الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

كأنما توقفت اّلة الزمن في فلسطين منذ العام 2008

نشر بتاريخ: 01/05/2019 ( آخر تحديث: 02/05/2019 الساعة: 10:01 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

توقفت اّلة الزمن في فلسطين عام 2008 ، توقفت سياسيا واقتصاديا وعلميا وأكاديميا وحكوميا وزراعيا وصناعيا وانتاجيا . وحين فشلت تسيبي ليفني في تشكيل حكومة اسرائيلية في ذلك التاريخ وقفز نتانياهو الى الحكم وأوقف العملية السياسية وأوقف التفاوض لاقامة دولة فلسطين قام بتدمير كل شئ وأبقى الارض المحتلة على حافة الجوع وحافة الجنون وحافة البقاء وحافة الانقسام وحافة المرواحة . دخلت البلاد مرحلة الجمود السياسي وأصبح الهم الأكبر للفلسطينيين هو الحصول على راتب شهري من الصراف الاّلي ، فتوقفت الزراعة وتعطلت الصناعة ودخلت العقول في اجازة مفتوحة .
تم تدمير المطار في الدهنية وجرى قصف الميناء في غزة ، وترهيب سكان القدس واعتقال سكان الضفة بعد اجتياح مدنهم فتحوّلت الحياة الى مشهد سوريالي غبي لا جديد فيه .
تمضي السيارة من راس الناقورة الى عكا ومن عكا الى حيفا ومن هناك الى طبريا .. وقبل ان تدخل جنين تشعر ان الزمن قد توقف ، أنت تمشي السيارة من بيت جبرين الى بيت شميش الى الخليل فتعتقد أنك انتقلت الى دولة اخرى . أنت تنزل من يافا الى القدس عبر شارع عابر البلاد الجديد وحين تصل الى دير ياسين وبيت صفافا ترى ماذا فعل اليهود خلال 11 عاما وما ان تدخل بيت لحم حتى تختنق وتشعر انك دخلت الى السجن .
أنت تقف في مستوطنة موديعين غرب رام الله وترى الشوارع الفسيحة التي يمكن لمروحية ان تهبط بها من هناك تنظر الى مدينة رام الله التي تفتقد تماما الى هندسة المدن فتعتقد انك تنظر الى عشوائية فقيرة لا يساعدها الكرميد الأحمر في تغطية بؤسها وحزنها .
أنت تسير في شارع عسقلان وتتجه نحو غزة ، وحين تصل الى حاجز إيريز بيت حانون تشعر أنك تدخل الى سجن الكونترا الذي لا يخرج منه أحد على قيد الحياة ...
الحكومات المتعاقبة استمرأت الواقع وعملت على إجتراره ما أمكن، الوزراء عاشوا في فقاعة الهروب حتى الثمالة، السياسيون خدعوا الجمهور ، الفصائل شاركت في الجريمة وتوقفت عن النضال سوى في فنادق المدن المكيّفة.
وقد صنع الاحتلال الصهيوني أبارتهايدا كاملا متكاملا . مناطق غنية ومناطق فقيرة , مدن حديثة ومدن تفقتر لكل شئ , أنظمة سير مختلفة وحياة مختلفة وأجور مختلفة ورواتب مختلفة وطعام مختلف ..
يحدثني أحد العمال الفلسطينيين الذي يمتلكون الجرأة والقوة كي يتسللوا للعمل داخل الخط الأخضر : انا لا أشتري علبة السجائر من بيت جالا بل أشتريها من بيت صفافا !! سألته لماذا ؟ فقال : لأن جنود حرس الحدود الاسرائيلي يكتشوف العامل الفلسطيني من ماركة ملابسه ومن علبة سجائره !!

في عيد العمال ,, تحية للعاطلين عن العمل .
وبالمناسبة وبعيدا عن الاحتفال الذي لا إحتفال فيه : أين الخطة ؟
حكومات توقفت عن توظيف الخريجين وقطاع خاص أتخم بالموظفين والعاملين ,, من يخطط لماذا ؟