السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

حماس من مشروع المقاومة لمشروع المقايضة والإمارة

نشر بتاريخ: 19/08/2019 ( آخر تحديث: 19/08/2019 الساعة: 13:37 )

الكاتب: عمران الخطيب

التحول في المواقف والسلوك والقيم والمبادئ الجهادية، إلى شهوة الحكم والسلطة، هذه التوجهات والتحولات بدأت بشكل تدريجي بعد رحيل الزعيم المؤسس الشهيد الشيخ أحمد ياسين رحمه الله، ورحيل صقر المقاومة الدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي الذين اغتيل سلسلة من قيادة وكوادر حماس الذين استشهدوا، هذه الإغتيالات التي حدثت بعد سلسلة من العمليات العسكرية النوعية التي نفذتها المقاومة الإسلامية في عمق الأرض المحتلة،وكان قد سبق ذلك سلسلة من عمليات الاغتيالات التي استهدفت الصف الأول من القيادات العسكرية النوعية، والقيادات السياسية، توجهات حماس كانت ترفع شعار فلسطين أرض وقف من النهر حتى البحر وعاصمتها القدس ،ومع ذلك تحول موقف الشيخ أحمد ياسين رحمه الله إلى القبول في دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 ،ولكن دون الإعتراف بدولة اسرائيل، ولم يكن مطروحا في أبجديات حماس في تلك الحقبة، وقد شعرت إسرائيل بتقليص الفجوة بين حماس وحركة فتح بشكل خاص ومع المشروع الوطني الفلسطيني الذي تم إقرارها في دورات المجلس الوطني الفلسطينى وإعلان الدولة الفلسطينية عام 1988في الجزائر، بل إن أصبح هناك تواجه لدى حركة حماس بعد انطلاق الحوار واللقاءات الفلسطينية 2004 في القاهرة حيث ترأس وفدها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي،وكانت اللقاءات بمقر المخابرات المصرية، بدء حوارات داخلية إيجابي وفكرة القبول دخول حماس إطار منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها الشرعية، وقد سبق وشارك الشيخ أحمد ياسين في المشاركة خلال إنعقاد اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني بصفته مراقب، وبعد رحيل الشهيد الخالد ابو عمار نهاية 2004 وتولي الرئيس محمود عباس رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية وانطلاق حوار يوم 16/2/2005 بين فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس والجهاد الإسلامي.
وقد ترأس الجلسة الافتتاحية الرئيس الفلسطينى محمود عباس وبحضور الأمناء العامون الفصائل الفلسطينية حيث تم بلورة إتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، استعدادا لانسحاب اسرائيل من قطاع غزة أو أطلق عليه الجانب الإسرائيلي إعادة الإنتشار، والخطوة التالية تكمن في تشكيل الإطار القيادي الموقت بمشاركة حماس والجهاد الإسلامي من الدخول والمشاركة فى منظمة التحرير الفلسطينية، وكذلك إجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية بنسبة 50% قوائم و50 % دوائر وأجريت الانتخابات التشريعية ولم تنقلب الشرعية الفلسطينية ممثلة في الرئيس الفلسطينى محمود عباس رئيس دولة فلسطين والقيادة الفلسطينية والسلطة الوطنية والأجهزة الأمنية على تلك النتائج رغم إمكانية حصول ذلك، حيث أن السلطة تمتلك كل الإمكانيات في الانقلاب على هذه النتائج، ولكن الأمر جرى بشكل معاكس حيث انقلاب حماس العسكري والدموي على الشرعية الوطنية الفلسطينية،والسيطرة المطلقة على قطاع غزة، لتحقيق أهداف إسرائيل وحماس والذي يقضى ان لا دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 67، وبذلك أسرائيل تتحلل من كافة الاتفاقيات وقرارات الشرعية الدولية ، وبما في ذلك إتفاق أوسلو وملحقاته، المهم أن حماس كانت ترفض مجرد الهدنة ووقف إطلاق النار قبل أن تتولى السلطة؟ الآن تمنع وتؤكد على منع إطلاق الصواريخ أو القيام بعمليات استشهادية كما في السابق بل تلتزم بكافة الاتفاقيات مع العدو الإسرائيلي وتنشر قوات الأمن من أجل منع تسلل أفراد أو مجموعة في القيام بعمليات موجهة لاسرائيل، بل تحرص على منع الجماهير الشعبية في المسيرات من الاقتراب من الشريط مع العدو الإسرائيلي
