الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

عائلة الانتحاري تبرأّت منه- أمن غزة مستنفر والحدود الاختبار

نشر بتاريخ: 17/08/2017 ( آخر تحديث: 18/08/2017 الساعة: 09:17 )
عائلة الانتحاري تبرأّت منه- أمن غزة مستنفر والحدود الاختبار
بيت لحم- معا- إعداد كريم عساكرة- عززت قوى الأمن التابعة لداخلية غزة، وكتائب القسام- الجناح العسكري لحركة حماس، من انتشارها وإجراءاتها الامنية في قطاع غزة، في أعقاب تفجير نفذه انتحاري حاولت قوة من "القسام" منعه من التسلل إلى الأراضي المصرية.
وكانت قوة أمنية من عناصر "الضبط الميداني" التابعة لكتائب القسام قد أوقفت شخصين في ساعة مبكرة من فجر الخميس لدى اقترابهما من الحدود الجنوبية للقطاع شرق معبر رفح، فقام أحدهما بتفجير نفسه ما أدى إلى مقتله وإصابة الآخر، ونتيجة لهذا التفجير استشهد عنصر من كتائب القسام وأصيب أربعة آخرون بجروح.
ولوحظ انتشار كبير للحواجز العسكرية في ارجاء قطاع غزة، وبشكل كبير في مدينتي رفح وخان يونس القريبتين من الحدود المصرية في جنوب القطاع، كما دفعت الداخلية في غزة وكتائب القسام بتعزيزات من عناصرها إلى الشريط الحدودي مع مصر.
وتتولى "قوات الضبط الميداني" التي تضم عناصر من كتائب القسام حماية الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر والممتد من شرق معبر رفح حتى كرم أبو سالم، ويمتاز هذا المقطع الحدودي بالتعقيد الأمني نظرا للوجود الإسرائيلي أيضا في المنطقة.
وقالت كتائب "القسام" ردا على استشهاد احد عناصرها في التفجير الانتحاري، إنها لن تتواني في الدفاع عن شعبها وأرضها وحماية "مشروع المقاومة" من كافة التهديدات ومواجهة "الفكر المنحرف الدخيل بالفكر الجهادي المقاوم الأصيل".
وشددت حركة حماس بعد تفاهمات بينها وبين مصر، من إجراءاتها الامنية على الحدود في محاولة لمنع تسلل عناصر "سلفية" للالتحاق بصفوف تنظيم "أنصار بيت المقدس" الذي بايع تنظيم "داعش" ووجه ضربات موجعة خلال السنوات الماضية للجيش المصري في شمال شبه جزيرة سيناء.
وفي اعقاب هذه التفاهمات أقامت حماس منطقة عازلة في الجهة الغربية من معبر رفح على الحدود مع مصر بطول 12 كم وعرض حوالي 200 متر، وتتولى عناصر أمنية تابعة للداخلية في غزة فرض الأمن خلالها، بينما تتولى قوات "الضبط الميداني" التابعة للقسام حماية الحدود من معبر رفح وحتى منطقة كرم أبو سالم في الجانب الذي تسيطر عليه إسرائيل من الحدود.
وتنصلت عائلة الشاب الذي فجر نفسه في قوة للقسام من ابنها، معلنة أنها لن تقيم له مراسم دفن أو عزاء، ووصفت ما قام به بأنه خارج عن المعتقدات والدين مؤيدة الإجراءات التي تضرب بيد من حديد "المتطرفين" ومن يحاول العبث بالاستقرار والامن.
وجاء في بيان أصدرته عائلة كلاب: "طالعتنا بعض الأخبار عن قيام مجموعة خارجة عن الأخلاق والدين والوطنية بمحاولة التسلل إلى مصر وحين اعترضتهم قوات الأمن الفلسطيني قام مصطفى جمال كلاب بتفجير نفسه مما أدى استشهاد المجاهد نضال الجعفري وإصابة آخرين".
وأضافت العائلة في بيانها: "اننا في عائلة كلاب في الداخل والخارج ندين بشدة هذه الجريمة البشعة والخارجة عن كل معتقداتنا وديننا، نعلن براءتنا التامة من الجريمة ومنفذها، كما ونعلن أن العائلة ترفض إقامة اي مراسم دفن أو عزاء بمنفذ الجريمة، وتتقدم بخالص التعازي والمواساة لشعبنا وحكومتنا واحهزتنا الأمنية وعائلة الشهيد نضال الجعفري وندعو كل الأطراف لمواجهة التطرف والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار جبهتنا الداخلية".
