهية العميقة التي تكنها مصر لحماس والثانية تتمثل في وتيرة البناء العالية للجيش المصري على الحدود مع اسرائيل .

"وتهدف القاهرة الى استخدام حماس كوسيلة ضغط على داعش التي تتعاون مع حماس عبر مساعدتها في تهريب السلاح مقابل تلقي عناصرها العلاج الطبي في غزة والحصول على التدريبات القتالية" حسب تعبير الموقع العبري .

وتحاول مصر عبر هذه المفاوضات وقف الهجمات التي يتعرض لها الجيش المصري مقابل تسهيلات الى قطاع غزة .

وقررت مصر على ضوء الخطر المتعاظم بناء واقامة منطقة امنية عازلة تتكون من مواقع حصينة يستخدمها الجيش المصري على طول الحدود مع اسرائيل مزودة بتكنولوجيا رصد ومراقبة حديثة وإنشاء محاور "لوجيستية " وزيادة حجم قواتها العاملة في سيناء وذلك بعد ان انتهى الجيش المصري من بناء بنية تحتية كهربائية مهمة على طول الحدود وفي سيناء عموما يقوم الجيش المصري بحماية هذه البنى التحتية اضافة لمحاور الطرق التي تتحرك عليها قوات مدرعة كبيرة .

وبدات خلال الاشهر الماضية عملية بناء المواقع الحصينة والدشم الكبيرة التي لا تبعد سوى عشرات الامتار عن خط الحدود مع اسرائيل التي تجري عمليات البناء هذه بالتنسيق معها وفقا للملحق العسكري لاتفاقية كامب ديفيد.

ويمكن رؤية التحصينات التي تفتح نوافذها باتجاه الاراضي المصرية من كيبوتسات اسرائيلية قريبة مثل " كدش برنيع ، بار ميلخا " وغيرها كما يمكن رؤيتها خلال السفر بالسيارة على طول الطريق رقم 10 المتجه نحو مدينة ايلات .

وأقيمت الى جانب المواقع الحصينة صواري عالية تحمل وسائل تكنولوجية متخصصة بجمع المعلومات ونقلها فورا الى غرف العمليات التابعة للجيش المصري .

" لم يعد الجيش المصري يتحرك بمجموعات صغيرة كما كان عليه الحال سابقا بل يتحرك هذه الايام بكتل كبيرة كنوع من الردع اتجاه عناصر داعش وإجبارهم على التفكير مرتين قبل مهاجمة الجيش المصري " قال مصدر امني اسرائيلي .

تشير دراسة بسيطة لسلسلة العمليات التي تشنها داعش ضد الجيش المصري انها تقع في عمق سيناء وليس قرب الحدود حيث يحكم الجيش المصري سيطرته بشكل جيد .
" ان حقيقة عمل داعش انطلاقا من عمق الاراضي المصرية تتيح له اطلاق الصواريخ باتجاه اسرائيل . ليس من باب العبث ان المدنيين على الحدود لا يخشون من عمليات التسلل فالجيش الاسرائيلي يمسك بالمنطقة بقوة والرد على مثل هذه المحاولات سيكون في غاية السرعة حيث يمكن الدفع بقوات مشاة وغيرها من صنوف الاسلحة معززة بالمروحيات العسكرية بسرعة كبيرة لكن فعالية الجيش الاسرائيلي تتراجع كثيرا حين يدور الحديث عن اطلاق قذائف الهاون والمصريون يدركون جيدا ضرورة ان يكونوا اكثر فاعلية ولا يدور الحديث هنا عن فخر بل عن مسؤولية امنية وسياسية وهذا الامر هام بالنسبة لهم كما هو بالنسبة للجيش الاسرائيلي " اوضح المصدر الامني الاسرائيلي .

وبالمقابل ادخل الجيش الاسرائيلي تغيرات كبيرة على حجم ومبنى قواته المنتشرة في المنطقة قرب التجمعات السكنية الاسرائيلية القريبة من خط الحدود مع مصر تجلى من خلال الدوريات التي تقوم بها قوات الاحتياط ووسائل جمع المعلومات المتطورة .

ورغم ذلك يوجد مشاكل من انواع مختلفة في منطقة الحدود مثل طرق التهريب من مصر الى اسرائيل التي لا زالت فاعلة حيث يواصل مهربو المخدرات العمل على مدار الساعة ويظهرون قدرات وإمكانيات متطورة جدا وينفذون اعمال التهريب بما يشبه العمليات العسكرية حيث يستخدمون سيارات ميدانية سريعة وينصبون الكمائن وينشرون نقاط المراقبة ولا تعوزهم الشجاعة التي يمتلكون الكثير منها .

"يحللون المعلومات بشكل جيد وهم يعرفون المنطقة ونقاط الضعف التي يعانيها الجيش في مجال حماية جدار الحدود " قال مصدر في الجبهة الجنوبية الاسرائيلية .

وأضاف "يقدرون اين توجد المنطق الاستخبارية الميتة فيما تشبه بعض سياراتهم السيارات التي يستخدمها الامن الامر الذي يصعب عملية تحديدهم وتشخيصهم اثناء الليل كما يملكون وسائل رؤيا ليلية وأجهزة اتصال ويقومون في بعض الاحيان بإحداث فتحات في الجدار يطلقون عليها اسم الصراف الالي ينقلون عبرها المخدرات والأموال بسرعة كبيرة وفي احيان اخرى يقسمون المخدرات الى رزم صغيرة ويتسلقون الجدار باستخدام سلالم للإلقاء المخدرات عبر الحدود ".