الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

حول زوبعة سيداو وما بعدها

نشر بتاريخ: 22/12/2019 ( آخر تحديث: 25/12/2019 الساعة: 09:21 )

الكاتب: مروان أميل طوباسي

لنتذكر جيدا تاريخ الحركات الإسلامية السياسية، من صنعها و من غذاها و ماذا فعلت منذ أن تأسست بفعل مساندة قوى الاستعمار و الاحتلال في المنطقة و ما أحيل لها من أدوار لمحاولة تدمير الدولة الوطنية و المشروع القومي العربي، و الآن هي تستكمل عملها من أجل الانقضاض على تاريخ و تراث الحركة الوطنية الفلسطينية و كوكبة شهدائها الطويلة في تكريس استقلالية القرار و وحدانية التمثيل و فكرها العلماني الذي جسدته وثيقة اعلان الاستقلال التي أعلنها الزعيم المؤسس الراحل ابو عمار و صاغ كلماتها شاعرنا الكبير الراحل محمود درويش و صفق لها ممثلين مكونات شعبنا الوطنية بالمجلس الوطني الفلسطيني.
لقد نجح الاسلام السياسي بفصل غزة عن الضفة و فرض ارهاب فكري بل و جسدي في محاولة محمومة لان يكون فيها جسم مشوه بدون معالم لأي وحدوية فلسطينية ويمكن ان يسمى ويطلق على سكانه أي شيء الا فلسطين او فلسطيني من خلال ما يخطط الان له من تكريس لبنية مشوهة تشكل ركائز لمشروع غير وطني مشبوه من خلال المستشفى و المطار و الميناء.
لقد نجح الإسلام السياسي بإثارة النعرات الطائفية وتشريع قوانين الغاب و تشويه مفهوم العشائر بعيدا عن دورهم الوطني و تاريخهم الكفاحي و إحلال مفاهيم مغلوطة بدل القانون في بعض المناطق ولا يمكن استبعاد اقامة دولة الخلاقة التي يطالب بها التحرريون والاسلاميون السياسيون فيها.
وتذكروا ما حدث في العيد الماضي حين اقروا تكبيرات العيد قبل يوم من ثبات العيد في مخالفة حتى للدين إضافة إلى عقدهم لاجتماعات و مظاهرات تهدد السلم الاهلي و الاجتماعي.
و اليوم يستهدف هؤلاء المرأة الفلسطينية و دورها و مكانتها ، فقد كانت وما زالت مساهمه المرأة الفلسطينية في النضال الوطني الفلسطيني هامه ومحورية ورئيسية وفاعله وموجودة في مختلف الميادين وكان نضالها و ما زال و تحديدا منذ بدايات العمل الوطني الفلسطيني في ثلاثينيات القرن الماضي و في مواجهة الإقتلاع و الترحيل عام ٤٨ و في مراحل و ساحات الثورة الفلسطينية و مرحلة الكفاح ضد المحتل بعد عام ٦٧ مرورا بالانتفاضة الأولى و الثانية و حتى يومنا هذا، من خلال الاطر النسوية و الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية و منهم الشهداء و الأسيرات، فهم كانوا وما زالوا يحتلون صفحات النضال الفلسطيني ومسطرات قصص البطولات في الميدان الي جانب الرجل و قصص النجاح السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و المهنية في كافة المجالات العلمية و الأدبية.
لقد نجح الاحتلال الإسرائيلي البشع و على مدار عقود طويلة عن طريق اعوانه و بعض الاسلاميين السياسيين في غسل وعي جزء من شعبنا الفلسطيني حتى بما يتعلق بدور المرأة و مكانتها، و اصبحت القرارات التي تتخذها منظمة التحرير و مؤسسات دولة فلسطين ضد الاحتلال او لتكريس الحقوق الوطنية و المدنية و الالتزامات الدولية ، تهاجم دون وعي، واصبح كل ما يصدر عن منظمة التحرير و مؤسسات دولتنا العتيدة هو لعنة مكروهة ومنبوذ ، كما يحاولون اليوم لاثارة زوبعة سيدوا و ما يخططون له بعد ذلك.
الحملة الانتخابية للإسلامين السياسيين بدأت مبكرا وبطريقة مشوهه، وستشوه كل ما هو قائم، فالحكم والمشروع الاسلامي اهم من أي دولة فلسطينية مستقلة بالنسبة لهم ، وستكون الغيبيات و فهمهم المبتور للاسلام الحنيف المتسامح والعادات والتقاليد هي الدعاية المجانية لهم في مواجهة التنوير و التقدم و علمانية الدولة المدنية بل و جر الناس الى ما ليس له علاقة باستكمال الكفاح الوطني ضد الاحتلال نحو الحرية و الاستقلال و التقدم الاجتماعي و الديمقراطية و العدالة.