نشر بتاريخ: 24/12/2019 ( آخر تحديث: 24/12/2019 الساعة: 18:06 )
الكاتب: السفير حكمت عجوري
هل اصبح بالامكان ان نزعم ان قوة الحضاره بدأت تفرض قوانينها بعد طول غياب لتحل محل قوانين حضارة القوه التي تسيدت العالم على مدارهذا الزمن الصهيو اميركي الذي ما زال يحكم العالم والذي يبدو انه اوشك على الانتهاء خصوصا وانه قد تم خلاله اختطاف والى يومنا هذا القانون الدولي والدولي الانساني اللذين تمت صياغتهما واعتمادهما اساسا من اجل حماية البشريه وبناها التحتيه .
وهل اصبح بامكان الفقراء المستضعفين في هذه الاونه في ان يتفائلوا في ان ما يشتمونه في هذه الايام هو فعلا عبق انتصار قوة الحضاره ام انها مجرد فنتازيا ديمقراطيه مزيفه ستمر كغمامة صيف.
هذه القراءه مستمده بداية من قرار محكمة العدل الاوروبيه بوسم بضائع المستوطنات بالرغم من كل الضغوط التي مورست على قادة اوروبا من قبل طغاة العصر مجسدين بالرئيس ترمب والنتن ياهو تلاها تحدي المجتمع الدولي وبالرغم من نفس الضغوط التي مورست عليه من نفس الطغاه ووقوفه الى جانب الحق الفلسطيني في التصويت لصالح التجديد لوكالة غوث اللاجئين الشاهد الوحيد على جريمة العصر التي تم ارتكابها بسب قيام كيان صهيوني سنة 1948 على حساب الشعب الفلسطيني، جريمه تسببت بقتل وطرد كل الادوات البشريه المعيقه لذلك واساسها الانسان الفلسطيني بالرغم من تجذره في ارضه منذ بداية التاريخ وتدمير بناه التحتيه الامر الذي ادى الى ان اكثر من خمسة ملايين فلسطيني ما زالو مسجلين كلاجئين لدى هذه الوكاله اضافة الى مسح حوالي خمسمائة قرية وبلده من على وجه الارض على ايدي العصابات الصهيونيه من اجل اقامة بيوت سكنيه لمهاجرين يهود غير ساميين تعود جذورهم الى بلاد الخزر.
واخيرا وبالطبع ليس اخرا جاء قرار محكمة الجنايات الدوليه على لسان المدعيه العامه فاتو بنسودا في محاسبة مجرمي الحرب من اعداء السلام والانسانيه من الاسرائيايين من ساسة وعسكريين.
ومع اننا ما زلنا بعيدين نوعا ما عن قطف ثمار هذه القرارات التي جاءت بعد نضال من قبل اصحاب الحق الفسطينيين لسنوات، نضال اعتمد اللاعنف واللادمويه برؤيا وبصيره كان من الصعب على الكثيرين من قصار النظر على تقبلها وهي رؤيا ربان السفينه الذي ظلمه هؤلاء بترويحهم بان السفينه ستغرق فمنهم من قفز ومنهم من كان على وشك وانا لست هنا بصدد كيل المديح لهذا الربان بسبب صوابيته حتى لا نخرج عن سياق الموضوع اضافة الى انه ليس بحاجه للمديح بعد صبره وثباته على ثوابته التي لم ينحرف عنها قيد انمله وحتى من قبل انتخابه ربانا لسفينة المشروع الوطني الفلسطيني باقامة الدولة الفسطينيه ذات السياده وعاصمتها القدس الشرقيه وعلى كل شبر تم احتلاله بالقوه من الارض الفلسطينيه قبل الرابع من حزيران سنة 1967 .
انقشاع زمن الطغاه ، الزمن الصهيو اميركي لم تبشر به فقط القرارات انفة الذكر وانما ما هو اهم وهو كشف حقيقة هؤلاء الطغاه انفسهم احدهم وهو النتن ياهو الذي تم تقديم لوائح الاتهام ضده وهو الامر الذي يدفع به حثيثا نحو السجن وهو المكان الطبيعي لفاسد ومرتشي وخائن للامانه كما ورد في لوائح اتهامه والثاني وهو الرئيس ترمب الذي نراه يساق صاغرا الى المحاكمه بسبب سياسة الابتزاز التي يمارسها على كل من جار عليه الزمان واضطره لمد يده لمساعده اميركيه كما حصل مع الرئيس الاوكراني علما بان هذا الفعل ليس المشين الوحيد الذي ارتكبه الرئيس ترمب والذي لا يستدعي فقط عزله وانما الحجر عليه عقليا كونه عباره عن جسم بشري ضخم يحكمه طفل صغير وهو ما اثبته في كل ممارساته ومسيرته التي اعتمدت على الكذب ومنذ يومه الاول في سكن البيت الابيض رئيسا لاقوى دوله في العالم وذلك بحسب ما تناقلته مقالات عديده وكتب نشرت تؤكد على قصوره العقلي اضافه الى محطات تليفزيونيه مشهود لها بالمهنيه كلها اجمعت على عدم اهليته عقليا للبقاء في موقعه .
ما سبق وتحديدا فيما يخص مصير الطغاة ولانهم فعلا طغاة فانا ما زلت غير متفائل بعدالة القضاه في الحالتين الا انه يكفينا كفلسطينيين اننا الوحيدين من بين شعوب العالم الذين وقفنا قيادة وشعبا في وجوه هؤلاء الطغاة وانتصرنا بالقدر الذي نلمسه من انتصار العالم بقراراته المذكوره لحقنا الفلسطيني ، الامر الذي يستدعي وقفه فلسطينيه جماعيه بما في ذلك كافة الفصائل وبكل الوانها من اجل اعادة التقويم وطنيا لهذه المرحله التي تتوجت بالقرارت انفة الذكر والبناء عليها بكل ما هو ممكن فلسطينيا .
هذه المرحله لا شك بانها بحاجه اكثر من اي وقت مضى للالتفاف الجماهيري والفصائلي حول صاحب الرؤيا وهو الرئيس ابو مازن ، الرؤيا التي نراها اوشكت على ترجمة حلم المشروع الوطني الى واقع ملموس خصوصا وان السلاح الاخير الذي ما زال يمتلكه النتن ياهو وزمرته لخلاصهم مما هم فيه هو بالخلاص من صاحب الرؤيا تماما كما فعلوا مع سلفه الشهيد الخالد فينا الراحل عرفات او بفتنه لا تنتهي الا برحيله.انها اللحظات الاخيره لحسم الصراع بين الحق الفلسطيني والباطل الصهيوني.