السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ليس حبّا في الإنتخابات وإنما كرها في الدكتاتور

نشر بتاريخ: 23/12/2019 ( آخر تحديث: 23/12/2019 الساعة: 12:33 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

ليس حبّا في الإنتخابات وإنما كرها في الإنقسام

حماسة الجمهور الفلسطيني لمرسوم الانتخابات تتزايد كل يوم ، الأعصاب مشدودة والأيادي ممدودة بإنتظار المرسوم . وهناك حركة تفاعل غير منظمة على التواصل الاجتماعي ، وحركة منظمة داخل الإعلام الحزبي لا تخلو من القلق . كل شئ جاهز للانتخابات باستثناء شئ واحد يتناساه البعض عن قصد ولا يأتون على ذكره ، وهو الانتخابات الداخلية في الاحزاب قبيل الانتخابات " برايمرز " .
جميع القوى والتنظيمات والفصائل تهتف للانتخايات ، ولكن جميع قيادات هذه القوى والتنظيمات والفصائل لا تريد الدخول الإجباري في صيرورة الانتخابات ذاتها خشية انقلاب الموازين ضدها واستبدالها بقيادات جديدة .

لا أبالغ اذا قلت : الجميع يريد الانتخابات الحرة والنزيهة بشرط أن بفوز هو فيها . واذا لم يفز هو في هذه الانتخابات فلن يتردد حينها في القول   ( تلك مؤامرة حقيرة ضد فلسطين ) !!!!

الجماهير الفلسطينية جاهزة للانتخابات ، ولكنها غير موافقة على أي تلقيح انتخابي في مختبرات التنظيمات المتشبثة بمقاعد القيادة بشكل هستيري .

بالتزامن مع المرسوم الإنتخابي ، يجب الشروع في إنتخابات داخلية لإختيار القيادات الحزبية والتنظيمية ، ولزوما أن تقوم القيادة الجديدة المنتخبة بإختيار مرشحيها للبرلمان . وفي حال لم يحدث ذلك فان الانتخابات القادمة ستكون اعادة تموضع لنفس القيادات على نفس المقاعد وبنفس العقلية الإستحواذية .

لا يمكن لنا أن نضع ماء سلسبيلا في إناء غير نظيف . ولا يمكن ان نضع ماء ملوثا في إناء نظيف من يريد أن يشرب ماء طاهرا عليه ان يضع ماء طاهرا في أواني نظيفة . والتنظيف هو التطهير الذاتي وليس شتيمة ضد أحد , إذ لا يمكن ان تطبخ طبختين مختلفتين في نفس الطنجرة من دون تنظيفها من اّثار الطبخة الاولى .

يسأل الجميع عن موعد الانتخابات . وأنا أسأل عن موعد الانتخابات الداخلية للقوى التي تريد خوض الانتخابات .