حركة حماس أدانت بشدة "جريمة" التفجير واعربت عن دعمها لوزارة الداخلية في غزة والأجهزة الأمنية في الحفاظ على الحدود والنظام العام وفرض سيادة القانون وحماية أمن المواطن الفلسطيني رغم كل المعيقات والتحديات والأوضاع الصعبة التي يعاني منها القطاع.
وأضافت الحركة في بيان تعقيبا على تفجير رفح "أن الحركة تؤكد على ضرورة استمرار وزارة الداخلية بالقيام بهذا الدور المسؤول، والتعامل بحزم وقوة مع كل الخارجين عن القانون وعن قيم شعبنا الفلسطيني وأصالته".
ويرى مراقبون أن حركة حماس شددت من قبضتها على التنظيمات "السلفية الجهادية" المتماهية في الفكر مع تنظيم "داعش" وبشكل خاص بعد التفاهمات مع مصر، الأمر الذي ربما يكون له ردود أكثر ضراوة من العناصر السلفية، التي ربما تكون قد قررت انتهاج "العمليات الانتحارية" لمواجهة محاولات اعتقالهم خلال محاولتهم التسلل إلى مصر للقتال في صفوف "داعش".
وخلال الشهر المنصرم أُعلن على الأقل عن مقتل خمسة فلسطينيين من قطاع غزة، كانوا يقاتلون في صفوف "داعش" في سيناء، إضافة إلى الإعلان من فترة لأخرى عن مقتل فلسطينيين من غزة وهم يقاتلون في صفوف "داعش" في سوريا والعراق وليبيا.
وتتصدى حماس منذ سنوات ليست بالقليلة للتنظيمات السلفية في غزة، في محاولة للحد من تأثيرها كونها تنظيمات إسلامية تحمل فكرا "متشددا" ترفضه حماس، وتحاول أن تحاصره وتحد من انتشاره.
وحذرت منظمات دولية عديدة من الأوضاع الإنسانية والمعيشية في غزة، في ظل حصار مفروض على القطاع منذ أكثر من 10 سنوات، الأمر الذي يدفع بالكثير من الشباب إلى رؤية الأفكار المتشددة حلا لمشاكلهم والبطالة التي تفتك بطاقتهم وطموحاتهم.
وتعتقل حركة حماس ممثلة بأجهزتها الأمنية وجناحها العسكري كتائب القسام عناصر الجماعات السلفية التي تشك بنشاطها العسكري، وخلال فترات الاعتقال تحاول الحركة إجراء معالجات فكرية للعناصر المتشددة، لكن بعض هذه العناصر حتى بعد اعتقاله وخروجه من السجن تمكن من مغادرة القطاع والالتحاق بصفوف تنيظم "داعش".
ورأى الخبير الأمني هشام المغاري أن حادث التفجير الانتحاري جنوب القطاع حالة عابرة وليست متجذرة في المجتمع الغزي، مضيفا أنه لا بد من التعامل مع الأمر بأسلوب أمني متقدم، وليس على أساس ردود الفعل، "بمعنى أن يتم رفع الحالة الأمنية وملاحقة من جنّد المجموعة المنحرفة التي فجرت نفسها، مع عدم إعطاء الأمر جحما أكبر من حجمه.
وعلى ضوء الحدث الأمني "الخطير" وحادثة التفجير الانتحاري، تداعت اليوم الخميس، القوى الوطنية والإسلامية في اجتماع أعلنت في اعقابه رفضها الكامل للحادث الانتحاري، وقالت: إنه يخدم الاحتلال ويتساوق معه، ودعت القوى الأجهزة الأمنية للضرب بيد من حديد على كل المنحرفين فكريا.
كما شددت الفصائل على أهمية الأمن المصري والعربي وقالت: "إن غزة لن تقدم للأمة العربية والاسلامية الا كل خير وأمن غزة القومي هو أمن الأمة العربية والاسلامية".
ولاقت عملية التفجير استنكارا وشجبا واسعا من قوى وتنظيمات فلسطينية مختلفة، ووصفت حركة المقاومة الشعبية ما حدث بأنه "محاولة دنيئة وخسيسة استهدفته مجموعة من جهاز حماة الثغور من قبل فئة ضالة ومنحرفة"، مضيفة أنها "محاولة خارجة عن قيم مجتمعنا وديننا الحنيف".
الجبهة الديمقراطية وصفت التفجير بانه "عمل إرهابي جبان ولا يمت للدين والأخلاق بصلة، ولن يخدم سوى الاحتلال وأعداء الشعب الفلسطيني".
اما القيادي في حركة حماس مشير المصري فقد وصف مفجر نفسه بأنه من أصحاب الفكر المنحرف، ويجب محاسبة كل من تسول له نفسه النيل من أمن غزة.