الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

إسرائيل دخلت مرحلة التوحش ونجت من جريمة غزة

نشر بتاريخ: 17/05/2018 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

بقليل من الفهلوة الاعلامية الرخيصة التي مارسها الاعلام الاسرائيلي ، وبعض الإتصالات من وزارة الخارجية الاسرائيلية ، وبكثير جدا من الدعم الامريكي ، نجت إسرائيل بفعلتها الأخيرة في غزة . ولأنها معتادة على الشتائم والإهانات لم تؤثر فيها تظاهرات العواصم ولا شجب المنظمات الإنسانية .

توحشّت اسرائيل بكل ما في الكلمة من معنى ، قتلت متظاهرين سلميين بواسطة صواريخ الطائرات النفاثة ، وقصفتهم بالمدفعية ، وذهب رئيس الاركان جابي اّيزنكوط شخصيا ليشرف على المذبحة بأمر من نتانياهو . وكل ذلك بأسلحة امريكية وإعلام أمريكي ومال امريكي ودعم امريكي . أمريكا غرقت بدم الشعب الفلسطيني أيضا . وأياديها ملطخة بدماء الاطفال والأبرياء .

الرد العربي مقلق ووضيع ، الرد الفلسطيني مخجل ومشلول تماما . الرد التركي مشرّف وله كل الاحترام . الرد العالمي محترم .

ولو أن الاحتلال قتل 2500 من أبناء غزة وجرح 62 . لما تغيّر الموقف العربي ولا الموقف الفلسطيني ، فقد إستنفذت الحكومات العربية كل ما لديها من حيل دفاع كلامية لتخدير الجماهير بعد 70 عاما من العجز والتاّمر ، ووصلت إلى مرحلة إستمناء الإهانة والتفاخر بها وتبريرها على شاشات التلفزيون بكل وقاحة . لقد وصلت الحكومات العربية الى الهاوية حتى أعتقدت انها وصلت مرحلة ( الاستقرار ) . وهي تعلم وقد لا تعلم أنه الاستقرار في القاع . قاع العجز والمهانة والإنحطاط .

مجاملات لا تنتهي ودبلوماسية مخزية ، والشرف العربي يدوسه الجندي الاسرائيلي بنعله دون ان يضطر ليخفي ذلك . والوزراء الصهاينة يبصقون كل يوم في وجه الأنظمة العربية ، والحكومات تريد أن تقنع الجماهير أنها ليست بصقة أبدا ، وإنما هي رذاذ المطر والخير القادم من تل أبيب وواشنطن .

سنكررها كل يوم وكل ساعة . إسرائيل توحشت على العرب وعلى الفلسطينيين ، هذه هي اسرائيل الجديدة . البروفيسور توحّش ، والطبيب توحش والصحافي توحش . سائق التكسي توحش والطيار والممرض وحفار القبور ، الاشكناز توحشوا والسفارديم توحشوا . ولا أمل في بيانات الشجب .

الحل هو الذهاب الى أبعد من ذلك . وأوله طرد السفراء العرب من عواصم العرب . ووقف التنسيق الامني مع السلطة ، وصبّ كل الدعم والجهود في منظمة B D S لأنها لا تشكل أي بديل لمنظمة التحرير " الجميلة " . وإنما هي البوابة التي من خلالها سيدفع الاحتلال الثمن على جرائمه .