نشر بتاريخ: 27/03/2018 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كما جرت العادة، يقتحم الاحتلال مناطق "A" في الضفة الغربية كل ليلة وكل يوم دون أي إعتبار لأي شيء. وكما جرت العادة يستخدم الاحتلال المستعربين (جنود كوماندوز ولكن بصفات المرتزقة، يتم تدريبهم في معسكرات مغلقة بعيدا على قوانين العسكر حتى يعتادوا القتل والتوحّش. يتم تدريبهم على التصرف مثل العصابات وبقسوة مفرطة دون إلزامهم بأية حدود أو أخلاق وبلباس مدني وممنوع محاكمتهم أو مساءلتهم قانونيا ويتم تدريبهم على القتل والإختطاف).
الليلة الماضية إقتحم المستعربون مخيم الدهيشة بواسطة سيارة تحمل لوحة أرقام فلسطينية، وكانت الساعة 5:30 فجرا. وكان العمال قد بدأوا النزول الى الشارع للوصول الى ورشات عملهم.
عملية الاختطاف كانت سهلة وسريعة، وهدف الجنود إختطاف الشاب عبد الله داوود رمضان. وبالفعل تمت عملية المباغتة بسرعة ونجاح. عبد الله اكتشف المستعربين فحاول الهرب ولكنهم أطبقوا عليه وهاجموه كالوحوش. وبعد ان تم السيطرة على عبد الله، قام الجنود باطلاق النار باتجاهه فاصيب - بالصدفة لم يستشهد مثل الشهيد السراديح في أريحا.
بعد أن تمت عملية الإختطاف على طريقة عصابات المافيا. وصل الى المكان جيش الاحتلال بدوريات عسكرية كثيرة الساعة السادسة فجرا. وفي تقييم ميداني سريع إكتشف ضباط الاحتلال أن عملية إطلاق النار التي قام بها المستعربون مفرطة ولا مبرر لها، وأن الجريمة جرى تصويرها بواسطة كاميرات سوبرماركت المغربي _ مغربي مول ) المعروف في المنطقة.
وعلى الفور إقتحم المستعربون السوبرماركت وهم باللباس المدني والسلاح، وبدأوا بخلع السقف بحثا عن محرك الكاميرات لمصاردته. فقام صاحب السوبرماركت وهو إسماعيل المغربي يسألهم لماذا تقومون بخلع السقف. فقاموا بخلع أنفه وكسروا وجهه وانهالوا عليه بالضرب مثل المجانين. وصادروا الكاميرات بعد ان تسببوا في تشويه وجهه وشجّوا رأسه. وتم نقله لمستشفى الجمعية العربية في بيت جالا لاجراء عمليات اعادة الأنف المكسور ومعالجة رأسه وجسده الدامي.
كل هذا، كان مجرد حادث يومي لم يعد الصحفيون في فلسطين يقفون عنده. ولكن ما حدث بعد ذلك هو المهم.
بعد ساعات وصل الأمن الفلسطيني، وشرع يسأل عن تسلسل الأحداث. وطالبوا عائلة المغربي بإعادة قطعة حساسة ومهمة وقعت من سلاح المستعربين. عائلة المغربي المصدومة لم تستوعب الأمر وما هو المطلوب منها.
ويتضح أن جيش الاحتلال، تقدّم بشكوى للإرتباط الفلسطيني ضد سوبرماركت المغربي، وفحوى الشكوى أنه وخلال قيام الجنود والمستعربين بمهمة ضرب وتكسير إبنهم اسماعيل، سقطت قطعة كاميرا حساسة عن بندقية احد المستعربين. وأن هذه القطعة صغيرة ولكنها مهمة جدا بالنسبة لهم.
بدأت عائلة المغربي بالبحث عن القطعة ونسوا مصابهم. ولكنهم لم يجدوها وأبلغوا الامن الفلسطيني بعدم وجود مثل هذه القطعة في محلهم.
عاد الامن الفلسطيني ونقل تحذيرا لعائلة المغربي: ان جيش الاحتلال يهدد باقتحام الدهيشة مرة أخرى للبحث عن قطعة البندقية التي وقعت داخل السوبرماركت.. وقام أبناء عائلة المغربي بالبحث مجددا دون جدوى، وساعدهم في ذلك ضباط الامن الفلسطيني.. وفي النهاية تم العثور على كاميرا البندقية (وهي حساسة ومتطورة ) وقد سقطت في منطقة بيع المكسّرات.
وبين إسماعيل الذي تعرّض للتكسير، وبين زاوية المكسّرات. تظهر الأسئلة الأخلاقية الكبيرة.
هل مطلوب من الضحية أن يبحث للقاتل عن سلاحه ويعيده له بكل أدب وإحترام ؟
هل مطلوب من الأمن الفلسطيني ان يستجيب لهذا الطلب ؟
من هو ضابط الارتباط "الجاهل" الذي وافق على الاستجابة لهذا الطلب دون الرجوع الى المستوى السياسي.
لماذا لا يتم رفع قضايا في المحاكم الإسرائيلية والدولية ضد المجرمين الذين أطلقوا النار وأصابوا عبد الله؟
لماذا لا يصار إلى محاكمة المجرمين الذي كسّروا إسماعيل قبل أن نبحث لهم عن قطعة البندقية في زاوية المكسّرات!!!
إذا كان ضباط الاحتلال أصيبوا بمرض السادية. فلماذا نقبل أن نصاب نحن بمرض المازوخية؟
أخي الضابط الفلسطيني ... أنا لا ألومك ولا ألوم أي جندي من شعبنا ولكنني ألوم الذي أصدر هذا الامر السخيف.
اذا قال لك أي صهيوني حقير: اضرب نفسك.
فلا تضرب نفسك..