الثلاثاء: 16/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

قطار النجاح

نشر بتاريخ: 08/08/2019 ( آخر تحديث: 08/08/2019 الساعة: 17:12 )

الكاتب: د. مازن صافي

ثمة أفكار عميقة تنتاب الانسان في لحظات الصفو أو الضيق، وبعضها يعكس طبيعة اسلوبنا في الحياة، وبعضها الاخر حصيلة التجارب والمواقف التي قد نكتشف فيها قدرتنا أو ضعفنا، ولذلك علينا ألا نضيِّع تلك اللحظات، فكثير من التغيير يولد في تلك اللحظات وربما يتم التأثير في نمطية ما أو واقع ما فيكون التغيير بصمة لنا تستمر في وجودنا الجسدي أو بعد نزع الروح منا.

في مساء غير بعيد، وبعد ساعات من الحوار مع أصدقاء، وقد وقعنا بين الليّن والشدة، نظرت الى كيفية إدارتنا لبعض احتياجاتنا أو رغباتنا أو طريقتنا في إقناع الغير أو الاقتناع به، فصديق طرح أن التسامح انكسار، وأن الصمت هزيمة، وقد قلت له أن التسامح يحتاج قوة أكبر من الانتقام ، وأن الصمت أقوى من أي كلام، ولم يعقب، بينما صديق آخر قال أن كل انسان يحب أن يكون شيئا مذكورا، وربما يرضى بالقليل، فقلت هناك من يبحث عن نفسه وهناك من تبحث نفسه عن الجميع.

وعن التميز والاختلاف، اتفقنا ان الانسان يمكنه القيام بشيء "مختلف"، وان يبذل جهد "مختلف"، وبالتالي فان الخلاف يجب ان ينتهي لاتفاق، وتحديد امكانية العبور الى الاتفاق، وعدم التجمد في قرارات "تقيد" الفعل لاحقا او تحاصر "السلوك"،.

مما يقتل روح العمل ويضعف عوامل النجاح، غياب الخطة والعمل فقط بالنتائج "ردود الفعل"، او انتظار المجهول، وهذا مدعاة لاحقا للتبرير او اختلاق الاعذار، مما يعني وقوع "الهزيمة النفسية" وفشل العمل، وربما يصيب الانسان الخمول وان يبتعد عن محيطة فيتحول الى شخص سلبي دائما الانتقاد الغير مبرر، وقد يدخل في هامش "معارك" جانبية يصطنعها أو يتوهمها فيغرق في القاع أكثر وأكثر.


ان النجاح قطار سريع، لا ينتر أحد، ولكنه نظام حياة ومحطات وقوف وبرامج ومبادرات وحوافز وعثرات وتحديات ومنعطفات، فقد ينزل منه اشخاص وقد يصعد له آخرون، لكنه لا يتوقف ولا يكترث بمن هم في القاطرات، لذلك فان تحديد الهدف أولا وبرؤية واضحة وأدوات فعالة، تطيل فترة البقاء في القطار حتى الوصول الى مبتغانا وتحقيق ما نريد.


من كتابي
#فيمساءالحنين