الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

يا وحدنا

نشر بتاريخ: 13/06/2019 ( آخر تحديث: 13/06/2019 الساعة: 13:27 )

الكاتب: بهاء رحال

الرهان على مواقف بعض الدول العربية الشقيقة والصديقة والحليفة سقط، واكتملت صورة المشهد القادم للدول المشاركة في مؤتمر البحرين الاقتصادي، الذي يأتي بدعوة من أمريكا وبمشاركة عربية ليست محدودة كما كنا نعتقد في البداية، خاصة وقد كانت القيادة الفلسطينية تراهن على مواقف جمهورة مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، لكن الرهان سقط بعد أن أعلنت السعودية والبحرين وقطر ومصر والأردن التي جاء موقفها متأخراً، فأعلنت رغبتها بالمشاركة وقد ظننا أنها سترفض المشاركة ورفعنا سقف الرهان فأصيبت القيادة الفلسطينية بخيبة أمل، وانتهى الرهان على مواقف الدول العربية التي حاول الفلسطينيون استنهاضها لمواجهة صفقة القرن.
قد يقول قائل أن مشاركة العرب في مؤتمر البحرين تأتي في إطار الإجبار والإكراه الذي تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية مستخدمة نفوذها وقوتها وهيمنتها السياسية والاقتصادية، وقد يجد البعض ما يبرر المشاركة بهذا الشكل على استحياء وخجل لدرء مخاطر غضب واشنطن والبيت الأبيض، لكن هل هذا مقبول؟ وإلى متى سيبقى العرب يقفون عاجزين أمام كبرى قضاياها الوطنية والعروبية! وإلى متى سيبقى الفلسطينيون وحدهم يشكلون رأس الحربة في المواجهة ولا ظهر لهم سواهم.
لا شك بأن الإعلان عن مشاركة الأردن في المؤتمر تشكل خيبة أمل كبيرة، خاصة وأن القيادة الفلسطينية راهنت على مواقف دول عربية كثيرة فخاب رجاؤها، وجاءت في النهاية الانتكاسة الأخيرة من الأردن الشقيق لتشكل ضربة في الخاصرة، وتفتح الباب أمام تساؤلات كثيرة عما ستؤول إليه الأوضاع في الأشهر القريبة القادمة؛ وهل حقاً وافق العرب على صفقة القرن؟ الإعتقاد بأنهم ولو وافقوا فإنهم موافقون بالإكراه، وأنهم مرغمون عليها، ولكن هذا لا يعني أن الصفقة ستمر، لأن الصمت الذي يسكن الفلسطيني إلى الآن لا يعني القبول مطلقاً، ولا يعني أبداً الهزيمة والموافقة، بل يعني أنه ينتظر اللحظة التي سيقلب فيها الطاولة، حينها يعلوا صوت الحق ويذهب المنافقون والشيطان ومن معهم إلى صفحات التاريخ السوداء، ولن يبقى لمشاريعهم التصفوية أي أثر، ولهذا يتسآل البعض متى سيقلب الطاولة، الفلسطيني الصامت الثابت المتمسك بحقوقه الوطنية والسياسية والدينية والاقتصادية. وهنا نقول لا تتعجلوا فإن حتمية الإنفجار قادمة، وأن من وضع القنابل الموقوتة وتنكر للمفاوضات وتفاخر بانسداد الأفق السياسي وجاء بصفقة العصر وضع القنابل في الطريق لكنه لا يمتلك صمام الانفجار.
والآن وبعد أن سقط الرهان على مواقف الدول العربية برفض المشاركة في مؤتمر البحرين الذي يأتي كمقدمة لصفقة القرن المزمع الاعلان عنها، ماذا أمام القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني أن يفعل؟ وهل المؤتمر الذي تستعد لعقده منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، لمواجهة مؤتمر البحرين سيحظى بمشاركة عربية على أعلى مستوى؟ وهل سيتخذ قرارات ذات فعل عملي جاد على الأرض؛ أم أن المؤتمر سيضيف انتكاسة جديدة في المشهد الراهن، وسيضع المزيد من العراقيل في الطريق، وسيكون بوابة الإنفجار الذي مهدت له الولايات المتحدة حين قاربت مواقفها لتتماهى ومواقف حكومة الاحتلال الرامية لفرض خارطة جديدة ونسف الحقوق وتمكين كيانها الهزيل، وحين تنكرت لوعودها وحاربت قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وتخلت عن دورها في أن تكون راعياً لعملية السلام، فأضحت بوقاً من أبواق الخراب.