نشر بتاريخ: 15/12/2019 ( آخر تحديث: 15/12/2019 الساعة: 16:24 )
الكاتب: رامي مهداوي
ما يدور في الفلك الفلسطيني مؤخراً من قضايا ناتجة عن مُخرجات أفراد، مؤسسات، عبارة عن انتهاكات تضع المواطن الفلسطيني في متاهات جديدة نحن لسنا بحاجة لها مطلقاً، وعلى العكس كلياً يؤدي ذلك الى اضعاف وانهاك الجسد الفلسطيني ليصل مرحلة علينا وضعه في غرفة الإنعاش.
تم تعذية الجسد والروح الفلسطينية بمعلومات متنوعة وبقضايا مختلفة وبأشكال وأساليب متعددة، أثار ذلك جدل في الشارع الفلسطيني، وفي ذات الوقت تم توقيف عرض فني على خشبة مسرح لأهم أماكن التنوير الثقافية والتعليمية بالدولة وهي الجامعة.
بالتالي ان ما يواجه الجسد والروح الفلسطينية من حجب و تسليط، عبارة عن مُنتجات على شكل معلومات غوغائيية بالغة السذاجة حد التهريج، من خلال أبعادها الثلاثية: المنتِج، والمنتَج، والمستهلك_ المستهدف_ بالخطاب. من هنا ندرك أن هذا الخطاب ينطوي على تأزمات عميقة على الصعيد البنيوي.
هناك عدد من الشخصيات الفلسطينية من مختلف القطاعات و (بعض) المؤسسات الفلسطينية بمختلف أنواعهم معطوبين بكل العناصر الإنتاجية، فنجدهم ينحازون انحياز كامل لشخص ما؟! توجه ما يعود بمصلحة لهم!؟ ما جعل الجسد والروح الفلسطينية تواجه اشعاعات قاتلة تتمثل في: التخلف العام،التطرف من بأنواعه،ضيق الأفق، الانزعاج من النقد البنّاء، رفض الآخر، وغياب التوجهات المستقبلية الواعية، وازدراء الفردية المضادة، واللاواقعية الزمانية والمكانية_ فضاء المسرح_، والانطلاق من الأبعاد الأحادية من منظور خاص دون قياس التغذية الراجعة كتجربة، والعاطفية المرضية، وتهميش الموضوعية العلمية في الطرح، وضمور الروح الابتكارية والخروج عن النص، وهجر أدبيات التحاور المنتج.
ما يجعلهم أشبه ما يكونوا بالغوغائيون"السحيجة" الذين يهدفون إلى افتعال مظاهر الولاء والإلهاء بدلا من تناول القضايا الجادة، وتحويلهم النقاش العام إلى خصومة بين أطراف أصحاب القضية؛ ليلعبوا أدوار الهرج والمرج، فنسمع عبارات زاعقة تنم عن الإفلاس الفكري.
أستطيع القول، ما حدث وسيحدث من إنتاجات متنوعة على الصعيد الفني، الإجتماعي، السياسي، الإقتصادي أصبحت لا تمثل الواقع لأن الواقع هو منغلق على ذاته، وأصبحت أي محاولة لتصحيح المسار ومحاولة دق جرس المنبه أشبه ما يكون بدق طبول الحرب بين جيوش مستعدة للحروب بأي وقت وأي مكان لأنها بالأساس مهزومة ولا شيئ تستطيع فعله سوى محاولة نثر رمال الحرب.
جسد الفنانة عشتار قام بتعرية عقولنا السلطوية من ناحية وقام بكشف عيوبنا في كيفية إدارة الأزمات من ناحية أخرى، دور الفنان/ة هو صياغة الواقع كما يراه وليس كما العادات والتقاليد تريده، بمعنى لن يقدم الفنان/ة ما هو قائم، لهذا عليه تحطيم التابوهات التي صنعها المجتمع وليس اعادة تقديم منتجاته له.