نشر بتاريخ: 02/12/2019 ( آخر تحديث: 14/12/2019 الساعة: 10:17 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
قبل عشرات السنين، كانت المدارس أكثر شدة وصرامة . وأكثر أهمية . وكان الطلبة يتسابقون لنيل العلامة الكاملة في العلوم والرياضة والأدب والرسم والصناعة والتدبير على حد سواء .
وحين يكون أحد الطلبة غير مهتم بالدراسة والتعلّم ، كانت إدارة المدرسة تقلق كثيرا على باقي الطلبة . وأن هذا الطالب المهمل الأشعث غير المكترث . قد ينشر عدوى الإستهتار والكسل والفشل عند باقي الطلبة .
هذه النوعية من الطلبة ، لم تكن تعاني من ظروف خاصة تمنعهم من الإجتهاد ، ولم يعيشوا اليتم والفقر ، وإنما كانوا فاشلين لأنهم مضطربون ويعشقون الفشل ، فتراهم يخربون أجواء الدراسة على المعلم ، ويتشاجرون مع باقي التلاميذ المجتهدين ، ويمزّقون دفاترهم ويكسرون أقلامهم ، لأنهم يريدون الجميع أن يكون مثلهم.
كان المعلم يعطيهم سنة فرصة لتقويم سلوكهم والحصول على شهاده تمنع عنهم الفقر والعوز .
ومن ثم تعطيهم المدرسة سنة أخرى ، فرصة ثانية . وسنة ثالثة كفرصة أخيرة .
وحين لا يستجيبون يتم فصلهم من المدرسة ، ولا يكتب في الشهادة أنه مفصول وانما يكتب عبارة عظيمة ( يكتفى بتعليمه ) .
إن الانفصال عن الواقع . وعدم الإستجابة للمحفزات . يعني فشل تكرار محاولات التعديل السلوكي ، والحاجة الى تغيير جذري في المهام . وبالتالي كانوا يصرفون من المدارس الى سوق العمل فورا .
هناك إحتمالين : إمّا أن العديد من قيادات الشعب الفلسطيني هم من جماعة " يكتفى بتعليمه ". وإما أنهم حصلوا قبل عشرات السنين على فرصتهم عن طريق الخطأ ويجب منحهم الآن ورقة يكتفى بتعليمه .
الاحتلال يريد فصل غزة وإقامة كيان محاصر هناك ، ويريد تهويد القدس وضم الضفة .. ما الغامض في هذا السطر !!! ولماذا يتعبون قلوبنا بالإنقسام الغبي !! والجدل البيزنطي السخيف ..
أيها الناس ..
يكتفى بتعليم القيادات .