نشر بتاريخ: 16/11/2019 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:11 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
حين يحتاج النصر الى مفسّرين ومحللين وماكنات إعلام وندوات ومحاضرات ومتحدثين يقسمون أغلظ الأيمان انهم إنتصروا وقنوات فضائية تقنع الناس بهذا النصر . فهذا ليس نصرا وإنما هروب من النتائج ومحاولة لإسكات أي رأي اّخر .
حين يحتاج النصر الى دلائل ووزراء وحملات إعلانية وشهود . فهذه مرافعة دفاع أمام المحكمة وليس نصرا مؤزرا .
لم تنتصر إسرائيل على الجهاد الاسلامي ، ولو كان ذلك نصرا فلماذا تفعل كل هذا الاجهاد لاقناع الجبهة الداخلية الاسرائيلية بذلك !!
وليس مطلوب من الجهاد الاسلامي أن تجيب على سؤال إذا انتصرت أم لا . لان السؤال غير مطروح أساسا . والشعب الذي يتعرض للقصف ويخسر عشرات الشهداء ويقف في وجه عدوان غاشم ، لا يجوز ان يضع نفسه في خانة سؤال اذا إنتصر ام لا .
مرة أخرى اكتب للسياسيين قصة مسرحية دائرة الطباشير القوقازية للألماني برتولد بريخت وهو من أهم رواد الفن والمسرح الألماني ، كاتب مسرحي، وشاعر غنائي، وكاتب سيناريو، ومخرج مسرحي يقول بريخت أن هناك معارك في الحياة يجب أن تنهزم بها اذا كنت صادقا . واذا لم تنهزم فأنت أرعن وكاذب وممثل .
حين تصارعت الام الحقيقية مع الخادمة الكاذبة على طفل صغير . أمر القاضي بوضع الطفل في دائرة طباشير وطلب من المرأتين أن تحاولا شد الطفل بقوة لسحبه . ومن تنتصر تأخذ الطفل .
الام الحقيقية لم تجرؤ على شد الطفل وسحبه بقوة خشية ان تنخلع ذراعه . امّا الخادمة التي تدّعي أنها والدة الطفل فقد شدّت بكل قوة ولم تكترث . ومن هنا عرف القاضي من هي الام الحقيقية .
لو شدّ زياد النخالة أكثر ، ولم يكترث لدماء اهل غزة لما كان صادقا ولما كان ثائرا . ولكن الاحتلال شدّ واستهتر بدماء الأبرياء . وقتل أكثر وأكثر .
يظن الاحتلال الدموي العنصري أن النصر يأتي بعدد القتلى ، ويوهم نفسه أن الذي يقتل أكثر هو المنتصر .
قال لي الامين العام السابق للجهاد الاسلامي د. رمضان شلح ( صراعنا مع العدو ليس حبة قاتل ومقتول . وإنما صاحب حق ضد ظالم ) .. وأضاف : نحن لا ننتصر بعدد القتلى ، نحن ننتصر بالوعي والصمود في وجه الاحتلال .
ولو وضعنا ثقافة وأخلاق د. رمضان شلح في كفّة وثقافة جميع رؤساء وزراء اسرائيل في كفة . لرجحت ثقافته عليهم جميعا .