علمنا أن حماس كانت ترفض مجرد الهدنة ووقف إطلاق، واليوم يصدر فتاوى جديدة صادرة من حركة حماس تنص بعد الحمد لله وحدة. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده فإن واجب الوقت إبقاء جذوة الجهاد مشتعلة في نفوس المؤمنين، وتحريضهم على القتال،وتربية الجيل الناشئ على الفضائل والمكارم، والتزام طريق الطاعة، واجتناب المعاصي، ويلزم صاحب السلطان الاجتهاد في محاربة أسباب الشهوات والشبهات، والسعي في إصلاح المجتمع الحاضن لمشروع الجهاد.
تم الاعلان ان الخارج لقتال العدو دون إذن سابق لا يخلو ان يكون حالة من اربع:
ان يكون تابعاً لأحد الفصائل العسكرية لا يجوز له القتال دون إذن من قيادته للاعتبارات التالية: الأول أنه محكوم بقواعد السمع والطاعة للقيادة، وسلسلة من قواعد الإفتاء حسب ما ترها اللجنة الشرعية لدى حماس في قطاع غزة، يعني في المحصل لم تعد حماس فقط تلتزم بنص الهدنة طويلة الأمد والاتفاقيات مع إسرائيل فحسب بل تعتمد على الفتاوي التي يصدرها مسؤول الإفتاء لدى حماس حتى تتقاطع مع المصالح التي تفرضها الاتفاقيات بين حركة حماس واسرائيل، قبل أسبوع تسلسل أحد المقاومين واستشهد بعد أن أصاب اثنين من الحانب الإسرائيلي وأول أمس حاولت تسلسل أحد المجموعات تخترق أحد المواقع العسكرية في قطاع غزة وخلال الأسبوع الماضي تتكرر المحاولات المتعددة للمقاومين في اختراق صفوف العدو الإسرائيلي، ولذلك لم تكتف حماس في منع تلك المحاولات، بل اصدارات قائمة طويلة من الفتاوي الشرعية ولا مجال لطرحها في هذا المقال.
نستخلص من ذلك النتائج التالية
1حماس لا تنوي المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام الفلسطيني .
2 الإستمرار في الاتفاقيات مع العدو الإسرائيلي يسهم في استمرار إدخال الأموال الشهرية من قطر بموافقة نياتنايهو إلى حماس.
3 الإستمرار الهدنة طويلة الأمد
سوف يحقق إقامة دويلة حماس في قطاع غزة.
4 يحقق إستمرار الانقسام وسيطرة حماس تاكيد الانفصال بين قطاع غزة والضفة الغربية والقدس.
5 بذلك يتم منع تحقيق دولة فلسطين وعاصمتها القدس
على حدود الرابع من حزيران عام 67 وفقا للقرارات الشرعية الدولية وما يسمى حل الدولتين
وبذلك يتم تنفيذ صفقة القرن هذه النتائج الموضوعية لا تحتاج توضيحا حيث الشواهد تظهر للجميع، لذلك هناك ثلاث حقائق
1 نتنياهو أعلن بشكل واضح وصريح لن نسمح بعودة الرئيس ابو مازن في العودة والسيطرة على قطاع غزة.
2 تجفيف المساعدات إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين للأونروا لحين الانتهاء بشكل عام من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا
3 نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس.
4 سرق أموال المقاصة الضرائب الفلسطينية بفرض عقوبات على السلطة الوطنية الفلسطينية بصرف رواتب الشهداء والجرحى والأسرى.
5 مرور ثمانية أشهر على احتجاز الأموال الفلسطينية ورفض النظام العربي الرسمي في عدم توفير شبكة أمان مالية لسلطة الوطنية ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الفلسطينية، يأتي كل ذلك في إطار ممارسة أقصى وسائل الضغط على الرئيس الفلسطينى محمود عباس ابو مازن بشكل خاص من أجل القبول بصفقة القرن وبكل الوسائل كم حدث مع الرئيس الشهيد الخالد ابو عمار لذلك على القوى والفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية المستقلة على تمكين الجبهة الداخلية الفلسطينية من خلال المسيرات الشعبية في قطاع غزة وإسقاط سيطرة حماس على قطاع غزة وإنهاء الانقسام الفلسطيني.
والعمل الدؤوب في التصدي لصفقة القرن وهي تعني تصفية القضية الفلسطينية بشكل شمولي ،وهذا يتطلب توفير شبكة أمان مالية من رؤوس الأموال الفلسطينية في جميع أنحاء العالم ومحاسبة كل من تطاول على المال العام ومعا وسويا لمواجهة صفقة القرن والتحديات القائمة