السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

التحديات التي تواجه حركة فتح في الانتخابات القادمة

نشر بتاريخ: 18/12/2019 ( آخر تحديث: 18/12/2019 الساعة: 20:35 )

الكاتب: عوني المشني
خمس تحديات رئيسية تواجه حركة فتح في الانتخابات القادمة ، خمس تحديات تحدد طريقة التعاطي معها نجاح او فشل الحركة في الانتخابات ، وربما تحدد ما هو اكثر من ذلك في المستقبل المنظور
التحدي الأول هو فشل المشروع السياسي ، سواء اعترفت فتح او لم تعترف فقد فشلت الحركة في الوصول إلى دولة فلسطينية عبر اتفاق أوسلو ، سوقت فتح الأتفاق بانه " ممر اجباري " سيؤدي بالضرورة إلى دولة مستقلة ، بعد مضي ربع قرن تحول الاتفاق إلى ممر اجباري لترسيخ الاحتلال، حل الدولتين يتآكل تدريجيا ، والاحتلال يترسخ ويتعمق السؤال كيف ستواجه فتح هذا التحدي ، ما هي البدائل التي تقدمها
التحدي الثاني : الانطباع السائد بفساد السلطة والتي تقودها فتح ، سواء كان هذا الفساد مضخم او مبالغ فيه او موجه من قوى معادية فالانطباع السائد والى حد كبير جدا ان فتح احتضنت نظام سياسي ينخره الفساد ، وعدم ابقاء هامش بين فتح والسلطة عزز هذا الاعتقاد ، ما هو الخطاب الذي ستقدمه فتح للجمهور في هذا الشأن ؟؟؟ ان مقولة سنحاسب الفاسدين باتت ممجوجة ولا تقنع احدا بعد مضي كل هذه السنوات دون ان عمل حقيقي ضد الفساد . ان خطاب مختلف نوعيا اتجاه الفساد لا يكفي اذا لم يقترن بما يخلق انطباعا بان صفحة جديدة مختلفة قد فتحت وهذا ممكن حتى خلال العملية الانتخابية
التحدي الثالث : القائمة التي تقدمها فتح في الانتخابات ، هل ستقدم فتح قائمة مستهلكة جماهيريًا ؟؟؟ أم ستكون قائمة باسماء جديدة ولكنها ظل للاسماء القديمة المستهلكة ، هل ستغير نوعيا وتقدم اسماء لها مصداقية واحترام شعبي ؟؟ والأهم طريقة اختيار القائمة هل ستكون طريقة منصفة تحافظ على وحدة الحركة ؟؟؟؟ كل تلك الأسئلة تقف أمام فتح ويتوقف على طريقة إجابتها مستقبل فتح في الانتخابات
التحدي الرابع : هل هناك بنية تنظيمية متماسكة وفاعلة وديناميكية قادرة على حمل مشروع الانتخابات ببرنامج وحملة انتخابية مهنية ؟؟؟ أم ستدار الحملة بمنطق " الفزعة " والارتزاق والاستزلام . ان طريقة تقديم فتح عبر حملة انتخابية مهنية تساهم إلى حد كبير في النتائج
خامسا : الحافز . هل تستطيع فتح خلق حافز مقنع يدفع أنصار الحركة وعناصرها للانخراط في الحملة والعملية الانتخابية . هناك تآكل في الحوافز العامة ، وهناك جدل كبير حول عدم الإنصاف في الحوافز الشخصية ، والشعور بالانتماء " القبلي " لفتح لم يعد قويا كما كان ، هناك تهميش للكادر ، هناك استرلام ، هناك منطق ثأري يتفاعل تحت الرماد ، هناك تصفية حسابات ، هناك اختلاف على اعادة توزيع النفوذ . في ظل هذه الأجواء كيف يمكن اعادة خلق حافز يدفع عناصر الحركة ومناصريها ؟؟'!!!!
إغماض العيون عن تلك التحديات او تبسيطها ليس حلا ولن يكون هو الخيار الذي سيؤدي للنجاح
المكابرة والاستمرار بالمنهج السابق هو الوصفة الأسرع للخسارة
إلقاء التهم جزافا للتهرب من المسئولية هي طريق الهروب الفردي من المسئولية
تحديات خمس لها ذات القدر من الأهمية بدون مواجهتها بجرأة ومسئولية ستكون فتح في مأزق ، والرهان ان البدائل الموجودة هي أسوأ حالا من فتح رهان على الحصن العرجان المنافسة وهو رهان سلبي ولن يصمد .
فتح أمام امتحان عسير
بالتأكيد هناك حلول لكن تلك الحلول تحتاج إلى مسئولية أولا وجدية ثانيًا وعقل إبداعي ديناميكي ثالثا ، والأهم انها تحتاج التزام وطني صادق واصيل ....
هل يوجد من يتوفر فيه تلك الصفات ؟؟؟؟
بالتأكيد دائما يوجد ولكن هل يقبل من هم بهذه الصفات الاتخراط في ايجاد حلول ؟؟؟؟
هذا هو السؤال !!!!!!