الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

تونس خضراء كربيعها.. وعلى الجميع انتهاج طريقها

نشر بتاريخ: 16/10/2019 ( آخر تحديث: 16/10/2019 الساعة: 19:46 )

الكاتب: ربحي دولة

من تونس كانت الشرارة الاولى لانطلاقة الشعوب نحو تغيير أنظمة الحكم .. من هناك صاح الشعب أن لا لاستمرار استبداد الحكام لا للهيمنة على مقدرات الشعب لحساب الطبقة المتنفذة، صحيح ان قضية بوعزيزي تصدرت المشهد على انها كانت الشرارة التي أشعلت الشارع التونسي في وجه النظام لكن هذا كان نتاج تراكمات على مدار عقود من الزمن عانى فيها شعب تونس من الظلم والقهر والاستبداد حتى جاءت قضية بوعزيزي لتكون بداية لنهاية من عصر القيود الى عصر الحرية.
حيث ومنذ تلك اللحظة وعلى الرغم من المحاولات الكثيرة التي حاولت التدخل في الشؤون الداخلية في تونس الا ان الشعب التونسي كان أوعى وأنضج من كل قوى الظلام التي كانت تهدف الى اغراق تونس في حرب اهلية وصراعات تفتت هذا الشعب العظيم فيما جرت انتخابات حرة ونزيهة وجرى تسليم السلطة بطريقة سلسة وانتخب الشعب التونسي مرشح النهضة لقيادة تونس وقاد تونس في فترة شهدت العديد من الأحداث الدامية.
لكن تونس بقيت تونس محصنة باهلها وشعبها العظيم وبقيت كما ارادها هذا الشعب ولم تنجر وراء كل المهاترات ولم تتساوق مع اَي نداء لا ينادي الى وحدة تونس وطهارة ارضها وهاهي تؤكد مرة أخرى ويؤكد شعبها انهم الارقى والأنقى في ممارسة الديمقراطية من خلال انتخاب رئيس جديد لها لا ينتمي لأي حزب سياسي سوى الى شعبه العظيم وانتخب على اساس برنامجه الانتخابي لا على اساس خلفيته السياسية نعم هذا هو الرقي بحد ذاته وهذا هو الربيع دائم الخضرة لا خريف كما رسم للدول العربيه الأخرى التي ما زالت تعاني من الاقتتال الداخلي والصراع الدائم على السلطة على حساب مصالح الوطن، وستبقى تونس خضراء كربيعها ولن تعيش لحظة خريف كغيرها بفعل الوعي الوطني لابنائها.