الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجديد ليس لدى حماس فقط يا خطيب الجمعة

نشر بتاريخ: 07/12/2019 ( آخر تحديث: 07/12/2019 الساعة: 22:37 )

الكاتب: د.طلال الشريف

حاز موضوع المستشفى الأمريكي في قطاع غزة على إهتمام ليس السياسيين والصحفيين فقط، بل إهتمام الجمهورين، الوطني، والحمساوي، وكل فريق يدفع في إتجاه تجريم الآخر حتى وصل الأمر بحمساويين جهروا صراحة أن من حق حماس أن تفتح علاقة مع الولايات المتحدة مادامت رام الله تشارك في الحصار على غزة، وفي المقابل كانت خطبة الجمعة أمس في مسجد المقاطعة في رام الله تستشهد وتفسر سورة التوبة وتنسب تشابه الأحداث في نزول سورة التوبة وما تفعله حماس من تعاطي مع الأمريكان وكأنه مسجد ضرار يجب خلعه وإحراقه وهي دعوة صريحة لمقاومة التدخل الأمريكي وللقبول الحمساوي تصل حد القتل بعد رفض الاستتابة وترك الكفر، وقد تكون الأربع أشهر لإستتابة الكفار في سورة التوبة هي تعني الفرصة لحماس وإلا، هكذا فهمت، ولا أدري إن كان فعلا المؤمنون في رام الله سينفذون وعد الله في سورة التوبة بعد تلك الشهور الأربعة أم هي ضربة مقفي على رأي المثل الفلسطيني، وهذا المقفي هو الذي لم يتبق لديه ما يمنع المشركين في غزة من إقامة مسجد ضرار المستشفى الأمريكي إلا التهديد الذي غاب طويلا، والذي فهمناه منذ البدء أن الرئيس والفتحاويين لا يمكن أن يلجوا في الدم الفلسطيني، فما الذي تغير ؟ وهل هذا هو الجديد لديكم؟
الذي تغير لدى الرئيس وفتح ليس أنهم حقيقة سيغيرون شعار "حرمة الدم إلى سفك الدم" ، لا، فهذا غير ممكن أصلا، إذا مالذي يدور؟

حماس تقدمت وتطورت سياسيا وهذا من حقها في الأقتراب أو تبني علاقات مع الأمريكان وإبرام هدنة مع إسرائيل في غياب القرار الموحد والممثل الموحد للشعب الفلسطيني، وحدث هذا من إهمال أصحاب منظمة التحرير من الحفاظ على تنفذها في القرار ، أو إجتهاد حماس لتخليصها الدور أو جزء من هذا الدور الذي كان ملكا لمنظمة التحرير وهي صاحبته الشرعية، ولا فرق بين السببين بعد أن ضاعت الشرعيات، والأسباب معروفة لأصغر طفل فلسطيني.

لماذا يزعل الوطنيون من حماس إن إعتدلت وأيضا يزعلون إن تطرفت في موقفها ممن إعتبرناه راعي السلام في المنطقة وسلمناه أوراقنا لأكثر من عقدين؟

أنا شخصيا لا أتفق مع حماس قلبا وقالبا ولا أريدها في الحكم ولا في موقع اتخاذ القرار وهذا حقي وحق كل مواطن لا يريدها، في مقابل حق كل مواطن يريدها في الحكم، وكذلك لأشياء كثيرة آخرها وأشملها نزعة حماس نحو السلطة ومكاسبها ومضعافاتها على المجتمع والمصالح الشخصية والحزبية التي لا تبعد كثيرا عن سلوك سلطة رام الله إن لم تكن الحالة أسوأ لأننا محاصرين جميعا، ورغم أن الحريات في غزة كانت أوسع في حقبة سلطة فتح قبل الأنقسام.

من هنا تقول يجب على الوطنيين أن لا يغضبوا من حماس على تقدمها نحو برنامج السلام ورعاة السلام الذي كان الجميع يطالبها به منذ زمن للإنضمام لمسيرة السلام، وهي على ما يبدو قادمة، رغم ضياع الأرض وضياع السلام، لذلك، لماذا القلق والزعل والغضب من ذلك؟
ولكي لا نستمر في البكاء على سور الإنقسام طلبا للخروج من الأزمة والمحنة الذي ثبت أنه صراع على السلطة بقدر ما جنحت إليه حماس قبل وأثناء وبعد إنقلابها والذي تجنح له الآن سلطة رام الله بعد أن شعرت ببدء سحب البساط من تحت أقدامها وظهور علامات تغيير سياسة ومواقف حماس تجاه الحلول السلمية وبناء العلاقة مع الولايات المتحدة.

هل خشيت السلطة في رام الله على السلطة والحكم والقرار ،؟
ومن هنا أقول هزيمة حماس وإستعادة قوة منظمة التحرير وقرارها المستقل أسهل من ذلك وهي تبدأ بتفويض الشعب الفلسطيني في الانتخابات من جديد، وهاي الانتخابات على الباب وعالميدان يا حميدان، وبدون إستتابة وتفسير سورة التوبة لا تقدرون عليها أيها الخطيب.