نشر بتاريخ: 13/05/2018 ( آخر تحديث: 13/05/2018 الساعة: 12:25 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
قامت إسرائيل بتزوير التاريخ أمام عيون العالم ، وقالت إن العصابات الصهيونية هزمت سبعة جيوش عربية . والحقيقة غير ذلك حيث أن الاحتلال البريطاني ومعه الدول الكبرى قاموا بتسليح 400 الف مستوطن بأحدث الاسلحة وبذخيرة لا تنتهي لمواجهة شعب أعزل . والحقيقة الأهم ان عدد الجنود العرب الذين دخلوا وحاربوا في فلسطين لم يتجاوز 16 ألف جندي . أي أن 400 ألف مستعمر ومعهم بريطانيا العظمى هزموا 16 الف مقاتل عربي نفذت ذخيرتهم .
وكانت النكبة ، والجوع والتشرّد والتحطم والتهجير من خلال المذابح والقصف من الطائرات والقاء الالغام داخل نوافذ منازل من رفضوا التهجير . ولا تزال جرائم ومذابح تلك النكبة لم تكشف حتى الان للعالم ، لعدم وجود كاميرات أو صحافة عادلة تغطي تلك الاحداث في عام 1948 ، بل إن العالم يعتمد حتى اليوم على إرشيف الصهاينة في الكشف عن تلك الاحداث .
قبل أيام جاءت لاجئة من شمال الضفة الى مكتبي ، وقالت لي على عجل إن لها عم في مدينة اللد . وخلاصة القصة ان اهل اللد جرى تهجيرهم بالقوة بواسطة حافلات تابعة لعصابات الصهاينة والجيش البريطاني ، وفي الطريق طلب اليهود من الاطفال داخل الحافلة أن ينزلوا لازالة الحجارة التي سقطت على كتف الطريق ، وحين نزل الاولاد ، قاموا باجبار السائق ان يواصل السير وأطلقوا النار في الهواء . وكان ركاب الحافلة يصرخون ( الولد ، الولد راح الولد ) دون أن يلتفت أحد لصراخهم .
ثم تقول القصة أن عائلات يهودية أخذت الاطفال وقامت بتربيتهم كالعبيد لديها !!! تماما كما كتب غسان كنفاني قصة ( عائد الى حيفا ) . والتي ظن البعض أنها ضرب من الخيال .
في الذكرى ال70 لنكبة شعب مظلوم . تستقوي الحكومات الصهيونية بالإدارة الامريكية لإعلان القدس عاصمة لليهود دون العرب . رغم أن اليهود لم يتواجدوا في القدس أساسا , عند قيام اسرائيل . وكانوا يقيمون معكسرات عنصرية في بتح تكفا والخضيرة وتل بيوت ويافا .
النكبة صارت قبل 70 عاما . لكن نكبتنا الجديدة هي القيادات العربية التي فقدت كل كرامة وكل ضمير . فجميع الدول العربية باتت تستخدم جامعة الدول العربية باعتبارها لوح اعلانات لتفريغ الغضب دون تنفيذ أي قرار من قراراتها . ولن يجرؤ أي عربي على طرد السفير الاسرائيلي من أي مكان ، ولن تطرد أية عاصمة عربية سفير أية دولة تنقل سفارتها من تل أبيب للقدس . بعض
الجبناء نكبوا نكبتنا ، ونكسوا نكستنا . ولكن هذا لن يحطم معنوياتنا ، ولن يؤثر في الاجيال العربية القادمة
إسرائيل تريد كل شئ . ومن يريد كل شئ يخسر كل شئ .